إعلام اجتماعي – الناس نيوز ::
مذهل ما فعله مسلسل ابتسم أيها الجنرال..
فراس الأسد – هذه الصورة هي رد النظام على المسلسل، وبالمعية رده على فراس الأسد، وهو رد اضطراري نظرا لأن المسلسل قد شاهده الشعب السوري برمته، وتعكس الصورة تماماً ما تحدثت أنا عنه في المنشور الأول، حين نبهت إلى أن النظام هو من روج لحكاية أن والدة حافظ ورفعت هي من أنهت الخلاف بينهما، وكانت الكذبة الكبرى التي انطلت على جميع أبناء الشعب السوري وما زال أكثرهم يرددونها بشكل ببغائي إلى يومنا هذا، وتأتي هذه الصورة لتروج لكذبة أخرى وهي أن بشار يحب عمه رفعت وعمه رفعت يحبه، بينما الحقيقة هي أن بشار الأسد لم يكره أحداً في حياته كما كره عمه رفعت، ورفعت الأسد لم يحتقر أحداً في الدنيا كما احتقر بشار الأسد.
النظام من خلال هذه الصورة يريد أن يقول للسوريين تماماً ما أراد أن يقوله لهم في الثمانينات عبر حكاية الأم التي حلت الخلاف بين ولديها: “نحن عائلة واحدة، والدم ما بصير مي، وأنا وخيي على ابن عمي وأنا وابن عمي ع الغريب”… وفي هذه الرسالة يكمن أحد أهم أسرار النظام من حيث تركيبته الذهنية والنفسية التي حكم بها سوريا على مدى عقود، وهو ما سوف نتحدث عنه في مرات قادمة.
وتتابع الصورة لتقول للشعب السوري برمته الذي شاهد المسلسل: “عليكم أن تنسوا ما شاهدتموه في هذا المسلسل، عليكم أن لا تسألوا عن أسباب الخلاف بين حافظ ورفعت، عليكم ألا تسألوا عن تاريخكم الحقيقي وما جرى على أرض الواقع وما هي نظرة حافظ أو بشار أو رفعت للشعب السوري، عليكم أن تعيشوا في الوهم كما عشتم دائماً، وعليكم أن تستسلموا نهائيا لفكرة أن آل الأسد كعائلة سوف تحكمكم إلى أبد الآبدين”..
وأنا أقول لكل سوري يقرأ هذه الكلمات، صدقني يا أخي، ويا أختي، رفعت وبشار الأسد قد اجتمعا فقط لأن أحدهما قد تنازل عن أحلامه بالسلطة لصالح الآخر، هذا هو السبب الوحيد ولا سبب آخر غيره، ولو أن رفعت الأسد اليوم يفكر أن يفتح فمه بحرف واحد عن حقه في السلطة أو ما شابه ذلك لرأيتموه في اليوم التالي إما مسجوناً أو مطروداً، ولو بادلنا بالأدوار بينهما، بنفس السيناريو والافتراض أعلاه، لرأيتم بشار الأسد مقتولاً ومرمياً في صحراء تدمر.
هؤلاء لا هم لهم في الدنيا إلا السلطة، لو مات الشعب السوري كله، لو تهجر كله، لو جاع كله، لو أكل أطفال سوريا التراب، لو قتل الواحد منهم أخاه أو ابنه من أجل السلطة، المهم عندهم أن يبقوا جالسين على كراسيهم.
قد نكون عاجزين كسوريين عن تغيير الواقع على الأرض، ولكن أسوأ ما يمكن أن نفعله هو أن نعيش في الوهم..
اخرج من الوهم أخي السوري، من يحكمك هي عصابة دموية أوصلتك بعد ثلاثة وخمسين عاماً من الحكم إلى ما أنت فيه من موت وبؤس وجوع، لا تصدقهم مهما قالوا فهم أكذب أهل الأرض..
لا يمكن للإنسان أن يولد حقيقة من دون أن يُقطع الحبل السري الذي يصله بأمه، وبالتالي فإن الولادة الحقيقية للإنسان هي الحرية. أنت تولد عندما تصبح حرا، وتموت عندما تتخلى عن حريتك.
الحرية هي الحياة وكل ما عداها موت..