fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

اخرجوا من غرف نوم البشر !

ريما بالي – الناس نيوز ::

ظهرت منذ عدة أيام صورة للكاتبة التركية الشهيرة أليف شفق، وهي تحمل علم المثلية خلال مشاركتها في أحد استعراضات فخر المثليين التي نشطت هذا العام، بعد انقطاعات وباء كوفيد 19 خلال السنتين السابقتين.

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهذه الصورة، ودعت كثير من الصفحات (الثقافية!) العربية إلى حملات لمقاطعة الكاتبة وأعمالها الكثيرة، وعلى رأسها رواية “قواعد العشق الأربعون” التي تعد إحدى أكثر الروايات مبيعاً في العالم.

بما يتعلق بأليف فالموضوع لم يكن سابقة، باعتبارها أعلنت بشكل رسمي منذ عدة سنوات حقيقة ميولها الجنسية، ضمن كلمة ألقتها في محادثات تيد في نيويورك.

أما عن الأوساط الثقافية العربية التي لا تتوقف عن إدهاشي، فأقتبس التالي من منشور لأحد جهابذتها، استهَله بالحديث عن شفق وقواعد عشقها الأربعين: “احذروا عمن تأخذون أفكاركم، واحموا عقولكم العربية في هذا العالم المجنون”.

لا أفهم لِمَ يكرسون العقول العربية كصنف مختلف عن العقول البشرية الأخرى؟ كأن البشر ينقسمون إلى فئتين: العرب، غير العرب!
تلك الحملات التي دعت إلى مقاطعة شفق كانت جزءاً من أخرى أشمل، انطلقت في البلاد العربية لمناهضة المثلية بشكل عام، وأهمها حملة “فطرة” التي أطلقها ناشطون مصريون للتوعية بخطر المثلية ومواجهة الجهات التي تدعو لها وتشجعها، وقد وصل عدد متابعي صفحتها على الفيسبوك إلى ميلوني شخص أو “مليوني عقل عربي”، قبل أن تقوم إدارة الموقع بإغلاقها، الأمر الذي أثار موجة غضب عارمة عبر المنصات العربية.

بالانتقال إلى منصات العوالم الأخرى، غير العربية، أتذكر هنا موجة الجدل والاستنكار التي طالت البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية عندما صرح قبل حوالي عامين بما يلي، عندما سئل عن زواج المثليين: “إنهم أبناء الرب، ولهم حق تكوين أسرة، لا ينبغي طرد أحد أو تحويله إلى بائس بسبب ذلك”.

كثرت الأسباب في أزمنتنا المعاصرة لطرد الآخرين المختلفين، ويعد المثليون أحد أهم تلك الفئات المطرودة، والمبررات واضحة وبيّنة: ما يفعلونه يخالف الطبيعة! ما يفعلونه يساهم في هدم العلاقات الأسرية وانحلال المجتمع.

هل هم كذلك فعلاً؟ من هم المثليون؟ هم بشر (ولأسباب مختلفة قد تكون فيزيولوجية أو بسيكولوجية أو غيرها..) ينجذبون جنسياً إلى أشخاص يماثلونهم بالهوية الجنسية، بالإضافة إلى ما يتبع هذا الانجذاب أو يسبقه من تحرك عاطفي ومشاعر إنسانية، تماثل تماماً المشاعر التي تتحرك في نفوس أولئك الذين ينجذبون جنسياً إلى أشخاص يختلفون عنهم بالهوية الجنسية، وما يؤدي إليه ذلك من رغبة في ممارسة علاقة مع المحبوب، جنسية وعاطفية وبشرية.

فقط؟ نعم فقط… هذا ما يفعله المثليون فيستحقون بسببه الطرد والاستنكار والاتهام بهدم العلاقات الأسرية وانحلال المجتمع! كأن تماسك المجتمع وصحته يقاسان بما يفعله الناس داخل غرف نومهم ومع من. من وجهة نظري، ينهار المجتمع عندما يمارس البشر الإقصاء والعنصرية، وعندما يستغلون بعضهم بعضاً من أجل مصالح شخصية، بغض النظر عن ممارساتهم الحميمية الخاصة خلف الأبواب المغلقة بحثاً عن لذة ما، لا شريعة في الكون يحق لها أن تحدد إن كانت مشروعة أو غير مشروعة.

