واشنطن – الناس نيوز :
قدرت استطلاعات الرأي التي أجراها معهد “جالوب” و”راسموسن” مؤنراً تصنيف شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن ،الوطنية أقل بعشر نقاط، بالمقارنة مع نسبة تأييد إيجابي بلغت 19 نقطة في يناير 2021 عندما تولى منصبه، بحسب تقرير نشرته جريدة “الغارديان”.
وتساءلت الأوساط السياسية الأميركية ، هل هذا يعني أن على الرئيس بايدن إعادة ترتيب ملفاته وأولوياته لإنقاذ رئاسته من الفشل؟
شعبية منخفضة
تشير أرقام استطلاع الرأي إلى واحدة من أشد الانخفاضات “المبكرة” في شعبية الرئاسة الحالية. وبحسب استطلاع رأي آخر أجراه “جولتينغ” لجامعة هارفارد هاريس، منح التصنيف الرئيس السابق دونالد ترامب 48% مقابل 46% لبايدن.
وفي ولاية آيوا، 62٪ لا يوافقون على أداء بايدن بينما يقول 70٪ آخرون أن البلد “يسير على المسار الخطأ. ومن المتوقع أن تكون النسب مشابهة في كل من ميشيغان وفيرجينيا.
انهيار رئاسي
تساهم عوامل عديدة فيما بدا وكأنه انهيار رئاسي. فعلى المستوى الوطني، طالت إدارة بايدن لتفشي وباء كورونا انتقادات لاذعة خلال الموجة الصيفية التي عانت منها البلاد. يضاف إلى ذلك، استمرار معاملة المهاجرين السيئة على حدود المكسيك التي وعد بإنهائها خلال حملته الانتخابية، فضلا عن فشل مشروع قانون لإصلاح الشرطة يدعمه بايدن، عقب وفاة جورج فلويد، في الكونغرس الأسبوع الماضي.
ولا يزال ملف الهجرة نقطة شائكة بالنسبة لإدارة بايدن ونائبته، كامالا هاريس، التي أطلق عليها النقاد لقب “قيصر الحدود”. وتعرض كلاهما للهجوم الأسبوع الماضي بسبب أدائهما “الضعيف” من قبل مبعوثهم الخاص، الذي قدم استقالته بسبب الانتهاكات التي يواجهها المهاجرون الهايتيون. كما أن استمرار استخدام بايدن لإجراءات ترامب العقابية في هذا الشأن أثارت استياء أنصاره بشكل واضح وصريح.
أما على الصعيد الخارجي، يرى مراقبون أن سمعة بايدن تحطمت من حيث الكفاءة في السياسة الخارجية بسبب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وما تسببت به من تداعيات مرتبطة بتولي حركة طالبان الحكم وأزمة المهاجرين الأفغان. بالإضافة إلى الخلاف مع فرنسا بشأن اتفاقية الغواصات بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا الذي أدى إلى تعميق خيبة أمل فرنسا وحلفائها.
بايدن.. “أمريكا عادت”
وفي الأسبوع الماضي، ألقى الرئيس جو بايدن أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستمر خلاله في الادعاء بأن “أمريكا عادت”ّ وأن الولايات المتحدة تنوي “قيادة جميع التحديات الكبرى في عصرنا”. لكن محللين سياسيين يرون أن الواقع الحالي مختلف تماما عما يفكر فيه بايدن.
ففي تقرير نشرته صحيفة “دي هيل”ّ الأمريكية، أعربت من خلاله إلى قلق الأمريكيين من استغلال خصومهم ضعف الرئيس بايدن، بالرغم من امتلاكهم لأكبر قوة عسكرية في تاريخ العالم. ففي أعقاب الانسحاب من أفغانستان، بدأت الصين على الفور في إجراء تدريبات هجومية بالقرب من تايوان، مما يعني أن الصين ستسرع من جهودها لاستعادة السيطرة على البلاد.
ولأن كارثة سحب القوات الأمريكية وعمليات الإجلاء من مطار كرزاي الدولي بكابول لم تكن منفردة، ونتائجها لا تختلف كثيرا عن الفشل الذريع لغزو العراق عام 2003، فإن عواقب هذه السياسة الغير موفقة سنظل نعيشها مستقبلا في أفغانستان وأمريكا والعالم.
ومن جهة أخرى، زادت روسيا من هجماتها الإلكترونية على أمريكا منذ اللحظة التي تولى فيها بايدن منصبه. فكان رد هذا الأخير بأن مهد لموسكو الطريق لبناء خط أنابيب من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق وصولا إلى ألمانيا، والذي من شأنه تعزيز الاقتصاد الروسي وربما التلاعب أيضا بشركاء أمريكا في أوروبا الغربية.
محاولات كثيرة وسريعة؟
يتساءل البعض ما إذا كان جو بايدن يحاول فعل الكثير من المحاولات بسرعة كبيرة قد تؤدي به إلى الانزلاق وراء تحقيق النجاح دون توخي الحذر، مثل طرحه لفاتورة إغاثة كوفيد-19 بقيمة 1.9 تريليون دولار لمساعدة الأمريكيين والعودة إلى اتفاقية باريس للمناخ.
وعند الحديث عن الوضع الأفغاني واتفاقية الغواصات مع أستراليا، فإن بايدن يتصرف من أجل مصلحة أمريكا فقط، ولا يصغي إلى العواقب المترتبة عن قراراته بالنسبة للآخرين.
وبحسب ما سبق، تشير أحدث اتجاهات الاستطلاعات والديناميكية السياسية في واشنطن إلى استيلاء الجمهوريين على الكونغرس العام المقبل، وإحباط الكثير من أجندة بايدن. إلا أن هذا السيناريو القاتم قد يتغير وتؤتي جهود بايدن بثمارها على بلاده والعالم، أو قد لا تتغير فنشهد رئاسة فاشلة لولاية واحدة لن تتجدد.