ملبورن – الناس نيوز ::
احتفلت عائلتي طوني شربل وسعيد حداد بإكليل أبنهما سركيس شربل وابنتهما كاثرين حداد في كنيسة سيدة لبنان بحضور الأهل والأصدقاء في مدينة ملبورن عاصمة ولاية فيكتوريا الأسترالية.

وكرس الخدمة الكنسية المونسينور جو طقشي والكاهن ريتشارد جبور بمعاونة لفيف من الشمامسة اللذي كانوا جميعا إلى جانب الآشابين والأهل شهوداً أوفياء على سر الزواج المقدس على هيكل الكنيسة المارونية.

هنا كلمة والد العريس مدير إذاعة صوت لبنان الصديق والأخ الغالي طوني شربل وألف مبروك للعرسان وللأهل جميعا، من أسرة جريدة الناس نيوز الأسترالية الواسعة الانتشار .
هي هي الحياة يا سادة ، هي استمراريةٌ : جيلٌ يُولدُ ، جيلٌ يُؤسس وجيلٌ يرحل .
نحن في هذه اللحظاتِ الجميلة ، نشهدُ اهلاً واخوةً وأصدقاء ، على جيلٍ يُؤسسُ للغد ، للآتي من روعةِ الأيامِ وصعوباتها ، من فرحِها الذي نرجوه دائماً ومن أثقالِها التي نأملُها خفيفةَ الاحتمال .
هي هي الحياة يا سادة ، رائعةٌ إن احسنَّا عيشَها ، ولما لا نعيشُ جمالَها الذي يُعشعشُ في كل القلوبِ والعقولِ والصدور ؟

أقولُ ما أقول ، والقولُ إلى العروسين الحبيبين أُوَجه ، الى سركيس وكاترين ، اللذين ما رأيتُهما مرةً على مدى الاوقاتِ الماضية ، سوى عصفورين ، يُناجي احدُهما الآخر ، وفي كلِ مناجاةٍ يتسامى الحبُ ، حبُ الواحدِ للآخر ، حبُ الحياة ، الحبُّ الذي رسمه اللهُ إيقونةً في رحلةِ العاشقين ، وأنا من العاشقين العاشقين .

فالى سركيس الابنِ الهادئ ، المُحِب ، الطموح ، الصادق ، الامين ، الكريم ادعوك يا بُني إلى زرعِ هذه القيّمِ في القادمِ من العمر ، ولا تدعْها تَزيحُ قيدَ انملةٍ عن نمطِ حياتكِ ، فهي الأسلمُ والأنقى والأجملُ والأبقى .
والى كاترين ، الابنةِ التي دخلت الألباب قبل الأبواب ، وتربعت سعيدةً في الصدورِ دونَ استئذان ، وحفرت الكثيرَ الكثير من علاماتِ التهذيبِ والعلمِ والثقافةِ والوعي والحكمةِ والبسمةِ والإطلالةِ المشرقة .
كنا ، البيتُ كلُه ، ننتظرُ اللحظةَ التي تَتَسَلَلُ فيها سارقةً الأنظار ، نسمةَ املٍ مُنعِشة ، تروي النفوسَ التواقةَ إلى الأناقةِ واللياقةِ وطيبِ المعشرِ وخفةِ الدم وحلاوةِ اللسان .

ايها العروسان الحبيبان ، ايها الولدان الطيبان :
وصيتي لكما ان تعيشا حياتَكُما بالحبِ والتفاهمِ والتلاقي واستيعابِ أحدَكُما للآخر .
تأكدا ان المالِ َ اِكتفاء ، والجاهََ زائف ، ومجدَ الدنيا باطل .
تأكدا ان محبةَ الناسِ نعمة ، والتجبُّرَ نَقمة ، وان التواضعَ قيمة ، والكرمَ سيمة ، فتمسكوا بكل هذا .

ايها العروسان الحبيبان : لا تدعان نورَ شمعةٍ يمرُ بينكما ، علَّهُ يُفسدُ عليكُما هدوءَ الحياة . لا تختلفان على صغيرةٍ أما الكبيرة فبروحِ التفاهمِ تَزول .
إياكُم والانكسارُ أمام عاصفةِ العمر ، فالانحناءُ وسيلةٌ وليست قاعدة .
عند الخلافِ او الاختلاف ، لا تحتَكِمان لعبدٍ يُدَّمر بل لربٍ يُعمّر.
عند الهمومِ والصعوباتِ والألم ، تذكروا المصلوبَ وامَّه مريم .

الى سركيس : إحفَظْ جيداُ ما جاء في الانجيل : ايها الرجال : أحبوا نساءَكُم كما احبَّ المسيحُ ايضاُ الكنيسة ، وأسلمَ نفسَهُ لاجلِها لكي يُقدِّسَها …
إلى كاترين إحفَظي قول الله جيداً ؛ “امرأةٌ فاضلة ، مَن يجدُها ؟ لأن ثمنَها يفوقُ اللآليء ، بها يثقُ قلبُ زوجِها ، فلا يحتاجُ إلى غنيمةٍ . تصنعُ له خيراً لا شراً كلُ ايامِ حياتِها .”

إلى العروسين معاً اسمعوا القول المُقدس : كونوا اوفياءً لبعضِكُم البعضِ بالمحبة . أكرِموا بعضَكُم البعض قبلَ انفسِكم …
لا تكونوا مديونين لاحدٍ بشيء ، إلا بأن يُحِبَ بعضُكم بعضاً ، لأنَ مَن أحبَّ غيرَه أكملَ الناموس .”
اليكما معاً : سركيس وكاترين ، من دنيا ، الوالدة التي أنجبت وربّت وعلّمت ، ومن روز وستيفن وياسمين وعقل الإخوة .
ِمن سعيد ورولا وحليم وكارمن وجوزيف ، العائلةِ الكريمةِ المعطاءةِ والمؤمنة ، التي شُرّفنا بنَسَبِها .

من كلِ الأهلٍ والاقارب ، من كلِ الأصدقاءِ والمعارِف ، من هذا الجمعِ الطيب ، هذه الأقمارِ المزروعةِ بالوفاءِ في هذه الصالة اليكما : كلَ التبريكات والتهاني ، وكلَ الدعاءِ بحياةٍ مُكللةٍ بالحبِ والفرحِ والجمال .
امَّا إليكم ايها الإخوةُ والأخوات ، الذين شرّفتمونا اليومَ بشهادتِكُم على هذا الارتباطِ المُقدس، والزواجِ الميمون ، كلَ الشكرِ والامتنانِ مشفوعاً بالاعتذارٍ ، عن خطأٍ صَدَرَ عن غيرِ قصدٍ او نيةِ سوء ، فالكراسي والطاولاتُ والامكنة لا تصنعوا ناساً بل انتم انتم تُشرِّفونَ الكراسي والطاولات والامكنة ، وبكم تَكبَر وتعتّز . سركيس وكاترين أبناؤكم ، ومعاً بهما نفرح .
اهلاً بكم جميعاً ، اخوةً وأحبةً وأصدقاء ، وزيَّنَ اللهُ حياتَكُم سعادةً وحبوراً .



الأكثر شعبية

نوبل الطب 2025 تكافئ اكتشاف الخلايا الحارسة للجهاز المناعي…

فيزياء نوبل لعام 2025 مثالثة بين بريطاني وفرنسي وأميركي…

مَن يزيد؟
