عمان – الناس نيوز :
سليمان الخالدي – رويترز – قال أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء الأردني يوم الأحد إن الأمير حمزة بن الحسين ولي العهد السابق والأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبد الله تواصل مع جهات خارجية فيما يتعلق بمخطط لزعزعة استقرار البلاد وإنه خضع لتحقيق لبعض الوقت.
وقال الجيش يوم السبت إنه وجه تحذيرا للأمير بشأن تصرفات تستهدف “الأمن والاستقرار” في الأردن أحد أوثق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. وقال الأمير حمزة في وقت لاحق إنه قيد الإقامة الجبرية. واعتقلت السلطات في المملكة عددا من الشخصيات رفيعة المستوى.
وقال الصفدي إن التحقيقات رصدت تدخلات واتصالات مع “جهات خارجية” بشأن التوقيت المناسب لزعزعة استقرار الأردن.
وأضاف أن من بينها اتصال وكالة مخابرات أجنبية بزوجة الأمير حمزة لترتيب طائرة للزوجين لمغادرة الأردن.
وقال الصفدي أن التحقيقات الأولية أظهرت أن هذه الأنشطة والتحركات وصلت إلى مرحلة تؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار البلاد لكن الملك عبد الله رأى أن من الأفضل التحدث مباشرة مع الأمير حمزة وأن “يتم التعامل.. في إطار الأسرة الهاشمية” لمنع استغلال هذه القضية.
وقال الصفدي إن قوات الأمن ألقت القبض على ما بين 14 و16 شخصا على صلة بالمؤامرة.
وقال الصفدي إن جهودا تبذل لحل الأزمة داخل الأسرة لكن الأمير حمزة لا يتعاون مضيفا أن ما حدث انفصال عن تقاليد وقيم الأسرة الهاشمية.
وستهز التطورات على الأرجح صورة الأردن باعتباره واحة للاستقرار في الشرق الأوسط المضطرب. وسحب الملك عبد الله ولاية العهد من الأمير حمزة في 2004 في خطوة عززت قبضته على السلطة.
ورغم تهميشه لسنوات، أغضب الأمير حمزة السلطات بإقامة علاقات مع شخصيات ناقمة في قبائل تتمتع بنفوذ كبير.
وتنتمي هذه الشخصيات لجماعات تعرف باسم الحراك تمثل، إضافة إلى وجودها الداخلي، معارضة مسموعة متمركزة في الخارج.
ودعت هذه الشخصيات مؤخرا إلى احتجاجات ضد الفساد في البلد المتضرر بشدة من الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا التي دفعت البطالة إلى مستويات قياسية وعمقت الفقر.
وأثار الغضب من السلطات على تراجع مستويات المعيشة اضطرابات مدنية في الماضي. وشهد الأردن العام الماضي أسوأ ركود خلال عقود نتيجة الوباء.
وقال الأمير حمزة في تسجيل فيديو سلمه محاميه لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.ٍسي) إن قادة البلاد قلة فاسدة تقدم مصالحها على مصلحة الشعب.
وقال الكاتب البارز أحمد حسن الزعبي في حسابه على فيسبوك “ما تكلم فيه الأمير حمزة أمس يتم ترديده في كل بيت أردني…ليس سرا ولا مستهجنا نفس العبارات تتردد كل يوم في كل البيوت”.
وأضاف “على السلطة السياسية أن تسمع صوت الجرس الذي قرع مرتين ومن مصدرين مختلفين، من الشعب ومن داخل العائلة الحاكمة حول أوضاع البلد الحقيقية والترهل والفساد المنتشر”.
وأشار الصفدي إلى أن أجهزة الأمن طلبت إحالة الضالعين في المخطط إلى محكمة أمن الدولة.
وقالت وكالة الأنباء الأردنية يوم السبت إن السلطات اعتقلت عدة شخصيات منها باسم عوض الله، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة وهو أحد المقربين من العاهل الأردني لفترة طويلة وأصبح فيما بعد وزيرا للمالية كما عمل مستشارا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والشريف حسن بن زيد، أحد أفراد العائلة المالكة.
وعبر جيران وحلفاء الأردن عن تضامنهم مع الملك عبد الله بشأن الإجراءات الأمنية في المملكة الحليف المهم للولايات المتحدة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان اتصلا بالعاهل الأردني يوم الأحد لتأكيد دعمهما للإجراءات التي يتخذها لحفظ استقرار وأمن الأردن.
وقال القصر الملكي المغربي يوم الأحد إن الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا بالملك عبد الله الثاني عبّر فيه عن تضامنه ودعمه للإجراءات الأمنية في البلاد.
وفي وقت سابق يوم الاحد، دافعت الملكة نور، والدة الأمير حمزة وأرملة ملك الأردن الراحل، عن ابنها.
وكتبت على تويتر “ندعو أن تسود الحقيقة والعدالة لجميع ضحايا هذا الافتراء الشرير الأبرياء. بارك الله فيهم وحفظهم”.
وقال مسؤولون مطلعون على الوضع إن بعض شخصيات المعارضة احتشدت حول الأمير حمزة في خطوة أثارت استياء الملك.
لكن معظم الساسة يعتقدون أنه سيتم إسكات الأمير حمزة وأنه لن يشكل أي تهديد في ضوء وقوف الجيش وقوات الأمن بقوة خلف الملك. وتعد القوات المسلحة وقوات الأمن ركيزة الدعم الأساسية للأسرة الهاشمية.
وقال جواد العناني الذي كان آخر رئيس للديوان الملكي في عهد الملك الراحل حسين إنه يرى أن الملك عبد الله يملك زمام الأمور وأنه وطد مكانة ابنه حسين في ولاية العهد.