-​لا لا.. هي غير مشروعة.. لأن ما يفعلونه يخالف الطبيعة.
يخالف الطبيعة؟ أي طبيعة؟ الطبيعة الإنسانية مثلاً؟ التي انبثقت عن طبيعة حيوانية يعاشر فيها أي ذكر أية أنثى؟ على المدافعين عن الطبيعة والمجاهدين لحمايتها أن يتذكروا أن الحياة الأسرية كما نعيشها الآن لم تنشأ مع الطبيعة، بل استحدثها الإنسان عندما بدأ يدرك ويميز كيف ينظم حياته حسب ما يتيح له أكبر مجال من الراحة والأمان والاستقرار، ما يعني أن زواج الرجل من المرأة هو اختراع بشري، في حين أن طرح الطبيعة كان مجرد مخلوقات تتناسل بشكل عشوائي كلما فاضت رغباتها، والاختراع البشري الذي جاء تلبية لحاجة بشرية معينة، يمكن بسهولة أن يتفرع عنه أشكال أخرى للحياة تختلف باختلاف الطبيعة البشرية وتحولاتها.

وإذا أردنا فعلاً أن نحارب الممارسات غير الطبيعية في مجتمعاتنا، فسيكون علينا أن نواجه قائمة من الممارسات المؤذية والمهينة للبشر، لم تأخذ حقها الكامل من حملات المقاطعة، ومازالت متواجدة بكثرة في عصرنا هذا الذي فاض بالمثقفين والصفحات الثقافية التي تحمل ألوية لا تمت للفكر المتحضر بصلة. وأحب أن أسأل بعض المثقفين الذي يحذرون من خطر المثلية، على سبيل المثال: هل ختان البنات لا يخالف الطبيعة؟ هل التحرش واستغلال الأطفال والنساء جنسياً لا يخالف الطبيعة؟ هل تزويج القاصرات لا يخالف الطبيعة؟ هل استعباد إنسان لآخر لا يخالف الطبيعة؟ هل تكميم الأفواه وقص الألسنة والأجنحة لا يخالف الطبيعة؟ هل الإبادات الجماعية لا تخالف الطبيعة؟ هل موت الأطفال من الجوع لا يخالف الطبيعة (وهي التي تدبّر قوت الطيور والوحوش في الغابات)… القائمة تطول، بينما تنتحب الطبيعة.

في اجتماع ضم رؤساء العالم قبل أسابيع، حضر رئيس وزراء لوكسمبورغ كرافييه بيتبل رفقة زوجه، وكانا قد عقدا قرانهما رسمياً في العام 2015. فكّرت أن دولة مثل لوكسمبورغ لن تكلف رجلاً برئاسة الوزراء إن لم يكن شخصاً خلوقاً وذكياً وذا فكر متميز، ورغم قائدها المثلي، تعد لوكسبورغ واحدة من أرقى دول أوروبا، وكان أحرى بها أن تكون أكثرهن انحلالاً وفساداً حسب نظريات بعض البشر المناهضين للمثلية. في أثناء الاحتفال الذي رافق الاجتماع، بدا بيتبيل وزوجه أنيقين ومحترمين ومنسجمين، ولم يكن في ظهورهما معاً ما يخدش النظر أو الذوق أو الأخلاق العامة، أما ما يفعلانه في غرفتهما عندما يغلقان بابها، فهو ليس من شأن أحد، بما أنه لا يؤذي أحد ولا يتطفل على أحد. ليس من شأن أحد، لا ما يفعله هذان الزوجان ولا الزوجان في الغرفة المجاورة لهما، وليس من شأن أحد ما يفعله أي إنسان في غرفة نومه، منفرداً كان أو مع شريك، من ممارسات جسدية أو فكرية أو روحية، طالما أن هذه الممارسات، لا تتطاول على أحد، ولا تنال من كرامة وإنسانية وحق أحد.

نطردهم خارج حياتنا، لأننا نتخيل ما يفعلونه داخل غرف نومهم ولا يعجبنا ما يصوره لنا خيالنا، أليس من الأفضل أن نردع خيالنا عن اقتحام غرف البشر، أن نطرد ذواتنا خارج خصوصياتهم لندعهم لخيالهم ومتعهم وحرياتهم.

وأختم بنكته تلخص كل ذلك الذي كتبته أعلاه: “امرأة عجوز تتصل بالشرطة لتشتكي أن جارها يقف كل يوم أمام نافذته التي تطل على بيتها عارياً، فيخدش حياءها بعريه. جاء الشرطي، ووقف أمام النافذة وقال: لكنني لا أرى إلا كتفيه، فقالت له العجوز: جرب أن تصعد على الكرسي إذن، وقلي ماذا ترى؟”.

لنجرب أن ننزل عن الكرسي، ولنجرب أن نخرج خيالنا من غرف نوم الأخرين، علنا نستغله بما يخلق لنا متعاً جديدة وانفتاحاً منعشاً وسلاماً في هذه الحياة.

المنشورات ذات الصلة