fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

إذا أكرمت الشعوب تمردت

ممدوح حمادة – الناس نيوز

منذ أن وعت أعين العبيد على الدنيا وهم على هذه الحال، في كل يوم يوزعون عليهم نصف رغيف من الخبز صباحا فيأكلون ويتوجهون للعمل في الحقول والمناجم وبقية الأماكن، ثم يوزعون عليهن نصف رغيف آخر في المساء فيأكلونه وينامون، ولم يفكر أحد منهم بأن الإنسان يمكن أن يأكل أكثر من ذلك، وحتى عندما يحلمون لم يكن لاوعيهم يرسل لهم سوى الخبز فخيالهم لا يعرف غيره، ولهذا فقد كانوا راضين بما يوزع عليهم وقانعين بحصتهم من الخبز.

ولكن وبسبب الوفيات الكثيرة في صفوفهم التي تبين لهم أن سببها الجوع والهزال، أدركوا أن هذه الكمية غير كافية من أجل الحياة فتذمروا وقرروا القيام بمظاهرة إلى كهف سيدهم، الذين ظنوا أنه سيحل لهم المشكلة كونهم لا يجعلون عملاً يتراكم عليهم، ولكن السيد بدلا من أن يستمع إليهم تناول القوس والنشاب ووقف بباب الكهف وأخذ يرمي حتى سقط ثلاثة أو أربعة منهم فهربوا ولم يعودوا إلى ذلك مرة أخرى إلا بعد مضي أعوام على تلك الحادثة، وكان الجوع قد فتك بالكثير منهم مرة أخرى، ولكنهم في هذه المرة اتفقوا ألا يهربوا مهما سقط من القتلى في صفوفهم فهم بكافة الأحوال مشرفون على الموت ولا فرق إن مات العبد منهم اليوم أو مات غداً ومن يموت يرتاح من هذا العذاب على كل حال ولا يخسر سوى عذاباته، وقد حصل ما توقعوه تماما  فقد تناول السيد القوس والنشاب وأخذ يرمي إلى أن قتل عشرة منهم، وعندها أدرك أنهم لن ينسحبوا قبل أن يحصلوا على ما يريدونه فخرج وسألهم:

  • ما هذا الضجيج.. ماذا تريدون؟
  • نريد خبزا..

رد زعيمهم فشعر السيد بالاستغراب:

  • تريدون خبزا؟ ألا يكفيكم رغيف ونصف في اليوم؟
  • نحن لا نحصل على رغيف ونصف يا سيدي.. نحن نتلقى رغيفا واحدا فقط.

تصنع السيد الاستغراب ونظر إلى الحارس صارخا في وجهه:

  • أتسرق نصف رغيف من قوت الشعب أيها اللص؟

ثم انهال عليه صفعا أمام العبيد الذين شعروا بسعادة وحارسهم الذي يضربهم دائما يتعرض الآن للضرب، ثم انصرف العبيد يهتفون تحية لسيدهم العادل الذي أعاد الحق إلى أصحابه، بينما الشرطي يقسم أنه لم يسرق.

لحق الحارس السيد إلى الكهف وجثا على ركبتيه منتحبا وأقسم أنه لم يسرق الخبز، فضحك السيد وقال له:

  • أعرف أيها الغبي، ولكن أحدا ما يجب أن يكون لصا، لكي نبرر نقص الخبز، فهل تريدني أن أقول إنني أنا اللص.
  • لا أبدا يا سيدي، أقطع لسان من يقول عنكم ذلك.. فهمت الآن.

رد الحارس وقد تلاشى الخوف عن ملامح وجهه وظهرت مكانه علامات الإعجاب بحنكة وذكاء سيده، ثم استمرت الحياة كما كانت عليه قبل أن يتكرم السيد بنصف الرغيف على عبيده.

لا أحد يدري كم قرنا مضى على هذه الحال، يحصل العبيد على نصف رغيف في الصباح ثم يجرون السلاسل التي تقيد أرجلهم ويتوجهون إلى الحقول والمناجم ومقالع الحجارة،  ثم يحصلون على مثله عند الغداء يتلوه نصف رغيف آخر على العشاء، ولكن كما يقولون فإن دوام الحال من المحال، ولذلك فإنه كان لابد من حدوث أمر يدفع إلى التغيير، وكانت الشرارة هذه المرة قطعة جبن صغيرة عادت بها زوجة أحد العبيد التي تعمل خادمة في قصر السيد، وكانت قد عثرت عليها في القمامة.

