ملبورن – الناس نيوز ::
أُغلقت مزرعة رياح ثانية في ولاية فيكتوريا الأسترالية، وسط اتهامات من المجموعات المناهضة لطاقة الرياح بأن التوربينات تؤجّج نيران الحرائق المشتعلة في الآونة الأخيرة.
في الأسبوع الماضي، توقفت مزرعة رياح ستوكيارد هيل -وهي الأكبر في الولاية- بسرعة، بعد اندلاع حريق عشبي محلي في المناطق.
وفي 22 فبراير/شباط 2024، توقفت مزرعة رياح وابرا -الواقعة غرب بالارات- عن العمل، إذ أمرت سلطات الإطفاء المحلية آلاف الأشخاص بالإخلاء، في مواجهة حرائق الغابات الكبرى التي هددت المباني وبعض المجتمعات.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تعمل مزرعة رياح وابرا منذ عام 2009، وكانت في السابق أكبر مزرعة رياح تابعة لشركة “أكيونا إنرجيا” (Acconia Energia) في أستراليا.
وتقع المزرعة على بعد 35 كيلومترًا شمال غرب بالارات بولاية فيكتوريا، وتحتوي على 128 توربين رياح قادرة على إنتاج 192 ميغاواط من الكهرباء، وهو ما يكفي لتزويد 138 ألف منزل بالتيار الكهربائي.
إغلاق مزرعة رياح أخرى
حدث إغلاق مزرعة رياح ستوكيارد هيل قبل نحو 90 دقيقة من تدمير العواصف العاتية لـ6 أبراج نقل رئيسة، ثم تدمير أجزاء كبيرة من الشبكة المحلية بالأرض، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من نصف مليون شخص.
ووفقًا لأحد التحليلات، فإن إيقاف تشغيل مزرعة الرياح، التي كانت تعمل بكامل طاقتها تقريبًا في ذلك الوقت، ربما كان محض صدفة، لأنه أدى إلى تقليل حمل التوليد على خطوط النقل التي دمرتها العواصف؛ ما أدى بدوره إلى تقليل التأثير في الشبكة، وفق ما نقلته منصة “رينيو إيكونومي” (Renew Economy).
مزرعة رياح ستوكيارد هيل تتكون من 149 توربين رياح معتمدة على بعد نحو 35 كيلومترًا غرب بالارات في ولاية فيكتوريا، ولديها القدرة على تشغيل ما يقرب من 425 ألف منزل سنويًا.
وبدأت عمليات بناء مزرعة الرياح في أوائل عام 2018، وانطلقت صادرات الكهرباء في يوليو/تموز 2021، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن الموقع الرسمي للمشروع.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، أكمل المشروع اختباراته، وحصل على موافقة مشغّل سوق الطاقة الأسترالي ومزود خدمات الشبكة لتوليد ما يصل إلى طاقته القصوى البالغة 511 ميغاواط في سوق الكهرباء الوطنية.
معارضة طاقة الرياح في أستراليا
مع ذلك، تواصل الحركة المناهضة للرياح تواصل هجماتها المتواصلة على تكنولوجيا طاقة الرياح.
وقالت مجموعة ويند فارم ليفينغ (Wind Farm Living) في منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “الناس يفرّون من منازلهم، في حين تستمر التوربينات بإثارة الرياح”، على الرغم من أن الرياح هي التي تجعل التوربينات تدور، وليس العكس.
وأوضحت المجموعة أنها ورثت عمل إحدى المنظمات الأصلية المناهضة للرياح، وهي مؤسسة وابرا (Waubra Foundation)، التي أُنشئت للاحتجاج على تطوير المشروع نفسه الذي تأثّر هذا الأسبوع.
وكتبت في بيانها: “مجرد خيبة أمل جديدة لسكان الريف.. يجب حظر عدم إطفاء التوربينات خلال الحرائق المشتعلة في كل مكان”.
يُذكر أن مشروعات طاقة الرياح تواجه معارضات محلية عنيفة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، نظرًا لإضرارها بالمجتمعات المحيطة وملكية الأراضي، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الحوادث الناجمة عن التوربينات.
نفي رسمي لأضرار مزارع الرياح
بالرجوع إلى إرشادات مجلس سلطات خدمات الإطفاء والطوارئ الأسترالية، بشأن مزارع الرياح وحرائق الغابات، اتضح بعض النقاط المثيرة للاهتمام.
وذكرت الإرشادات أنه من غير المتوقع أن تؤثّر مزارع الرياح سلبًا بسلوك الحرائق في المناطق المجاورة لها؛ إذ تتغير سرعات واتجاهات الرياح المحلية بشكل كبير عبر المناظر الطبيعية المتأثرة بالاضطرابات الناجمة عن خطوط التلال والأشجار العالية والمباني.
ومن المتوقع التحكم في أيّ احتمال لحدوث اضطرابات ناجمة عن توربينات الرياح -والتي تؤثّر في سلوك الحرائق- من خلال إغلاق توربينات الرياح في حالة حرائق الغابات.
وبالنظر إلى أن توربينات الرياح يُمكن أن تجتذب البرق خلال العواصف الرعدية، فمن المحتمل أن تقلل توربينات الرياح من خطر حرائق الغابات الناجمة عن البرق، خاصةً إذا كانت التوربينات موجودة على سلسلة من التلال، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن إرشادات مجلس سلطات خدمات الإطفاء والطوارئ الأسترالية.
وأضافت الإرشادات أن المطورين يتحملون مسؤولية ضمان إغلاق توربينات الرياح فورًا خلال عمليات الطوارئ، حيثما أمكن، يجب إيقاف الشفرات في وضع حرف واي “Y” أو “أذن الأرنب”، لأن هذا الوضع يسمح بأقصى مساحة جوية للطائرات بإجراء مناورة تحت الشفرات، ويزيل واحدة من الشفرات بوصفها عائقًا محتملًا.