fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

إدوار الخرّاط الكاتب المنشقّ

أحمد عزيز الحسين – الناس نيوز :

إنّ أيّ تقصٍّ لمظاهر الحداثة في الأدب العربيّ لا بد له أن يرصد ما تجلّى منها في عقد الأربعينيّات من القرن العشرين الذي شهد بزوغ حساسية أدبيّة اخترقت المعايير والتّقاليد الأدبيّة الرّاسخة، ودخلت في صراعٍ محتدم مع مشاهير الأدباء العرب المهيمنين على السّاحة الأدبيّة في ذلك الوقت، وقد جسّد هذا النوعَ من الحساسية الأديبُ المصريُّ المعروف إدوار الخراط (1926-1915) الذي بدأ تجربته الأدبيّة في الأربعينيّات من القرن المنصرم، وكتب خلالها مجموعته القصصيّة (حيطان عالية) التي لم تجد سبيلها للنّشر إلا في عام 1959، وقوبلت بصمت نقديّ وتجاهُل رسميّ مُتَعمَّد طوال عشر سنوات، وحدث مثل ذلك لما كتبه زميله في المرحلة نفسها بدر الدّيب صاحب كتاب الـ (ح)، وللقصائد النّثريّة التي كتبها الشّاعر الاسكندرانيّ محمد منير رمزي، والتي لم تُنشَرهي الأخرى إلا بعد خمسين عاماً من كتابتها.

غير أنّ هذا النوع من الكتابة مالبث أن وجد متنفَّساً له في مجلّة (جاليري 68) التي عُنِيتْ بنشر نماذج كثيرة منه في أعدادها الثّمانية التي ظهرت خلال حياتها القصيرة التي لم تمتدَّ سوى سنتين، وقد كتب الخرّاط في كتابه (أصوات الحداثة) منبِّهاً إلى أنّ الحساسية الجديدة التي يدعو إليها تقوم على كسر نسق السّردية القديمة المقرَّرة سلفاً، وتُعنَى بتفكيك أوصال الحبكة التّقليديّة، وتغوص في داخل الشّخصيّة مقوِّضةً علاقتها بالزّمن، عامدةً إلى تفكيك أوصال البنى اللغويّة التّقليديّة، مُفسِحةً لها المجال لتُدمَج في الواقع، مع إعإدة دمج الأحلام والأساطير والشّعر في بنيتها النّصيّة، ومساءلة الوضع الاجتماعيّ السّائد، والنّفاذ إلى ما حُجِب من اللاوعي، ولذلك أمست هذه الكتابة اختراقاً لاتقليداً، واستشكالاً لامُطابَقة، وإثارة للسُّؤال لا تقديماً للأجوبة، ومهاجَمةً للمجهول لا رضىً عن الذّات والعرفان.

