كانبيرا – الناس نيوز ::
إذا كنت تخطط لزيارة القارة القطبية الجنوبية لقضاء شتاء طويل وبارد ومعزول، فهناك الكثير من الأشياء التي تحتاج للاهتمام بها قبل الذهاب. أما في حال كنت طبيبًا، فإن قائمة المراجعة هذه تتضمن بندًا إضافيًا.
فالسلطات تفرض شرطًا غريبًا للسفر إلى جزيرة أنتاركتيكا الأسترالية يطبّق خصوصًا على الأطباء، وهو إزالة الزائدة الدودية. فما سبب هذا الشرط؟
طبيب واحد في الجزيرة
تشهد الجزيرة الأسترالية شتاءً طويلًا وباردًا فضلًا عن كونها معزولةً على العالم، إذ يعمل في الجزيرة خلال فصل الشتاء طبيب واحد فقط، وفق موقع “ساينس آليرت”.
وحين تنخفض درجات الحرارة كثيرًا، قد يتعرض هذا الطبيب إلى نزلة برد والتهاب في الزائدة الدودية، ما يلزمه بالتالي إجراء عملية جراحية لاستئصالها في ظل صعوبة الوصول إلى الجزيرة المعزولة.
فيُسمح لأي شخص بالاحتفاظ بالزائدة الدودية، باستثناء الأطباء. ووفق منشور على الموقع الإلكتروني لبرنامج القطب الجنوبي الأسترالي: “عادة ما يكون هناك طبيب واحد فقط في المحطة خلال فصل الشتاء. إن الوصول إلى مستشفى في أستراليا أمر مستحيل خلال جزء محدد من العام على الأقل”.
أما التهاب الزائدة الدودية، فيصيب عضوًا صغيرًا متصلًا بالأمعاء الغليظة، ولا تعد هذه الحالة الصحية قاتلة عادة، ولكنها شائعة إلى حد ما بحيث تؤثر على سبيل المثال على ما يقدر بـ5 إلى 9 من كل 100 شخص في الولايات المتحدة، وفق “ساينس آليرت”.
ولأنه عادة ما يكون هناك طبيب واحد متاح في الجزيرة لمساعدة الرحلات الاستكشافية التي تصل إلى القارة القطبية الجنوبية، فإذا أصيب الطبيب نفسه بهذا المرض، فقد تصبح الأمور أكثر تعقيدًا.
فقد حصل ذلك في السابق مع الطبيب الروسي ليونيد روجوزوف عام 1961، والذي اضطر إلى إجراء جراحة لنفسه لاستئصال الزائدة الدودية بمساعدة مستكشفين.
وكان روجوزوف محظوظًا بالفعل، ففي غضون أسبوعين كان قادرًا على أن يقوم بواجباته الطبيعية، حتى أنه عاش عقودًا طويلة بعد ذلك.
إلا أن هذه التجربة لا تستحق التكرار بالطبع، فأصبحت السلطات منذ ذلك الوقت تفرض وجوب إزالتها قبل زيارة الجزيرة حتى لا يتعرض الطبيب لخطر انفجارها.