د . يارا حسين – الناس نيوز ::
غالباً ما نبدأ شهر رمضان بوضع الكثير من الخطط اليومية لنتمكن من إنجاز كل مهامنا دون إغفال أي منها، ولكن قد نصطدم بالواقع ونكتشف أن الأمر ليس بهذه السهولة وقد ينتهي الشهر دون التمكن من تحقيق أهدافنا، مما يجعلنا نشعر بالحيرة والقلق كل عام مع نهاية الشهر الكريم. وقد يلقي البعض فشل تخطيطهم على الصوم لساعات طويلة خلال اليوم وعدم امتلاك الطاقة الكافية للجمع بين العبادة والمهام الحياتية، ولكن الحقيقة فان العوائق الحقيقية هي بعض السلوكيات التي ينبغي تجنبها لضمان تحقيق الأهداف الموضوعة من خلال اتباع النصائح التالية:
التخطيط الجيد لجدولنا الزمني وتخصيص وقت لكل مهمة
في البداية يجب تحديد أهداف قابلة للتحقيق، فيجب البدء بتحديد المهام الأكثر والأقل أهمية، ثم التركيز على كيفية إكمال أولوياتنا وإحراز تقدم مع تجنب إضاعة الوقت في المهام غير المهمة. ويساعد تخطيط جدولنا الزمني في وضع خطة تراعي تخصيص وقت محدد لكل مهمة حتى تتمكن من إتمامها على النحو المطلوب دون إضاعة الوقت. فهناك وقت للعمل ووقت للممارسات الدينية ووقت للأشغال المنزلية ووقت للمناسبات والزيارات. كما ويمكننا مع كل يوم جديد رسم مخططنا اليومي واتباعه بدقة، كما ويمكننا وضع أهداف بعيدة المدى عبر تحديد ما نود إنجازه قبل انتهاء شهر رمضان.
تجنب تعدد المهام وإنجاز المهام الصعبة أولاً
أظهرت الدراسات مؤخراً أن مبدأ تعدد المهمات غير مجدي في تعزيز الإنتاجية، لذلك فالقيام بمهمة واحدة في الوقت المحدد يعتبر الأسلوب الأمثل لتعزيز الإنتاجية وتحسين التركيز ويساعد في تنظيم الوقت بفعالية خلال شهر رمضان. ومن النصائح التي تساعدنا على إنجاز مهامنا هي التركيز أولاً على المهمة الصعبة لأنها تتطلب تركيزاً أعلى، أما المهام السهلة أو الروتينية فيمكن القيام بها في الساعات التالية، لأنها لا تتطلب تركيزاً كبيراً.
تجنب المشتتات
يمكن أن تكون المشتتات عائقاً أمام إدارة الوقت، ويمكن أن يقلل من الإنتاجية أيضاً، لذلك من الضروري تجنب إضاعة الوقت أمام شاشة التلفاز أو إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي أثناء ساعات العمل. فتقليل هذه المشتتات أو البعد عنها تماماً من شأنه أن يساعدنا على تعزيز الإنتاجية وتنظيم الوقت تنظيماً أمثل وسيعطينا الفرصة لاستغلال ساعات اليوم في العمل والإنتاج والتركيز على مهامنا وتعزيز إنتاجيتنا وتحقيق أقصى استفادة من يوم العمل.
الحصول على كمية كافية من النوم
عادة ما تنخفض ساعات النوم خلال شهر رمضان بسبب تغير نمط الحياة المعتاد وتناول وجبة السحور قبل آذان الفجر، وخاصة لبعض الأشخاص الذين يواصلون الاستيقاظ حتى ساعات الصباح لتمضية بعض الأوقات المسلية والقيام بالفعاليات الممتعة مع الأهل أو الأصدقاء. ولكن الجسم لا يستطيع تحمل هذه الضغط الكبير فهو يحتاج إلى الراحة كما وأنّ نوم الليل لا يعوضه أبدًا النوم خلال النهار. وتراكم نقص النوم قد يؤدي إلى الإرهاق ومن ثم إلى تشتيت الذهن والنسيان والعصبية والتوتر، وقد يؤثر سلباً على قدرتنا على التركيز أثناء أداء مهامنا اليومية. لذا يُنصح بضرورة الحصول على ما لا يقل عن 6 ساعات من النوم ليلاً بشل يومي للحفاظ على طاقتنا وتحسين تركيزنا أثناء ساعات النهار.
الاستفادة من ساعات الإنتاجية الأعلى
لنتمكن من إنجاز مهامنا بالشكل الذي خططنا له لا بد من استغلال الساعات التالية لوجبة السحور، لأنها تعتبر الساعات الذهبية والتي تتركز فيها الإنتاجية عمومًا، فالذهن في أصفى حالاته ويمكن إنجاز جميع مهامنا بشكل أسرع وبأقل من الوقت المعتاد لأنه لم يفقد طاقته بعد. الساعات بعد صلاة التراويح يمكن استغلالها بشكل إيجابي أيضاً، فبعد تناول وجبة الإفطار والقيام بالصلاة التي تساعد على تنشيط البدن يمكن استغلال الساعات التالية بشكل مفيد.
الحرص على اتباع نظام غذائي يعزز الإنتاجية
الإسراف في تناول الطعام وتناول الكثير من الأطعمة المليئة بالدهون والسكريات تؤدي الى الشعور بالتخمة ما سيتسبب لنا في الكسل الشديد، وبالتالي ستقضي على إنتاجيتنا. وللحفاظ على طاقتنا ونشاطنا لا بد من تناول كميات كافية من السوائل والوجبات المتوازنة في وجبتي الإفطار والسحور والتي تحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من بروتينات وكربوهيدرات، وفيتامينات، ومعادن وألياف.
وخلال وجبة السحور يُنصح بتناول الأطعمة بطيئة الهضم والتي تزود الجسم بالطاقة لفترة طويلة مثل الأطعمة الغنية بالبروتين كالبيض واللحم والفول ومنتجات الألبان، بالإضافة الى الأغذية الغنية بالكربوهيدرات المعقدة مثل خبز القمح الكامل والشوفان والفواكه والخضراوات لأنها تُهضم ببطء وتُشعر بالشبع لفترة أطول مما يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة لفترة أطول، وهذا ما يساعد على زيادة القدرة على التركيز لمدة أطول دون تعب أو إرهاق.