بروكسل – موسكو – تل أبيب –
أعلنت رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لايين الثلاثاء أن الاتحاد الأوروبي يريد “تعزيز” تعاونه في مجال الطاقة مع إسرائيل ردا على “ابتزاز” روسيا التي قطعت إمدادات الغاز عن دول أوروبية “انتقاما” لدعمها لأوكرانيا.
جاءت تصريحاتها في الوقت الذي أكد فيه رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الذي يزور إسرائيل أيضًا، على العمل المشترك مع إسرائيل لكي تستغني بلاده عن الغاز الروسي.
وقالت في خطاب ألقته في جامعة بن غوريون في النقب بجنوب اسرائيل “استخدم الكرملين اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي لابتزازنا”.
وأضافت “منذ بداية الحرب (في أوكرانيا) قطعت روسيا عمدا إمداداتها من الغاز إلى بولندا وبلغاريا وفنلندا والشركات الهولندية والشركات الدنماركية ردًا على دعمنا لأوكرانيا”.
وتابعت “ان سلوك الكرملين لا يؤدي إلا إلى تقوية عزمنا على التخلص من اعتمادنا على الوقود الأحفوري الروسي. على سبيل المثال، نستكشف الآن طرقًا لتكثيف تعاوننا في مجال الطاقة مع إسرائيل”.
وأشارت الى أن “أطول وأعمق كابل طاقة تحت الماء في العالم يربط بين إسرائيل وقبرص واليونان … والثاني هو خط أنابيب غاز وهيدروجين نظيف في شرق البحر الأبيض المتوسط”.
وأكدت أن “هذا استثمار في أمن الطاقة في كل من أوروبا وإسرائيل”.
تعمل إسرائيل جاهدة لتكون قادرة على تصدير بعض موارد الغاز البحرية الضخمة إلى أوروبا التي تسعى للاستغناء عن مشترياتها من الوقود الأحفوري الروسي منذ غزو أوكرانيا والعقوبات المفروضة على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي هذا الصدد التقت فون دير لايين مساء الاثنين كلاً من وزير الخارجية يائير لبيد ووزيرة الطاقة كارين الحرّار.
وقال متحدّث باسم الحرّار إنّ رئيسة المفوّضية الأوروبية شدّدت على أنّ “الاتّحاد الأوروبي بحاجة للغاز الإسرائيلي”.
وقال متحدث باسم وزيرة الطاقة الإسرائيلية لوكالة فرانس برس الإثنين إن محادثات تجري منذ آذار/مارس لوضع اتفاق أو إطار عمل قانوني يسمح بتصدير الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر مصر.
نزاع بحري لبناني –
وسيكون الخيار الاخر خط أنابيب يربط حقول الغاز الإسرائيلية بكل من قبرص واليونان والمعروف بمشروع شرق المتوسط “إيست ميد” ثم إلى أوروبا عبر إيطاليا. لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن شككت في جدوى المشروع نظرًا لتكلفته الضخمة والوقت الذي سيستغرقه لإكماله.
وبعد فترة وجيزة من تصريحات فون دير لاين، أشار وزير الوزراء الايطالي ماريو دراغي في القدس إلى “اهتمام إيطاليا بالغاز الإسرائيلي” دون ذكر خط الأنابيب.
وقال الزعيم الإيطالي بعدما اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت “على صعيد الطاقة نعمل سويًا على استخدام موارد الغاز من شرق البحر المتوسط ولتطوير الطاقة المتجددة … نريد تقليل اعتمادنا على الغاز الروسي، وتسريع انتقال الطاقة اتجاه الأهداف التي وضعناها لأنفسنا.”.
من جهته وصف بينيت إعراب أوروبا عن حاجتها للغاز الإسرائيلي بأنه “خبر سار”.
وقال بينيت “تحدثنا عن التعاون ليتم استخدام الغاز الطبيعي الإسرائيلي في أوروبا أيضا”.
كما وجه بينيت توبيخًا للبنان وقال “إنني أتطلع إلى اليوم الذي سيقرر فيه لبنان الاستفادة من الغاز الطبيعي في مياهه الاقتصادية … من المخجل ان تنشغل القيادة اللبنانية في الاقتتال داخليا وخارجيا بدلا من استخراج الغاز لشعبها”.
لا يزال لبنان واسرائيل رسميًا في حالة حرب، لكنهما اتفقا على محادثات عبر الولايات المتحدة التي توسطت للتوصل إلى اتفاق بينهما لترسيم الحدود البحرية والسماح لهما بتعزيز عمليات الاستكشاف.
وما لبثت تلك المحادثات أن انهارت العام الماضي لكنّ إسرائيل مستمرة في الحثّ على استئنافها.
تشير التقديرات إلى أن احتياطيات إسرائيل من الغاز تبلغ تريليون متر مكعب على الأقل، ومن المتوقع ألا يزيد إجمالي الاستخدام المحلي على مدى العقود الثلاثة المقبلة عن 300 مليار متر مكعب.
ومن المقرر أن تجري فون دير لايين محادثات مع بينيت في وقت لاحق الثلاثاء قبل أن تتوجه إلى مصر.