fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

الأغنية العربيّة من المجاز والمُوارَبة إلى الدَّلالة المفضُوحَة

(نجـاة الصّغيـرة نموذجـاً)

أحمد عزيز الحسين – الناس نيوز ::

ترشح أغنية (يللّي هواك في الفؤاد عايش) التي ألّف كلماتها الشّاعر أحمد رامي، ولحّنها رياض السّنباطيّ، وغنّتها السّيِّدة أمّ كلثوم بعبق الزّمن الجميل، وتؤكِّد أنّه كان للمجاز والصُّورة الفنّيّة في عصر النّهضة العربيّة (1850-1950)، دورٌ في صياغة الأغنية وتقديمها للجمهور، ولم تكن الأغنية تقدِّم ما تريد من دلالات بشكل مسطَّح ومباشَر، بل كانت تميل إلى الإيحاء والمُوارَبة والتّلميح، وكانت تخاطِب مستمِعاً لمّاحاً قادراً على استنباط الدّلالة من بين السُّطور، أو ممّا ترشح به الكلماتُ، وكان كُتّابُ الأغنية من الشُّعراء الكبار الذين امتلكوا باعاً طويلا في حقل الشِّعر، وأثبتوا جدارتهم في التّربُّع على كرسي الإبداع، ويكفي أن نذكر أنَّ المطرب المتفرّد عبده الحامولي ومنْ خلَفه من المطربين الكبار كيوسف المنيلاوي، وسيّد الصّفتي، وسلامة حجازي، وعبدالحيّ حلمي، وصالح عبدالحيّ، وداوود حسني، وزكي مراد، أدَّوا أغاني من إبداع أبي فراس الحمداني، وأحمد شوقي، ومحمود سامي الباروردي، وخليل مطران، وإسماعيل صبري، وإبراهيم ناجي، وحافظ إبراهيم، ومحمود حسن إسماعيل، ونزار قباني، وغيرهم من كبار شعراء الفصحى والعاميّة في سورية ولبنان ومصر، بل إنّ بعض من شاركوا في تأليف الأغاني كانوا من كبار رجال الدّين كالشّيخ عبدالرّحمن قراعة مفتي مصر، وعبدالله الشّبراوي (شيخ الجامع الأزهر)، لندرك أنّ المطرب المتميِّز كان يأنف من تقديم مايريد للجمهور بشكل فجٍّ ومفضوح الدّلالة كما يفعل بعضُ مطربي اليوم ومطرباته من أمثال المطرب المصريّ حكيم في أغنيتي (السّلام عليكم) و(ولاواحد ولاميّة)، وكان المطرب يغلِّف ما يريد إيصاله من معانٍ بالمجاز الدّالّ، والصُّورة الموحية، والرّمز الشّفيف، ويُفسِح في المجال للمستمع كي يتخيَّل ويحلّق ويستنبط ويُعمِل عقله في ما يُصِيخ السّمْعَ إليه، ويبحث طويلا عن الكلمات الجديرة بالغناء إلى أن يعثر عليها فيرضيَ طموحه، ويُثريَ ذائقةَ جمهوره، ويصلَ معه إلى المستوى الجدير بأن يُغنَّى ، ويُحمَلَ معه على أوتار القلوب.
تأمّلوا معي هذا المطلعَ الموحِي من قصيدة (ذكريات) التي غنّتها السّيّدة أم كلثوم :”كان فجراً باسماً في مقلتيَّ”، أو هذا العنوانَ المُجنَّح لقصيدة أخرى (كأنَي طاف بي ركْبُ اللّيالي)، أو هذا العنوانَ المكتنِزَ بعددٍ لامتناهٍ من الدّلالات في أغنية مهموسَة وشفيفة ألّف كلماتها الشّاعر الرّاحل عبدالرّحمن الأبنودي، وغنّتْها السّيّدة نجاة الصّغيرة، اسمها (عيون القلب)، وسوف تكتشفون أنّ المطرب الحقيقيّ كان يحترم جمهوره، ويُعِير ما يُغنِّيه من كلمات أهميّةً بالغة، ولم يكن يرضى بغناء كلماتٍ لا تحسُّ بها نفسُه، أويرضى بها عقلُه، أو تستجيبَ لها ذائقتُه الرّهيفة، ولم يكن يغنِّي قصيدة أو طقطوقة أوموشَّحاً إلا إذا تحقّق من الكلمات كلمةً كلمةً، وتأكّد أنّ كلّ كلمة موضوعة في سياقها المناسب كالمدماك ولا يجوز لكلمة أخرى أن تحلَّ محلّها، وكان مثل هذا الصّنيع الذي يُقدِم عليه المطربُ، ويرضى عن مستواه الملحِّنُ، ويُقبِل عليه الجمهور، يُنمذِجُ احترام المشتغلين بالغناء الرّاقي لجمهورهم، ويعطي صورة واضحة عن آليّة اشتغالهم بالكلمة واللّحن والإيقاع، بوصف ذلك كلِّه شكلا من أشكال تحقيق الذّات، والدّفاع عن الهُويّة، والمُثُل العليا التي يدافع عنها المطرب والملحِّن وصائغُ الكلمات معاً باعتبارهم من صنَّاع الوعي الجماليّ في عصرهم، مع أنّنا قد نختلف حول قيمة ما يعنيه ذلك في سياق وطنيٍّ وقوميٍّ ضاجٍّ بالقضايا المصيريّة المُلحَّة التي كان النّاس يسعون إلى تحقيقها في ذلك الوقت.
