دبي – أبوظبي – الناس نيوز ::
من محمود رضا مراد وألكسندر كورنويل – رويترز – قالت الإمارات يوم الاثنين إنها اعترضت صاروخا باليستيا أطلقته جماعة الحوثي الارهابية اليمنية أثناء أول زيارة يقوم بها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوج للبلاد.
وفي ثالث هجوم من نوعه على الإمارات في الأسبوعين الأخيرين قال المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي في اليمن إنها أطلقت عددا من الصواريخ من طراز ذو الفقار على العاصمة الإماراتية أبوظبي، وكذلك طائرات مسيرة على دبي.
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة المتحالفة مع إيران يحيى سريع في خطاب بثه التلفزيون “القوات المسلحة تجدد تحذيرها للمواطنين والمقيمين والشركات بالابتعاد عن المقرات والمنشآت الحيوية كونها عرضة للاستهداف خلال الفترة المقبلة”.
ونددت الولايات المتحدة بالهجوم الذي أعقب هجوما داميا في 17 يناير كانون الثاني على أبوظبي في تصعيد لحرب اليمن بين الحوثيين وتحالف تقوده السعودية وتشارك فيه الإمارات.
ووصف أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات الهجمات بأنها استفزازات لا طائل من ورائها سيتم التعامل معها صونا لأمن الإمارات وسيادتها. وقال في تغريدة على تويتر “نحن لا نرى في تهديدات المنظمات الإرهابية وخيالاتهم المبنية على الأوهام أكثر من أمر عابر سيتم التعامل معه بما يضمن أمننا وسيادتنا الوطنية. ومخطئ من يمتحن الإمارات”.
وتسببت الهجمات في توتر أمني نادر بين بعض السكان في بلد يشكل الوافدون أغلبية سكانه، لكن لم يكن لها تأثير واضح على الحياة اليومية حيث تمتلئ المطاعم والشواطئ خلال ذروة فصل الشتاء المعتدل.
وضعفت معنويات السوق الإماراتية في أعقاب إطلاق صواريخ الحوثي لكن محللين اقتصاديين يقولون إن الهجمات التي تم إحباطها في الغالب لم تثبط ثقة الشركات أو المستثمرين حتى الآن.
وقالت وزارة الدفاع الإماراتية إنه تم اعتراض الصاروخ بعد 20 دقيقة من منتصف الليل وتدميره. وأضافت أن بقايا الصاروخ سقطت في منطقة غير مأهولة بالسكان. ولم تذكر إن كان الصاروخ استهدف العاصمة الإماراتية أبوظبي أم دبي مركز التجارة والسياحة في الشرق الأوسط.
وتزامن الهجوم الصاروخي مع زيارة الرئيس الإسرائيلي لبحث العلاقات الأمنية والثنائية مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في تغريدة على موقع تويتر “بينما يزور الرئيس الإسرائيلي دولة الإمارات لمد الجسور وتعزيز الاستقرار في المنطقة، يستمر الحوثيون في شن الهجمات التي تهدد المدنيين”.
وواصل هرتزوج يوم الاثنين زيارته بالتوجه إلى معرض إكسبو 2020 العالمي المقام في دبي.
وعبر في كلمة عن أمله في اتجاه عدد أكبر من الدول لإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مثلما فعلت الإمارات والبحرين عام 2022 بمقتضى اتفاقات تمت بوساطة أمريكية تعرف باسم اتفاقيات إبراهيم.
وتجمع إسرائيل ودول عربية خليجية مخاوف أمنية حيال إيران بما في ذلك شبكة القوى الإقليمية التي تعمل لحساب طهران. ويتهم التحالف الذي تقوده السعودية إيران بتزويد الحوثيين بالسلاح وهو اتهام تنفيه جماعة الحوثي وطهران. ويُنظر إلى الصراع في اليمن باعتباره حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.
وانضمت إسرائيل العام الماضي لمناورات بحرية مع قوات من الإمارات والبحرين والولايات المتحدة. ووقعت شركات تصنيع أسلحة إماراتية وإسرائيلية اتفاقات للمشاركة في تطوير نظام دفاع متقدم للطائرات المسيرة وللسفن الحربية غير المأهولة.
وأطلق الحوثيون مرارا صواريخ وطائرات مسيرة على السعودية في الحرب المستمرة منذ ما يقرب من سبع سنوات قبل أن يوجهوا ضرباتهم إلى الإمارات هذا الشهر.
وقلصت الإمارات وجودها العسكري في اليمن بشكل كبير منذ عام 2019 لكنها لا تزال تتمتع بنفوذ من خلال قوات محلية كبيرة تقوم بتدريبها وتسليحها، والتي خاضت معارك في الآونة الأخيرة ضد الحوثيين في مناطق منتجة للنفط.
ونفذ التحالف في الآونة الأخيرة ضربات جوية دامية على مناطق تحت سيطرة الحوثيين في الحرب التي تسببت في مقتل عشرات الألوف ودفعت اليمن إلى شفا المجاعة.