أنور عمران – الناس نيوز ::
الأطفالُ الذين ولدوا في بلادِ الحروب،
- وراءَ جسورِ التين والزيتونِ والشمس-
ركضوا،
ويركضونَ الآن في أزقةِ الشعرِ الواسعة،
وكلماتُهم في الحقولِ
تركض أيضاً على شكلِ شلالٍ..
وركضوا …حتى تعبنا من قطافِ الصفات…
الأطفالُ الذين حلموا بمركبةٍ مليئةٍ بالأغنيات،
ورددّوا مطلعاً مُرتبكاً بانتظارها
خرجوا من بساتينهم،
ويخرجون الآن – على مرأى العالم –
يخرجون ناقصينَ حلماً وأغنيةً وقلباً،
فيما تحاولُ الطائراتُ أن تؤدي التحيةَ العسكريةَ للأمم المتحدة..
الأطفالُ المنسوجونَ بخيطِ الشمال
يتدرّبون كالآلهةِ على النايات
بانتظارِ أن يعزفوا النشيدَ الموجعَ في الساحةِ الرئيسة للسماء…
بعضهم لم يجدهُ المسعفون
فكتبوا رقماً طويلاً عوضاً عن دموع أمهاتهم… - وكتبوا في مفكراتهم:
“الموتُ حدثٌ بسيطٌ
مثل إغلاقِ نافذة،
مثل ذوبانِ الثلوج
مثل إنهاءِ مكالمةٍ هاتفية..
وأما الغدُّ
فهو أمنيةٌ مضيئة في الضباب،
فكرةٌ لن تتحقق”…
…….
إنهم يصنعون الخناجر في كل مكان
في الشرق وفي الغرب
لكنني مشغولٌ بضخِّ الهواء
فهذا البالون على هيئة قلب
وما تبقى من الاطفال ينتظرون بفارغ الصبر
غداً يكبرون
غداً ينسون ما فعلتُه الذئابُ بأسيجةِ مزارعهم،
ويصيرون مثلي
يملؤون البالوناتِ بالهواء….
…..
الأطفالُ الذين ولدوا في بلادِ الحروب،
وهم يعبرون الوجعَ الواصل بين كفوفِ أباءهم والتراب
كانوا يُجَمّعون أرواحهم على شكل ليلٍ أبدي
وينامون في أحلامنا،
وكنا نفرُّ منهم إلى آخرِ كذبةٍ في الأرض…
صرخاتُ الأمهاتِ أيضاً
بَقَّعَتْ أسماءَنا بالدماء،
فمن نحنُ بعد كل هذه الحِيَلِ،
وبعدَ تسمية القاتلِ بأسماء الغابات؟….
………
ستأتي العرباتُ التي تجرها الأحصنة البيضاء
وستمشي على طريقِ ملاعبهم،
ومن ثم يمّحي الأثر…
والأطفال غداً
-أقصدُ ما تبقى من الأطفال-
سيحررونَ الألعابَ من صناديقها
وقد يضعونَ نغمةً جديدةً لسقوطِ الحارسِ من أعلى الجسرِ،
وأما الموت
فهو نهايةُ الطريق
لا نستطيعُ بعده أن نؤجلَ شيئاً للغد
لا غدَ بعد الموت
فقط سقوطٌ حرٌّ وأبديٌّ في الآن…
…..
وهم يعبرون الوهمَ الذي نحن فيه،
كان الأطفالُ يخلعونَ الفلسفاتِ والأديانَ والمعاهدات
ويخلعونَ اتفاقياتِ حقوق الإنسان
وفقطْ يتدثرونَ بالغناءِ الخفيف الذي تَبكيهِ الأرضُ،
وصاروا منها
ورداً ونباتاً واحتمالاتِ نجومٍ صاروا…
….
أيها الخوفُ!
يا صديقَ الوحيدين والغرباء
يا سيّافَ السعادة
ويا ملحَ الليل
أنا وحيدٌ تحتَ أنيابِ أولادكَ
فأبعدْ أنيابك عن أولادي…
…
شاعر وكاتب سوري .
الأكثر شعبية
عماؤنا اليساري جعلنا نُصَفِّق للخميني وعادينا الديمقراطية…
23 نوفمبر، 2024
رسوم رقمية على طريقة آندي وارهول لفيروز في عيدها التسعين
22 نوفمبر، 2024
معرض كتاب في مدينة “نورشوبينغ” السويدية بلغات من الشرق الأوسط…
22 نوفمبر، 2024
خطة اسرائيل لقطع “الاوكسجين” عن حزب الله بترغيب الأسد أو ترهيبه؟
22 نوفمبر، 2024