قلّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الكاتب اللبناني أمين معلوف، وسام الاستحقاق الوطني، في احتفال أقيم في العاصمة الفرنسية تقديرًا لعطاءاته وإنجازاته في عالم الأدب.
ومعلوف هو مؤلفٌ فرنسيٌ لبناني، عاش في فرنسا منذ عام 1976. على الرغم من أن لغته الأم هي اللغة العربية، لكنه كتب أغلب مؤلفاته باللغة الفرنسية. تمت ترجمة أعماله إلى العديد من اللغات.
أمين معلوف من مواليد 25 شباط/ فبراير 1949 في بيروت، هو الابن الثاني في الأسرة المؤلفة من أربعة أطفال. كانت أسرة والديه من قرية عين القبو اللبنانية الجبلية. تزوج والداه في القاهرة في عام 1945، حيث ولدت أوديت والدته لأبٍ مسيحي من ذات القرية اللبنانية، ولكنه تركها وذهب للعمل في مصر. كما ولدت جدته في تركيا.
موهبة متوارثة
على الرغم من أن أمين يحمل درجة البكالوريوس في علم الاجتماع والاقتصاد، إلا أنه ورث موهبته الأدبية من عائلته، حيث أنهم مشهورين بقص الحكايات ، وتأليف وإلقاء الشعر، والكتابة والصحافة. وكان والده رشدي شاعرًا وصحفيًا، حيث كان يحكي لأطفاله قصصًا عربيةً كلاسيكية ويلقي عليهم أشعار عظماء الشعر مثل الشاعر العربي “المتنبي” الذي يعود شعره إلى القرن العاشر، والشاعر الفارسي عمر الخيام وعنترة بن شداد وهو شاعر جاهلي قبل الإسلام من القرن السادس الهجري.
من أهم أعمال أمين معلوف رواية سمرقند، وهي رواية تاريخية ، تجسد مرحلة حياة الشاعر عمر الخيام ورباعياته المشهورة، والشخصيات التي أرتبط أسمه بها في تلك الحقبة التاريخية من أهمها ” حسن الصباح ” ونظام الملك.
ومن أعماله أيضا صخرة طانيوس التي تحكي عن جبل لبنان في القرن التاسع عشر. أصدر معلوف كتابه الأول بالفرنسية “الحروب الصليبية كما رآها العرب” عام 1983، وبعد هذا الكتاب توالت أعمال معلوف ومن بينها روايات (ليون الأفريقي) و(سمرقند) و(حدائق النور) و(رحلة بلداسار).
الأكاديمية الفرنسية
كما ألّف معلوف روايتين تستعيدان الماضي القريب للبنان وللمنطقة، هما (صخرة طانيوس) عام 1993 و(موانئ الشرق) عام 1996، وصدرت له رواية معاصرة الأجواء والشّخوص (التّائهون)، وأصدر أيضاً كتاب (البدايات) عام 2004، وهو سيرة ذاتية تستعيد تاريخ عائلته، وألف العديد من الكتب والروايات الأخرى.
وقد أصبح معلوف عضواً في الأكاديمية الفرنسية، بعد انتخابه من قبل أعضائها عام 2011. وكتب واحدا من أجمل كتبه “مقعد على ضفاف السين”، وفيه يسرد المؤلف حياة وإنجازات الأشخاص الثمانية عشر العظام الذين سبقوه في احتلال مقعده في الأكاديمية: المقعد التاسع والعشرين، منذ تأسيس الأكاديمية في العام 1634.