تذوقها العبد وأقسم أنها نوع من أنواع الطعام، ثم نادى على العبيد الذين اجتمعوا وتذوق كل منهم قطعة صغيرة منها وبهروا بطعمها اللذيذ، ثم سألوا المرأة التي أحضرتها عن اسمها فقالت لهم:

  • سمعتهم يقولون : (جُبن).

ولم تكد شمس صباح اليوم التالي تشرق حتى كان العبيد يجرجرون سلاسلهم ويتوجهون إلى القصر مطالبين بالحصول على قطعة من الجبن مع الخبز.

وكما حصل في المرة الأولى حصل هذه المرة، فقد ناول الحارس بندقيته للسيد الذي رمى عددا من العبيد فهربوا وقرروا متابعة حياتهم بدون جبن.

ولكن الأيام مضت وطعم الجبن لم يغادر حليماتهم الذوقية، وخاصة كبار السن الذين تسنى لهم تذوق تلك القطعة، وكانت الجدات عند المساء يروين الحكايات لأحفادهن قبل النوم عن الجبن، ففي إحدى الحكايات يقوم عبد بإنقاذ أميرة من الغرق فيمنحه الملك قطعة كبيرة من الجبن، وفي حكاية أخرى أراد أمير أن يتزوج ابنة الملك التي وضعت شرطا للزواج منها أن يحضر لها الأمير قطعة جبن، فقام الأمير بقتل التنين وقطع رؤوسه الثلاثة ليحضر لها قطعة الجبن وغير ذلك الكثير من الحكايا والأساطير، هذه القداسة التي منحت للجبن جعلت منه مبررا للثورة الثالثة على السيد من قبل أجيال شابة لم تتذوق الجبن، فتوجهت إلى قصر السيد تجر سلاسلها مطالبة بالجبن.

دخل الحارس مسرعا يحمل رشاشا قدمه لسيده الذي قام بنصبه على الشرفة وأخذ يرمي حتى انتهى شريط الرشاش الذي كان فيه خمسمئة طلقة، وسقط الكثير من العبيد قتلى، ولكنهم لم يتراجعوا وتابعوا التقدم باتجاه القصر، فلم يجد السيد بداً من الحديث معهم:

  • ماذا تريدون.. لماذا كل هذا الضجيج؟
  • نريد جبنا.

صاح عبد شجاع فارتسمت ملامح  الدهشة على وجه السيد الذي صرخ:

  • ألا يصلكم الجبن؟

ثم استدار نحو الحارس وبصق في وجهه قائلا:

  • أتسرق الجبن أيها السافل؟

وبعدها وعد العبيد بالإشراف شخصيا على توزيع الجبن وأمر الحارس بأن يوزع عليهم الحلاوة كمكرمة منه، فلملموا قتلاهم وانصرفوا يهتفون بحياة سيدهم العادل الكريم.

عاش العبيد بعد ذلك طويلا في حالة من الشبع، وكان السيد تلافياً لثوراتهم يقوم في كل فترة بتوزيع شيء جديد عليهم، حتى امتلأت خزائن الطعام لديهم وجاء زمن كان بعض طعامهم يفسد قبل أن يتمكنوا من تناوله، ويمكن القول إن شيئا لم يكن يعكر صفوهم.

غير أنه في صباح أحد الأيام وبينما كان أحد العبيد الذين يعملون في مقلع للحجارة، منهمكا في عمله انقطعت سلسلة القيد الذي شُدَّ إلى رجليه، فقرر الذهاب إلى الحداد لكي يضع سلسلة جديدة بدل تلك التي انقطعت، ولكن بقية العبيد أقنعوه بأن يترك ذلك حتى نهاية العمل لكي لا يتهم بالتقاعس في العمل ويعاقب عقابا شديدا، فأصغى لهم وتابع العمل بدون قيد.

