إدلب – الناس نيوز :
أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة صدى المتخصصة في قياسات الرأي العام والمسوحات مدى العوز الشديد للأهالي النازحين في إدلب وفداحة المأساة التي يعيشونها .
وقالت مؤسسة صدى التي يشرف عليها ويديرها الكاتب السياسي محمد برو إنه منذ سنوات وبفعل الحرب المعلنة من قبل النظام في سوريا وداعمه الروسي، تعاني محافظة إدلب حصاراً خانقاً، وبفعل الضغط المستمر على مناطق شتى من البلاد، غدت محافظة إدلب الملاذ الوحيد للكثيرين الذين يفقدون الأمان، أو الذين أجبرتهم السلطات الأمنية على الاختيار بين النزوح إلى إدلب أو الاعتقال.
وقالت صدى في بيان ارسلت نسخة منه لجريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية إن الاستطلاع الذي يخص النازحين السوريين إلى محافظة إدلب والقادمين من المحافظات الأخرى وحسب، يُقدر عدد النازحين بما يزيد على مليوني إنسان نزحوا من مناطق شتى مثل حلب وحمص وغوطة دمشق وغيرها كثير من المدن السورية.
وأوضحت صدى في بيانها أن الاستطلاع جرى حصراً مع النازحين من خارج المحافظة وشمل خمسمئة عينة في مدينة إدلب وخمسمئة عينة من ريفها، كما شمل الاستطلاع رجالاً ونساءً، والقاسم المشترك بينهم أنهم يعيلون أسرهم أو يتولون تدبير شؤونها، لذلك كانت الفئة العمرية تتراوح بين 25 سنة و60 سنة.
وكشف الاستطلاع عن حالة العوز الشديد، التي تعيشها الأسر النازحة، خصوصاً لأنها مضطرة لدفع إيجار السكن الذي يرتفع كل فترة، دون الاكتراث بقدرة النازحين على توفيره بسبب ظروفهم الاستثنائية.
يعكس الاستطلاع مقدار المعاناة التي يبذلها النازحون، في توفير المسكن والذي يعد الشرط الأول والأهم للوجود الإنساني، وقد أفضى الاجتياح والقصف الذي نفذته قوات النظام معززة بالقوات الروسية، إلى نزوح عشرات آلاف الأسر من منازلهم، للنجاة بأرواحهم مما اضطرهم للنوم في العراء وتحت الأشجار.
كشف الاستطلاع عن معاناةٍ شديدة يعانيها السكان عموماً، من مسؤولي حكومة “جبهة الإنقاذ” التي بسطت هيمنتها على الأجهزة التعليمية وكوادرها كما أنها تجبي الضرائب بطريقة تعسفية حتى من ساكني الخيم الذين لا يملكون سقفا اسمنتيا يؤويهم وبالكاد يستطيعون تأمين لقمة العيش.
بسبب النشاط الأمني التعسفي، الذي تمارسه حكومة الإنقاذ، بذريعة ملاحقة الخلايا الإرهابية وعناصر داعش، فإن الكثيرين من المواطنين يتعرضون للاعتقال والتحقيق والابتزاز الذي يمارسه عناصر من تلك الأجهزة التابعة لحكومة الإنقاذ.
كان وما يزال أداء المنظمات الإغاثية والإنسانية ضعيفاً جداً، إذا ما قيس بحجم الكارثة وحجم الاحتياجات، وتبقى الطفولة هي المتضرر الأكبر من هذه المأساة.
واعتبرت صدى في بيانها ان جملة العوامل المذكورة تسهم في دفع أفراد الأسرة وأطفالها، للعمل بشروط غير إنسانية، وبأجور غاية في التدني، وهذا ما يخلق احتقانات كامنة بين فئة مستَغلَّة مجبورة على العمل وفق شروط رب العمل، وبين أرباب العمل، الذين يفتقر الكثير منهم إلى الحس الإنساني اللازم في زمن الكوارث.
وجرى الاستطلاع في الفترة الواقعة بين 10-7-2020 و 20-8-2020.