القدس – الضفة الغربية – الناس نيوز :
يستخدم الجيش الإسرائيلي برنامجا لجمع البيانات الشخصية باستخدام تقنية التعرف على الوجه لجمع بيانات عن الفلسطينيين في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أعلنت منظمة غير حكومية إسرائيلية الثلاثاء.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية كشفت عن البرنامج للمرة الأولى استنادا إلى شهادة قدمها جندي إسرائيلي سابق لمنظمة “كسر الصمت” الإسرائيلية غير الحكومية التي تعمل مع الجنود السابقين في الجيش الإسرائيلي.
وبموجب هذا البرنامج، تقوم القوات الإسرائيلية بجمع بيانات شخصية عن الفلسطينيين في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
من جانبه، قال مدير المناصرة في منظمة “كسر الصمت” أوري غفعاتي لوكالة فرانس برس إن الجنود في دوريات تابعة للجيش مجهزون بأجهزة متخصصة “يلتقطون صورا لكل فلسطيني يرونه بشكل اعتباطي”.
ووفقا لغفعاتي الذي أوضح أن المعلومات تستند إلى شهادة ستة جنود شاركوا في مخطط المراقبة، فإن النظام الذي يعرف باسم “الذئب الأزرق” له أربع نتائج محتملة.
وفي حال الحصول على نتيجة حمراء اللون، فإنه يجب إلقاء القبض على الشخص فورا، بينما يعني اللون الأصفر احتجاز الفلسطيني لحين استشارة ضابط أعلى، أما اللون الأخضر فيعني السماح له بالذهاب. وفق فرانس برس .
وفي حال عدم توفر نتيجة فإن ذلك يعني أن بيانات الفلسطيني ليست داخل برنامج “الذئب الأزرق”. وهذا يعني أنه يتوجب على الجندي إيقافه لحين إدخال بياناته إلى النظام.
وردا على طلب التعليق على التقارير حول برنامج “الذئب الأزرق”، اكتفى الجيش الإسرائيلي بالقول إنه “ينفذ عمليات أمنية روتينية” في الضفة الغربية في إطار “مكافحة الإرهاب”.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه “بطبيعة الحال لا يمكننا التعليق على القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي”.
احتلت إسرائيل الضفة الغربية التي تقع الخليل في جنوبها في عام 1967.
ويعيش أكثر من 600 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وسط ثلاثة ملايين فلسطيني.
ويوجد في المدينة الحرم الإبراهيمي الذي له بعد رمزي قومي وديني في النزاع. وتم تقسيم الحرم إلى قسمين: واحد للمسلمين وآخر لليهود بعد مجزرة ارتكبها المستوطن الإسرائيلي الأميركي باروخ غولدشتاين في عام 1994 وقتل خلالها 29 مسلما.
– “محاطة بالكاميرات” –
وأكد مدير “كسر الصمت” نداف وايمان لفرانس برس وسط الخليل بالقرب من الحرم الإبراهيمي أن المدينة تعد “أفضل مكان” لاختبار برنامج “الذئب الأزرق”.
وبحسب وايمان فإن المستوطنين في المدينة يتمتعون بحراسة عسكرية مشددة، ما يزيد من الاحتكاك بين الجنود والسكان الفلسطينيين، بالإضافة إلى ربط شبكة كاميرات المراقبة الأمنية المنتشرة في شوارع المدينة بالمنظومة.
ومن جانبه، يوضح جفعاتي أن الجنود تنافسوا على جوائز لمن يلتقط أكبر عدد من الصور. وأن الجنود الذين أدلوا بشهاداتهم للمنظمة “صدموا بالأمور التي أرسلوا للقيام بها” مشيرا إلى أن العمل بالبرنامج بدأ في آب/أغسطس 2020 وإن لم يكن قبل ذلك أيضا.
وقال “نحن نتحدث عن مستوى آخر من السيطرة. ومستوى آخر من الأمور التي نسمح لأنفسنا بارتكابها بحق الشعب الفلسطيني”.
من منزلها المطل على شارع الشهداء الذي كان سوقا مكتظة لكنه مغلق منذ أكثر من 20 عاما بقرار إسرائيلي لدواع تدعي أنها أمنية، تقول المواطنة الفلسطينية زليخة المحتسب إن حارتها “محاطة بالكاميرات”.
وبالنسبة للمحتسب التي تقول إن خصوصيتها لم تنتهك بشكل مباشر من “الذئب الأزرق” لكن يمكنها كمواطنة فلسطينية في الخليل استشعار طبيعة المراقبة الإسرائيلية الدائمة.
وتضيف “بالنسبة للفلسطينيين فهذا شكل من أشكال الانتهاكات، لا أحد يحب أن يكون مراقبا طوال الوقت”.