ومثل هذا النّوع من الغناء الشّفيف كان يستعيد الزّمنَ الجميل الآفل بوصفه بصمةً فنيّة ثرّة لايمكن أن تتكرّر، ويؤكِّد أنَّ بعض العرب المعاصرين عاشوا نمطَ حياةٍ راقياً، وتمتّعوا بنعمة الفنّ الرّائع، وكانت لهم أحلامٌ ومثلٌ جماليّةٌ عليا، وتبوّأ الفنّ السّامي دوراً مهمّاً في حياتهم، ووشّحها بالأحلام والآمال، وأكّد أنّ أصحابها سعَوْا نحو حياة روحيّة بازغة وبهيّة، وحاولوا القبْضَ عليها ما استطاعوا، وإن لم يستطيعوا الوصول إلى النّجاح المأمول، أو الحصول على رضا النّخبة المثقَّفة دوماً.
وفي هذا الإطار لم تُعطَ نجاة الصّغيرة حقَّها من التّقدير والدّراسة على الرّغم من امتلاكها أكثرَ الأصواتِ الغنائيّة العربيّة قدرةً على التّعبير عن العواطف الجيّاشة والفيّاضة، وقد تميّزتْ خلال تجربتها الطّويلة بأداء القصائد والأغاني المهموسة، ونفرتْ من أداء الكلمات الجزلة أوالفخمة، وأقبلت بحماسة على اختيار الكلمات الشّفيفة والقادرة على الغوص إلى مجاهل النّفس الخفيّة بغية الإفصاح عن معانيها الخبيئة، واستِكْناه أغوارها السّحيقة.
ومع أنّها كانت تُقيم حفلةً فنيّةً كلّ عام إلا أنّ جمهورها كان يتفهّم ميلَها إلى الهمس والمناجاة، ونفورَها من الضّجيج والمغالاة، وحرصَها على الإنصات إلى ما يُغنّى وليس التّصفيقَ له، والمشاركة في التّعبير عنه من خلال التّفاعُل الجماليّ لامن خلال عبارات التّشجيع، والتّصفيق المأجور، والمحاباة المجانيّة المكشوفة.
وفي ظنّي أنّ نجاة الصّغيرة فناّنة من نوع خاصٍّ جدّاً، وقد قدّمت لوناً لم يعد له وجودٌ، ولأنّ جمهورها القادر على الارتقاء إلى مستوى ما يُغنّى لم يعد موجوداً أيضاً؛ لذلك أعلنت عن اعتزالها الغناءَ منذ زمن بعد أن نعِمتْ بشهرة عريضة، وجنتْ مجداً فنيّاً رفيعاً، ولم تعد إلى ممارسة الغناء إلا مضطّرّة لأسباب ماديّة بحت في عام 2017 في أغنية حملت عنوان (كلّ الكلام)، من تأليف الشّاعر الكبير عبد الرّحمن الأبنودي، وتلحين الموسيقار طلال، وتوزيع يحيى الموجي، علماً أنّ آخر تعاون لها مع الأبنودي كان في أغنية (عيون القلب) التي حصدت نجاحاً منقطع النّظير عند إطلاقها.
نجاة الصغيرة تمثّل نموذجاً لحقبة فنيّة رائعة انصرمت، ولزمن جميل مضى لانزال نحنُّ إليه مع ما اختزنه من سواد مخبوء لم يتيّسر لنا كشفُه، ولانزال نعيش عقابيله حتّى الآن، ونتمنّى لو أنّه لايزال موجوداً لكي تبقى حياتنا بهيّةً ومترَعة بالأحلام، ولكنّ السّياق التّاريخيّ الذي ساعد على استِنْبات تجربتها وتجربة مثيلاتها لم يعد موجوداً، كما أنّ السّمّيعة والذّواقة القادرين على الارتقاء إلى مستوى أدائها غابوا أيضاً، أو ندر وجودهم الآن، ولذلك اختفت مع اختفاء نمط الحياة الذي ساعد على تخلُّق تجربتها، ووصولها إلى مرحلة النّضج والاكتمال.
* ناقد سوريّ

المنشورات ذات الصلة