وأثناء العمل كانت تراوده مشاعر فرح غريبة لم يشعر بها قط سابقا، ولم يدرك سببها أولا، ولكنه في نهاية المطاف عرف السر، فقد لاحظ أنه يحرك رجليه بحرية، وعندها أخذ يقفز فرحا، ثم أخذ يرقص واجتمع حوله العبيد والدهشة تملأ عيونهم لما يفعله، وأخذ بعضهم يحذره من السقوط والبعض الآخر من عدم التهور وظن بعضهم أنه أصيب بالجنون، ولكنهم جميعا شعروا بالحسد نحوه، فقد كانوا واثقين بأنه يشعر بفرح لم يشعروا هم بمثله في حياتهم، وبعد أن انتهى، أو بكلام آخر بعد أن شبع من الرقص، جلس على حجر وأخذ يروي لهم مشاعره بدون قيد فكان الجميع يتابعونه باهتمام وانهمرت الدموع من عيون بعضهم نتيجة تأثرهم بما سمعوا،  وفي نهاية المطاف قرروا التوجه في تظاهرة إلى قلعة الزعيم لكي يخلصهم من القيود.

لم يصدق الزعيم عندما سمع من الشرطي ما يريدونه، وصرخ غاضبا:

  • طلبوا زيادة في الخبز فِأعطيناهم.. طلبوا جبنا فأعطيناهم الجبن وزدنا عليه مكرمة الحلاوة.. ثم أغدقنا عليهم براحة الحلقوم.. المارتديلا الإيطالية جعلتهم يتناولونها، كل ما يمكن أن يدخل إلى المعدة تذوقوه، أما الحرية فلا.. لا.. لا.. وألف لا..

شعر الشرطي بفرح عارم وهو يرى الزعيم غاضبا على العبيد، فبينه وبينهم كراهية تشبه كراهية القطط والفئران، ولذلك فقد وجد الفرصة الملائمة لكي يقدم له السلاح الجديد ليستخدمه في قمع الاحتجاجات، فمد إلى الزعيم قنبلة وقال وعلى شفتيه ابتسامة:

  • تفضل يا مولاي.
  • ما هذا؟
  • قنبلة ترميها على العدو يا مولاي فتبيد جنوده عن بكرة أبيهم.

لم يتردد الزعيم في أخذها، فهذا بالتحديد ما كان يريد فعله، ارتدى القناع الواقي الذي قدمه له الشرطي الذي ارتدى بدوره القناع، ثم أطل من كوة في القلعة ورمى بتلك القنبلة التي ملأت المملكة بدخان كريه الرائحة.

بعد ساعات تبدد الدخان مخلفا عددا لا يحصى من جثث العبيد، لقد مات الجميع والقيود في أرجلهم، عبد واحد فقط كانت رجلاه متباعدتين، لقد كان يرقص وهو يلفظ أنفاسه، إنه ذلك الذي انقطعت سلسلة قيده.

  • لم يبق لدينا شعب.

علق الزعيم وهو يتأمل منظر الجثث من الكوة، فطمأنه الشرطي:

  • لا تقلق يا مولاي، أتوجه إلى الغابات حالا وأجمع لك شعبا.
  • لا .. لا.. لا.. لا أريد شعبا همجيا.. أريد شعبا متحضرا.

ثم أخرج الزعيم من جيبه بطاقة فيزيت وأعطاها للشرطي آمرا إياه بأن يتوجه إلى العنوان المذكور فيها ويحضر العالم المذكور اسمه، والذي التقاه في إحدى زياراته إلى الخارج.

وبعد أيام عاد الشرطي برفقة عالم الاستنساخ الذي رحب به الزعيم وشرح له معاناته الأليمة مع شعبه العاق الذي اضطر للتخلص منه، وطلب منه أن يستنسخ له شعبا يسمع ويطيع ولا يسبب له الصداع والمشاكل.

  • بكل سرور..

قال العالم ثم أردف:

  • المهم أن يكون هناك خلايا نصنع منها الشعب.
  • بكل سرور.

قال الزعيم مقلدا العالم وعلى وجهه ابتسامة تمتد من الأذن إلى الأذن، ثم كشف عن مؤخرته ووضعها أمام العالم وأردف:

  • خذ ما يحلو لك من الخلايا .. المهم أن تستنسخ لي شعبا يسمع ويطيع.. فهذا الشعب سقط من عيني.

——————————-

ممدوح حمادة

المنشورات ذات الصلة