وقد حرص الخراط على التّفريق بين (مفهوم الحداثة) و(مفهوم الحساسية الجديدة) الذي كان يدعو إليه؛ فذكر أنّ الحداثة تعني السّعي المستمرّ نحو المستحيل، والتّجاوُز المستمرّ للأشكال، ولذلك تختلف، في رأيه، عن (الحساسية الجديدة) في أن مجموع الرُّؤى والطّرائق الفنيّة التي تعتمدها الحساسية الجديدة في تشكيل نصوصها يمكن أن تستقرّ، وتصبح نتاجاً تاريخيّاً وزمنيّاً، وتتجاوزها، وتقوم على إثرها حساسية جديدة أخرى، أمّا الحداثة فهي قيمة في العمل الفنّيّ، تخترق حاجز الزّمن، وتُخَلَّد عبر التّاريخ، كما أنّها تنفي وتنقض نظاماً من التّقاليد التي رُسِّخت، ولذلك تنضوي على قلق دائم لايَرِيم، ولايعفو عليه الزّمن، كما تشتمل على نوع من الهدم المستمرّ في الزّمن، دون أن يتحوّل إلى بنية ثابتة، وهي بهذا المعنى تنحاز دائماً إلى أحد طرفي ثنائيّة مستمرّة بين ما هو جاهز، مُعَدٍّ، مكرَّس، شائع، مقبول اجتماعيّاً على المستوى العريض، وما هو متمرِّدٍ، داحِضٍ، مُقلقٍ، هامشيّ، يسعى إلى نظام قيميٍّ مستعصٍ على التّحقُّق، ومُتعَدٍّ دائماً (أصوات الحداثة، دار الآداب في بيروت، 1999، ص24 و 25). كما أكّد الخرّاط في سيرته الذّاتيّة ( مهاجمة المستحيل/ سيرة ذاتية للكتابة) رفضه للإطار التّقليديّ في القصّة والرِّواية لأنّه قيْدٌ، وقال: إنّه يحبّ لكتابته أن تستلهم حريّتها وقانونها من فنّ الرّقش (الأرابيسك) العربيّ العريق المحتد، حيث الشّكل المفتوح الذي يتحدّى الزّمن والقيود المفروضة، واقترح أن تُسمَّى نصوصُه بـ(الكتابة عبر النّوعيّة) لأنّها تشتمل، في رأيه، على أجناس أدبيّة قائمة، وعلى تناصّ مع فنون غير قوليّة، كالفنّ التّشكيليّ، وفنّ العمارة، وفنّ الموسيقا، وأشار إلى أنّه يطمح إلى أن تتجاوز هذه الكتابة مواصفات الجنس الأدبيّ التّقليدي، وتنتهك القواعد المسبَقة والأسوار بين الأجناس الأدبيّة، طامحةً إلى إبداع جنس أدبيّ جديد؛ لأنّ الجنس الأدبيَّ المستقرّ الرّاسخ، في رأيه، يعني حقيقة راسخة مستقرّة، كما يعني قيداً، وقد يعني انتفاء الحريّة.

ولعلّه لهذا كلِّه اخترق سقف التّذوُّق التّقليديّ، وخرج على المستقرّ من أعراف الكتابة السّائدة ممّا أدّى إلى تضاؤل قرّائه وتأثيره في عقود السِّتينيّات والسّبعينيّات والثّمانينيّات من القرن المنصرم، لأنّه تجاوز، في نمط كتابته، إمكانات القارئ العاديّ الذي لم يكن يستطيع إدراكَ قيمة ما اجترحه من تجديد ؛ إذ في الوقت الذي كانت فيه الرّواية التّقليديّة ترسِّخ أقدامها في تربة الفضاءين المصريّ والعربيّ كان الخرّاط يعزف على وتر آخر في الكتابة متجاوزاً مفهوم الجنس الأدبيّ في زمنه، ضارباً عرض الحائط بحدود هذا الجنس، ومديراً ظهرَهُ لتقاليد الكتابة الرّوائيّة والقصصيّة في وقت واحد، وقد كان عليه الانتظارُ طويلا كي يتجرّأ، ويصدر نصّاً روائيّاً يحمل بصمته الخاصّة؛ هكذا ظهرتْ روايته الأولى (رامة والتّنّين) في عام 1979 مغايرةً للمهيمن في كتابة النّصّ العربيّ؛ وقد قدّمت تلك الرّوايةُ مجموعةً من الاختراقات الفنّيّة لما هو قارّ في هذه الكتابة مؤكِّدةً أنّ صوتاً أدبيّاً ذَا نكهة جديدة قد أطلّ على السّاحة الأدبيّة، وشرع يختطُّ منهجه في الكتابة بوعي فنيٍّ جديدٍ. ولذلك من يجرّب قراءة (رامة والتّنّين ) بالتّوازي مع ما كان يكتبه نجيب محفوظ وأقرانه من أساطين الكتابة الواقعيّة يدرك الفارق الكبير بين الكاتِبَين؛ وقد يظنّ أنّهما ينتميان إلى فضاءين ثقافيِّين مختلفين، لأنّ نصّيهما مُتغايِران كليّاً في وعي الواقع، وآليّات تشكيله الفنّيّ، وفي التّقنيّات المُتَّكأ عليها في الكتابة، وفي اللُّغة السّيّالة، وفي النّصّ الأدبيّ المتدفِّق كالشَّلال، وفي تحوُّل النّصّ كلِّه إلى مقطع نثريّ مضغوطٍ محكومٍ بكثير من آليّات الكتابة الشِّعريّة لا النّثريّة، وفي تدمير القوالب والأبنية اللُّغويّة التي يتقلَّص تحتها الفكر والحسُّ، وفي السَّعي إلى كتابة تتحرَّر من التابوات والقمع، وتتخلّص من الجدب الروحي، وتحتفي بالجسد المقموع، وتعير اهتماماً لنوازع الإنسان الدّاخليّة، وأفراحه الشّبقيّة؛ ولذلك لم تحظَ رواية إدوار الخرّاط وقصصه عموماً بالتّرحيب والقراءة آنئذٍ، وكان عليه الانتظارُ طويلا قبل أن يلتفت إليه النّقّادُ والقرّاءُ مدركين قيمة ما قدّمه من اقتراحات فنيّة للرِّواية، والقصّة، والنّقد الأدبيّ، والحساسية الجماليّةِ بشكلٍ عامّ.

