الدوحة – الناس نيوز ::
أعلن فريق بايرن ميونخ الألماني رسميا عن عدم استطاعة لاعبه لوكاس هيرنانديز متابعة اللعب في مونديال قطر 2022 إثر إصابة في الرباط الصليبي أثناء مباراة منتخب بلاده (فرنسا) ضد منتخب أستراليا. وتعد إصابة الرباط الصليبي من أكثر الإصابات شيوعا في كرة القدم، فما الرباط الصليبي؟ ولم قد يحدث له تمزق؟ وكيف يتم علاجه؟
يتكون مفصل الركبة من التقاء عظم الفخذ (the femur) مع عظم الساق (tibia) وعظم الفخذ مع الرضفة (patella)، والرضفة هي العظمة التي تغطي مفصل الركبة من الأمام لتحميه. تربط هذه العظام 4 أربطة هي: الرباط الصليبي الأمامي، والرباط الصليبي الخلفي، والأربطة الجانبية الداخلية، والأربطة الجانبية الخارجية.
وتعمل هذه الأربطة على ربط العظام الثلاث ببعضها، والحفاظ على بناء الركبة. وتتحكم الأربطة الجانبية بالحركة الجانبية، وتحمي الركبة من الحركات غير العادية.
أما الأربطة الصليبية الموجودة داخل الركبة فيقطع أحدها الآخر ليشكلا إشارة “إكس” (X) داخل الركبة.
ويتحكم الرباط الصليبي بحركة الركبة للأمام والخلف. ويمتد الرباط الصليبي الأمامي بشكل قُطري في منتصف الركبة ليمنع انزلاق الساق أمام عظم الفخذ. في حين يقوم الرباط الصليبي الخلفي بمنع الساق من الحركة للخلف بشكل كبير.
والرباط الصليبي الخلفي أقوى وأقل عرضة للإصابة من الرابط الصليبي الأمامي.
وفقا لموقع “أورثوانفو” (OrthoInfo) الذي تقوم عليه الأكاديمية الأميركية لجراحي العظام، فإن نصف إصابات الرباط الصليبي الأمامي يرافقها إصابة بجزء آخر من الركبة مثل الغضروف المفصلي (articular cartilage) أو الغضروف الهلالي (meniscus) أو الأربطة الأخرى.
ويمكن تصنيف إصابة الرباط الصليبي وفقا لشدة الالتواء الذي تعرض له إلى 3 درجات:
أقلها ضرارا هي الالتواء من الدرجة الأولى، ويحدث فيه تمدد بسيط في الرباط، ولكنه لا يزال قادرا على الحفاظ على تماسك الركبة.
في حين يكون الالتواء من الدرجة الثانية أكبر لدرجة أن الرباط يفقد مرونته ويعبر عنه بأنه تمزق جزئي في الرباط.
أما الدرجة الثالثة فهي التي يعبر عنها عادة بأنها تمزق تام في الرباط، الأمر الذي يجعله ينفصل إلى جزءين، وبالتالي تصبح الركبة في وضعية غير ثابتة.
ويغلب على إصابات الرباط الصليبي الأمامي التمزق التام أو شبه التام، في حين يندر حدوث التمزق الجزئي.
وتحدث إصابات الرباط الصليبي نتيجة لتغير اتجاه الحركة أو إيقافها بشكل مفاجئ أو بسبب الإبطاء أثناء الركض، أو نتيجة للهبوط الخاطئ بعد القفز أو التلامس المباشر أو الاصطدام أثناء لعب كرة القدم مثلا.
وتشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يمارسن الرياضة أكثر عرضة للإصابة بإصابات الرباط الصليبي من الرجال. ويعزى ذلك إلى الاختلاف في البنية الفيزيائية والهرمونية وطبيعة الجسم واختلاف القوة العضلية بينهما.
لإصابة الرباط الصليبي عدد من الأعراض تشمل سماع صوت فرقعة في الركبة، وحدوث ألم، وانتفاخ حول الركبة، وقد يزول الألم والانتفاخ خلال الـ24 ساعة التالية للإصابة، وقد تزداد الإصابة سوءا إذا عاد الشخص للممارسة الرياضة.
وتشمل الأعراض أيضا فقدان النطاق الكامل لحركة الركبة، وألما عند المشي وعدم الراحة أثناء المشي.
كيف يتم التعامل مع إصابة الرباط الصليبي؟
يقوم الطبيب بأخذ السيرة المرضية للمصاب، وإجراء الفحوص البدنية له، ويقوم أثناء ذلك بمقارنة الركبة السليمة بالركبة التي قد تكون مصابة، ويمكن الكشف من خلال هذه الفحوص عن إصابة الرباط الصليبي.
وقد يحتاج الطبيب صورة أشعة سينية للتأكد ما إذا كانت الإصابة مرتبطة بكسر في العظم، أو صورة بالرنين المغناطيسي للتأكد من عدم حدوث إصابة في أجزاء أخرى من الركبة.
يحتاج مصابو التمزق الجزئي في الرباط الصليبي إلى 3 أشهر على الأقل لإعادة تأهيلهم والتعافي من إصابتهم، في حين قد يعاني بعض المصابين من استمرار الأعراض مدة أطول.
بالمقابل فإن المرضى الذين يصابون بتمزق تام يكون تعافيهم أضعف ما لم يتم اللجوء لعملية يتم فيها استبدال الرباط الممزق.
ويعتمد علاج تمزق الرباط الصليبي على حاجات المريض، ففي حين يحتاج الرياضيون الأصغر عمرا لإجراء عملية تمكنهم من العودة لممارسة الرياضة، يمكن للأشخاص الكبار في السن العودة لممارسة حياة أكثر هدوءا دون اللجوء إلى ذلك.
ويشير عدد من الدراسات إلى أنه من الممكن تقليل إصابة الرباط الصليبي عند ممارسة تمارين إحماء مناسبة، في وقت تقوم فيه بعض كليات الرياضة بتقديم تعليمات للرياضيين حول الآلية الصحيحة لممارسة بعض التمارين كالقفز والهبوط من القفز، الأمر الذي يقلل من هذه الإصابات