تل أبيب – بيروت – الناس نيوز ::
أعلن الجيش الإسرائيلي السبت اعتراض ثلاث مسيّرات تابعة لحزب الله المصنف في أستراليا كمنظمة ارهابية ، كانت متّجهة إلى منطقة حقول الغاز في مياه المتوسط، فيما تشهد التوترات بين إسرائيل ولبنان تجددا في الأسابيع الأخيرة.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي الذي نقلته فرانس برس أنه “تم اعتراض ثلاث مسيرات معادية اقتربت من المجال الجوي فوق المياه الاقتصادية لإسرائيل”، مشيرا إلى أن المسيرات تابعة لحزب الله وكانت متّجهة نحو حقل “كاريش” للغاز.
من جانبه، جماعة حزب الله أنها اطلقت ثلاث طائرات مسيّرة باتجاه حقل غاز في البحر المتوسط السبت وقالت في بيان مقتضب “قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي بإطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية، وقد انجزت المهمة المطلوبة وكذلك وصلت الرسالة”، من دون تقديم تفاصيل إضافية والاشارة الى اعتراض إسرائيل الطائرات المسيرة.
وبحسب الجيش الإسرائيلي لم تكن المسيّرات مسلّحة و”لم تشكل تهديدا حقيقيا” لافتا إلى أنها أسقطت قبل أن تصل إلى الحقل.
واعترضت مقاتلة إحدى المسيّرات الثلاث فيما اعترضت سفينة حربية المسيّرتين الأخريين، وفق مصادر عسكرية إسرائيلية.
وكان لبنان ندد باستقدام إسرائيل سفينة إنتاج وتخزين تابعة لشركة “إنرجيان” ومقرها لندن، للعمل على استخراج الغاز من حقل “كاريش” الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها.
وتصر إسرائيل على أن الحقل يقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة وعلى أن المفاوضات الجارية حول ترسيم الحدود البحرية لا تشمله.
ويأتي هذا الحادث في اليوم التالي لتولي رئيس الوزراء يائير لبيد منصبه في إسرائيل خلفا لنفتالي بينيت الجمعة.
وقال لبيد في خطابه الأول كرئيس للوزراء مساء السبت “أنا أقف أمامكم وأقول لكل من يريدنا أن نختفي، من غزة إلى طهران، ومن شواطئ لبنان إلى سوريا: لا تختبرونا! إسرائيل تعرف كيف تستخدم قوتها ضد أي تهديد وضد أي عدو”.
ولم يعلق لبيد بشكل مباشر على اعتراض الطائرات المسيّرة لكنه قال إن بلاده “ستفعل كل ما في وسعها” لمنع إيران من حيازة أسلحة نووية أو أن “تترسّخ على حدودنا”.
وتؤكد إسرائيل إيران تسعى إلى صنع أسلحة نووية لكن طهران تنفي ذلك باستمرار. وتدعم إيران عسكريا نظام الأسد في سوريا.
– حرب الغاز –
وأثار اكتشاف حقول ضخمة للغاز في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة شهية دول مشاطئة وأجّج الخلافات الحدودية.
وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل عام 2020 بوساطة أميركية في أيار/مايو من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها بما في ذلك حقل غاز كاريش.
بالنسبة إلى الدولة العبرية، يقع حقل كاريش في الأراضي الإسرائيلية “على مسافة كيلومترات من المنطقة التي تتعلق بها المفاوضات” مع لبنان، وهو أيضا ما يشير إليه تحليل صور أقمار اصطناعية لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليومية.
لكن بالنسبة إلى بيروت، يقع هذا الحقل في المياه المتنازع عليها.
وفي 9 حزيران/يونيو، أكد حزب الله أن “الهدف المباشر يجب أن يكون منع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش”.
وحذّر أمينه العام حسن نصرالله من أن “المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي وأن كل الإجراءات الإسرائيلية لن تستطيع حماية المنصة العائمة لاستخراج النفط من حقل كاريش”.