وقد تابع الخرّاطُ كشوفه الفنّيّة، وأصدر خلال عمره الأدبيّ المديد عشراتِ النّصوص الرِّوائيّة والقصصيّة، فضلا عمّا قدّمه من كتب نقديّة في الأدب والفنّ التّشكيليّ، وترجمات بديعةٍ أسّست لما هو مغاير للمألوف، وقدّمت آليّات جديدة لقراءة النّصِّ الأدبيّ والفنّيّ بشكل عامّ، وقد حظي النّصُّ الذي أبدعه بعناية مجموعةٍ من النُّقّاد المهمّين منهم حسني حسن الذي أصدر كتاباً نقديّاً عنه في عام 1996، صدر عن المجلس الأعلى للثّقافة في القاهرة تحت عنوان ( يقين الكتابة/ إدوار الخرّاط ومراياه المتكسِّرة)، كما حظيت تجربته الأدبيّة في العام نفسه بعناية ناقد سوريّ هو صلاح صالح الذي درس منجزه الأدبيّ في دراسة نقديّة لافتة ضمّها كتابه ( سرديّات الرّواية العربيّة المعاصرة)، الذي كان في الأصل أطروحة دكتوراه نوقشت في جامعة دمشق في عام 1996، ثمّ صدرت عن المجلس الأعلى للثّقافة في القاهرة في عام 2004، أمّا النّاقد الثالث الذي أولى الخرّاط اهتمامه، ودرسه من منظور شعريّة المكان فهو السّوريّ خالد حسين؛ إذ اتّكأ في دراسته على باشلار، وأنجز أطروحة لنيل درجة الماجستير في جامعة دمشق عنوانها (شعريّة المكان في الرّواية الجديدة / إدوار الخرّاط نموذجاً) صدرت ضمن سلسلة كتاب الرّياض في السّعودية في عام 2000، ولكنّه استطاع التّحرُر فيها من باشلار، ومن الدّارسين الآخرين الذين اتكأ عليهم، ووضع يديه على الكثير من الكنوز الفنيّة الخبيئة التي اشتملت عليها نصوص الخرّاط البديعة، وفي مقدّمتها روايته (رامة والتنين). كما لقيت تجربته فيما بعد احتفاء رسميّاً، وتكريماً مصريّاً وعربيّاً، إذ حصل على جائزة نجيب محفوظ للرّواية من الجامعة الأميركيّة في القاهرة في عام 1999، وعلى جائزة الدّولة التّقديريّة في الآداب في العام نفسه، وعلى جائزة ملتقى الرِّواية الرّابع في القاهرة في عام 2008.

وفي ظنّي أن منجز الخرّاط الأدبيّ والنّقدي لا يزال جديراً بالاحتفاء، وإعادة القراءة والتّقييم من جديد؛ لأنّه علامة فنيّة فارقة في مسيرة الأدب الرّوائيّ العربيّ المعاصر.

ناقد سوريّ .

المنشورات ذات الصلة