د . يارا حسين – الناس نيوز ::
اكتسبت الأطعمة الوظيفية المعروفة باسم “المُغذيات” في السنوات الأخيرة، شعبية كبيرة في مجال الصحة والتغذية.
لقد نشأ هذا المفهوم في اليابان، عندما بدأت الوكالات الحكومية بالموافقة على الأطعمة ذات الفوائد المؤكدة لتحسين الصحة العامة للسكان.
تعتبر الأطعمة الوظيفية ذات قيمة غذائية عالية، وترتبط بعدد من الفوائد الصحية، فما هي الأطعمة الوظيفية؟ وما فوائدها الصحية المحتملة؟
الأطعمة الوظيفية (Functional foods) أو (Nutraceuticals):
الأطعمة الوظيفية، هي الأغذية ذات الفوائد الصحية، والقيمة الغذائية، التي تساعد في تحسين الصحة، وتقليل الإصابة ببعض الأمراض، ومنع نقص المغذيات، وتعزيز النمو والتطور.
وتُقسم الأطعمة الوظيفية إلى مجموعتين:
أولًا: الأطعمة الوظيفية التقليدية (Conventional functional foods): وهي مكونات الغذاء الطبيعية الكاملة، الغنية بالعناصر الغذائية الهامة مثل الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، والأحماض الدهنية المفيدة للقلب الموجودة في أطعمة مثل:
الفواكه: التوت، والكيوي، والكمثرى، والخوخ، والتفاح، والبرتقال، والموز.
المأكولات البحرية: سمك السلمون، والسردين، والماكريل، والمحار.
المكسرات: اللوز، والكاجو، والفستق، والمكسرات البرازيلية.
الخضار: البروكلي، والقرنبيط، واللفت، والسبانخ، والكوسا.
البقوليات: الفاصوليا، والحمص، والعدس.
البذور: وبذور الكتان، وبذور الشيا، وبذور اليقطين.
الأعشاب والتوابل: الكركم، والقرفة، والزنجبيل، والفلفل الحار.
الحبوب الكاملة: الشوفان، والشعير، والحنطة السوداء، والأرز البني.
الأطعمة المخمرة: مخلل الخيار، والملفوف، ومشروب الكيفير.
المشروبات: القهوة، والشاي الأخضر، والشاي الأسود.
ثانيًا: الأغذية الوظيفية المعدلة (Modified functional foods): هي الأطعمة التي يضاف إليها مكونات مضبوطة التركيز، ومدروسة التأثير الحيوي على الجسم، كإضافة الفيتامينات أو المعادن أو البكتريا المفيدة (البروبيوتيك)، أو الألياف لزيادة فوائدها الصحية.
ومن أمثلتها: العصائر المدعمة بفيتامين C والكالسيوم، ومنتجات الألبان المدعّمة كحليب اللوز، والأرز، والزبادي المدعم بالكالسيوم، وفيتامين D من أجل صحة العظام، ومنتجات الحبوب كالخبز، والمعكرونة المدعّم بالحديد، وحمض الفوليك للوقاية من فقر الدم.
الفوائد الصحية للأغذية الوظيفية:
أولًا: الحماية من الأمراض:
تحتوي بعض الأطعمة الوظيفية كالمأكولات البحرية على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الصحية” أوميغا 3 “الذي يساعد في تقليل الالتهاب ويعزز وظائف وصحة القلب والمخ.
وتحتوي الأطعمة الوظيفية على عناصر غذائية مهمة، قد تساعد في الحماية من الأمراض. فبعضها غني بمضادات الأكسدة كالفواكه، والخضار، والشاي الأخضر.
كما تساعد مضادات الأكسدة في منع الضرر الخليوي الناتج عن مركبات تعرف باسم الجذور الحرة، مما يساعد على منع تلف الخلايا والوقاية من الإصابة ببعض الأمراض المزمنة بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والسكري من النوع الثاني.
كما أن الأطعمة الوظيفية الغنية بالألياف كالحبوب، والمكسرات، والخضار تساعد في السيطرة على مستويات السكر في الدم بشكل أفضل، وتحمي من أمراض كالسمنة، والسكري من النوع 2، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية. وقد تساعد الألياف أيضاً في منع اضطرابات الجهاز الهضمي، بما في ذلك قرحة المعدة والبواسير والارتجاع الحامضي والتهاب الرتج (جيوب متورمة صغيرة في القناة الهضمية).
ثانياً: تمنع نقص المغذيات:
عادةً ما تكون الأطعمة الوظيفية غنية بالعناصر الغذائية المهمة كالفيتامينات، والمعادن، والدهون الصحية، والألياف.
ويساعد اتباع نظام غذائي غني بمجموعة متنوعة من الأطعمة الوظيفية (الأطعمة التقليدية والمدعمة) في الحصول على العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، والحماية من نقص العناصر الغذائية الضرورية.
فمنذ إدخال الأطعمة المدعمة، انخفض انتشار نقص المغذيات بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
وقد استخدمت الأغذية الوظيفية المعدلة في الوقاية من الحالات الناتجة عن نقص بعض العناصر الغذائية في الجسم، بما في ذلك الكُساح وتضخم الغدة الدرقية.
كما أظهرت دراسة انخفاض نسبة معدلات فقر الدم الناجم عن نقص الحديد بين الأطفال في الأردن إلى النصف تقريباً بعد استهلاك دقيق القمح المدعم بالحديد.
ثالثًا: تعزيز النمو والتطور عند الأطفال:
تحتوي الأغذية الوظيفية على العناصر الغذائية الضرورية للنمو السليم والتطور عند الرضع والأطفال، ويساعد استهلاك مجموعة متنوعة من الأطعمة الوظيفية الغنية بالمغذيات في ضمان تلبية الاحتياجات الغذائية للأطفال.
ومن المفيد تدعيم بعض الأطعمة بمغذيات معينة مهمة للنمو والتطور، فعلى سبيل المثال، غالباً ما يتم تدعيم الحبوب والدقيق بفيتامينات B كحمض الفوليك الضروري لصحة الجنين.
كما بينت الدراسات أن المستويات المنخفضة من حمض الفوليك، تزيد من خطر الإصابة بعيوب الأنبوب العصبي التي قد تؤثر على الدماغ أو النخاع الشوكي أو العمود الفقري.
وتشير الدراسات، أن زيادة استهلاك حمض الفوليك قد يقلل من انتشار عيوب الأنبوب العصبي بنسبة 50-70٪. لذلك لابد من الأخذ بعين الاعتبار أنه رغم أن الأغذية الوظيفية قد تساعد على النهوض وتحسين الصحة، إلا أنها لا تعوض عن عادات الأكل السيئة.
لذلك لا بد من اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على تناول البروتين، والدهون الصحية، والخضراوات، والفواكه، مع التقليل من تناول الأطعمة الغنية بالسكريات، والنشويات، والأطعمة المقلية، والوجبات الجاهزة الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة.