دمشق – الناس نيوز ::
كشف مصدر كنسي سوري موثوق إن رئيس النظام الهارب بشار الأسد كان قد أبلغ بطريرك السريان الأرثوذكس أفرام الأول قبل عدة سنوات أن “ينسى قضية المطرانين” السرياني الأرثوذكسي يوحنا إبراهيم مطران حلب وبولس يازجي مطران حلب للروم الأرثوذكس.
ونقل المصدر لجريدة الناس نيوز الأسترالية، اليوم الإثنين، أنه عندما سأل البطريرك أفرام رئيس النظام آنذاك عن وضع المطرانين أجابه الأسد: “إذا كانا لدينا عليكم نسيانهما”، واعتبر المصدر أن هذا كان أول اعتراف رسمي من رأس النظام الفار بأنهما معتقلين لدى النظام وقد تمت تصفيتهما.
واعتمد النظام منذ بداية الثورة السورية سياسة الترهيب والترغيب لقياداته من كل الأطياف حتى يضمن أقصى درجات الولاء وتحت هذا الوضع، كان مفتي سوريا السابق أحمد حسون قد أبلغ “الناس نيوز” بعد مقتل أبنه سارية “أنني أعلم من قتل أبني وجرحي كبير، سارية مثل باقي شباب سوريا الذين آمنو بالحرية بشكل حماسي وعفوي، لذلك لدي معلومات وقناعة أن هناك من تصرف وقتله من داخل تركيبة النظام”، وفق تعبيره آنذاك.
وكانت وسائل إعلام غربية قد قالت سابقاً إن أكثر جهة لها مصلحة في تغييب واختطاف المطرانين هي النظام الأسدي، لا سيما أن النظام كان يعمل ليل نهار على مبدأ “أكثرية الأقليات في مواجهة الأكثرية السنية”.
وكان مصدر دبلوماسي غربي قد أشار إلى معلومات أخرى تطابقت مع ما قاله بشار الأسد الفار إلى روسيا تاركاً خلفه جيوش الموالين الذين انهالوا عليه بالشتائم بعد فراره، واصفين إياه بالجبان والخائن والغدار الذي باع الوطن والشعب وهرب، تطابقت مع رواية ومعلومات قالها اللواء في الأمن اللبناني عباس إبراهيم، الموالي لحزب الله، إذ أنه يعرف قد تمت تصفيتهما، ومع ذلك كان يفاوض عليهما لاكتساب الوقت والأموال وفقاً للمصدر الدبلوماسي غربي.
وكان اللواء إبراهيم قد قال رأيه حول اختفاء المطرانين في مقابلة مع جريدة “اللواء” اللبنانية ، في سبتمبر أيلول العام الجاري 2024 ، ” أنهما قتلا بعد اختطافهما “.
يذكر أن المطران يوحنا إبراهيم كان من أوائل رجال الدين المسيحي الذين التقوا العقيد المنشق عن النظام عبد الجبار العكيدي في ريف حلب ، في بدايات الثورة السورية ، ومن ثم صرح المطران يوحنا لشبكة BBC”” إنه “لا خوف على المسيحيين إذا سقط النظام، وأن للكلمة ثمن باهظ في سوريا”، وغيرها من المواقف والعبارات التي لا يتحملها النظام ولا يتساهل فيها إطلاقًا.
وقبل اختطافه بفترة وجيزة أبلغ المطران يوحنا جريدة “الناس نيوز” الأسترالية أن سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لـ”حزب البعث” الحاكم آنذاك قد طلبه من حلب إلى دمشق، وقال له مهدداً وملوحاً إلى صورة بشار الأسد فوق رأسه في مكتبه: “كما تعرف يا سيادة المطران هذا (يؤشر إلى صورة الأسد) ليس لديه تساهل مع من يقف بعيداً عن الولاء له أو ضده، وقد يقتل المرء برصاصة طائشة، أو حادث سير مجهول، وغير ذلك”، وكان هذا التهديد أكبر وأوضح رسالة للمطران يوحنا ومن بعدها عرف إنه مستهدف لكنه رفض ترك رعيته وكنيسته ووطنه وفق ما أعلن لاحقاً.
وبالنسبة للمطران بولس يازجي واختفائه فقد كانت رسالة لأخيه البطريرك يازجي بطريرك الروم الأرثوذكس كي يتعظ ويلتزم خط النظام ولا يستمع إلى زعامات لبنانية مؤثرة في كنيسة الروم الأرثوذكس، يعملون ضد سياسات الوصاية الأمنية التي كان يمارسها النظام وحزب الله على لبنان.