دمشق – موسكو – طهران – الناس نيوز :
أعلنت المحكمة الدستورية في سوريا الثلاثاء موافقتها على ثلاث طلبات مرشحين الى “الانتخابات الرئاسية” المزمع عقدها الشهر الحالي، وهم بشار الأسد الذي يعتبر فوزه محسوما، وشخصيتان غير معروفتين على نطاق واسع.
وأعلن رئيس المحكمة الدستورية العليا جهاد اللحام في مؤتمر صحافي الموافقة على ترشيح الأسد (55 عاما) الذي سيبدأ ولاية رئاسية رابعة، ووزير الدولة السابق (2016-2020) والنائب السابق عبدالله سلوم عبدالله، ومحمود مرعي المحسوب على المعارضة الداخلية المقبولة من النظام ، وفق فرنس برس .
ويتوقع أن يحسم الأسد ، المدعوم من روسيا ايران ، نتائج ما تسمى الانتخابات بعد أكثر من عشر سنوات على قيادته لحرب مدمّرة تحت شعار ” الأسد او يحترق البلد ” لقمع انتفاضة شعبية لإزاحته، وتسبب بمقتل أكثر من 388 ألف شخص واعتقال عشرات الآلاف ودمار البنى التحتية واستنزاف الاقتصاد ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان.
وتُجرى ما تسمى “الانتخابات الرئاسية في سوريا” مرة كل سبع سنوات. وتعدّ الانتخابات المقبلة الثانية منذ بدء حرب الأسد الظالمة على الشعب السوري الرافض له .
وفرض الأسد نفسه على السوريين بقوة السلاح مجدداً في حزيران/يونيو 2014 بنسبة في استفتاء شكلي كانت نسبته تتجاوز 88 في المئة من الأصوات، في مواجهة مرشحين آخرين غير معروفين هما عضو مجلس الشعب ماهر الحجار والعضو السابق في المجلس حسان النوري، وقد اعتبر ترشيحهما في حينه شكلياً.
وكان 51 شخصاً، بينهم سبع نساء، تقدموا بطلبات ترشيح للانتخابات المقررة في 26 أيار/مايو والتي شككت قوى غربية عدّة في نزاهتها حتى قبل حدوثها.
وقالت المحكمة إنه تمّ “رفض باقي طلبات الترشيح لعدم توفر الشروط الدستورية والقانونية”.
ويحق لمن رُفض طلبه الطعن أمام المحكمة الدستورية التي ستبت في الطعون قبل أن تعلن اللائحة النهائية للمرشحين في العاشر من الشهر الحالي .
ويتعيّن على كل مرشح أن ينال تأييد 35 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 250 لتقديم طلب الترشح.
ومن شروط التقدّم للانتخابات أن يكون المرشح أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية، ما يغلق الباب أمام احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج.
وبعدما ضعفت في بداية الحرب، استعادت القوات الحكومية بدعم عسكري روسي وإيراني، مساحات واسعة من البلاد. وتبقى مناطق محدودة تحت سيطرة أطراف محلية مدعومة من قوى خارجية، وتنظيمات جهادية. ولن تجري ما تسمى الانتخابات الرئاسية إلا في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية.
وتشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة خلّفتها سنوات الحرب، استثمار فيها نظام الأسد كثيراً ، بإن ضغط وابتز الشعب السوري .
وتنظم ” مهزلة الانتخابات ” كما وصفتها دوائر المجتمع الدولي ، بموجب الدستور الذي تم الاستفتاء عليه في 2012 تحت سيطرة نظام الأسد ، فيما لم تسفر اجتماعات اللجنة الدستورية المؤلفة من ممثلين عن الحكومة والمعارضة، والتي عقدت في جنيف برعاية الأمم المتحدة، عن أي نتيجة.
وأعلنت الأمم المتحدة صراحة ومسبقاً عدم نزاهت هذه ” الانتخابات ” ورفضت قبولها .