دمشق وكالات – الناس نيوز ::
جنوبية – قبضت السلطات السورية مساء الخميس على ضابط سوري رفيع، هو ابراهيم حويجة، المشارك في اغتيال الرئيس المؤسس للحزب التقدمي الإشتراكي كمال جنبلاط. وعلّق نجله النائب السابق وليد جنبلاط بالقول عبر حساب «إكس»: «الله أكبر».
ونقلت وكالة «سانا» السورية الرسمية نقلاً عن مصدر بإدارة الأمن العام إعلانه «إلقاء القبض على اللواء ابراهيم حويجة».
وقال المصدر: «بعد الرصد الدقيق والتحري، تمكنت قواتنا في مدينة جبلة من اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق في سوريا والمتهم بمئات الاغتيالات بعهد المجرم حافظ الأسد، منها الإشراف على اغتيال كمال بيك جنبلاط».
يذكر إن القوات السوري تخوض الليلة اشتباكات في مدينة جبلة بريف اللاذقية التي ينحدر منها حويجة، مع عناصر من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
من هو ابراهيم حويجة؟
اللواء إبراهيم حويجة ينحدر من ناحية عين شقاق في منطقة جبلة بمحافظة اللاذقية في سوريا. عين شقاق ( ينحز منها ايضاً العماد إبراهيم الصافي ) هي بلدة متاخمة لبلدة بيت ياشوط، مسقط رأس اللواء محمد الخولي، الرئيس السابق لإدارة المخابرات الجوية.
بدأ حويجة مسيرته العسكرية كضابط في القوات المسلحة السورية في فترة السبعينيات، ومع مرور الوقت، تمت ترقيته ليصبح مديرًا لإدارة الاستخبارات الجوية عام 1995، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2002.
تُعتبر إدارة الاستخبارات الجوية من أهم الأجهزة الأمنية في سوريا، حيث كانت تتبع مباشرة للرئيس السوري حافظ الأسد. لعبت دورًا محوريًا في مراقبة الأنشطة العسكرية والمدنية، وكانت مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية ومتابعة التحركات الداخلية والخارجية التي قد تشكل تهديدًا للنظام.
علاقته باغتيال كمال جنبلاط

في 16 آذار 1977، اغتيل الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط، قائد الحركة الوطنية في لبنان ووالد الزعيم الحالي وليد جنبلاط. جاء هذا الاغتيال في ظل توترات سياسية كبيرة بين جنبلاط والنظام السوري بقيادة حافظ الأسد.
اتهمت العديد من المصادر النظام السوري بالوقوف وراء عملية الاغتيال، وتحديدًا رفعت الأسد، شقيق الرئيس، إلا أن أصابع الاتهام وُجّهت أيضًا إلى إبراهيم حويجة، الذي كان يشغل حينها رتبة نقيب في الاستخبارات الجوية.
وفقًا لإفادة وليد جنبلاط أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 7 أيار 2015، أشار إلى أن التحقيقات اللبنانية في مقتل والده كمال جنبلاط انتهت إلى أن مكتب المخابرات السورية في بيروت، الذي كان يترأسه العقيد إبراهيم حويجة، هو الذي قام بعملية الاغتيال. كما اتهم الخولي بالوقوف أيضا وراء العملية.
بالإضافة إلى دوره في اغتيال كمال جنبلاط، ارتبط اسم إبراهيم حويجة بعدة أحداث أخرى. فقد ذُكر أنه كان من المقربين من رفعت الأسد، وقد لعب دورًا في قمع انتفاضة حماة عام 1982، حيث كانت الاستخبارات الجوية من الأجهزة التي شاركت في العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية آنذاك.
إقالته من منصبه
في عام 2002، أقال الرئيس بشار الأسد اللواء إبراهيم حويجة من منصبه كمدير لإدارة الاستخبارات الجوية، بعد أن شغل هذا المنصب لمدة تقارب 15 عامًا. لم تُعلن الأسباب الرسمية لإقالته، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أنها جاءت في إطار تغييرات داخلية في الأجهزة الأمنية.
بعد إقالته، ابتعد إبراهيم حويجة عن الأضواء وقلّ ظهوره الإعلامي. إلا أنه في عام 2017، نشر السفير السوري السابق لدى الأردن، ورئيس فرع منطقة الخطيب في دمشق التابع لإدارة أمن الدولة اللواء بهجت سليمان، صورة تجمعه مع حويجة على شاطئ مدينة جبلة بريف اللاذقية الجنوبي. أثار نشر هذه الصورة تساؤلات حول أسباب ظهور حويجة بعد فترة طويلة من الغياب، خاصة وأنه كان يُعتبر من أكثر الضباط غموضًا في عهد حافظ الأسد، والمتهم الرئيسي باغتيال جنبلاط.
إبراهيم حويجة متزوج وله ابنة تُدعى كنانة حويجة، التي كانت تعمل كمذيعة في التلفزيون السوري الرسمي. برز اسمها في السنوات الأخيرة كمفاوضة باسم النظام السوري مع فصائل المعارضة، حيث ظهرت في عدة مقاطع فيديو وهي تتفاوض على عمليات إجلاء أو مصالحات في مناطق مختلفة من سوريا. اتهمها المرصد السوري لحقوق الإنسان بتقاضي عمولات على صفقات تهجير المعارضين بلغت مئات آلاف الدولارات، وأطلق عليها لقب “المذيعة المليونيرة” .


