تستعد الإمارات هذا العام لإطلاق أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها للاستعداد لرحلة تنموية للسنوات الخمسين المقبلة في كافة القطاعات الحيوية ضمن رؤية “مئوية الإمارات 2071”، والتجهيز للاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات في 2021، على أن تشارك كافة فئات المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين وقطاع عام وخاص في صياغة الحياة في دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة في مجالات الاقتصاد، والتعليم، والبنية التحتية والتكنولوجيا، والصحة، والإعلام وغيرها.
و”مئوية الإمارات 2071” هي رؤية تضع أهدافاً لتحقيقها خلال الخمسين عاماً المقبلة تنتهي في الذكرى المئوية لتأسيس دولة الإمارات. ويمكن تلخيص أهداف هذه الرؤية بعبارة “أفضل دولة في العالم” وذلك عبر التركيز على 5 مجالات رئيسة: أفضل تعليم في العالم، أفضل اقتصاد في العالم، أسعد مجتمع في العالم، أفضل حكومة في العالم.
ولتنفيذ هذا الهدف، وجهت حكومة الإمارات بتشكيل لجنتين، إحداهما لوضع الخطة التنموية الشاملة للخمسين عاماً المقبلة، والأخرى للإشراف على فعاليات الاحتفال باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات بحيث تكون هذه الاحتفالات استثنائية، وتؤرخ لهذه المرحلة التاريخية من عمر دولة الإمارات.
خطط طموحة
وتنفذ الحكومة الإماراتية حالياً خططاً طموحة أثمرت، مطارات تربط أطراف العالم، وموانئ مفصلية على خريطة التجارة العالمية، ومصانع ومزارع وبنى تحتية بمستوى عالمي، واقتصادا قويا قادرا على الصمود في مواجهة التقلبات العالمية. كما انطلقت الإمارات إلى الفضاء بأقمار اصطناعية تخدم البيئة والاتصالات والتعليم والبنى التحتية، كما عرفت الدولة طريقها إلى محطة الفضاء الدولية عبر رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، إلى جانب “مسبار الأمل”، المشروع غير المسبوق لاستكشاف المريخ، وبناء مدينة سكنية على الكوكب الأحمر.
الدولة الأفضل
ويمر الطريق نحو الدولة الأفضل في العالم بحلول عام 2071عبر تهيئة كل قطاعات الدولة لمرحلة ما بعد النفط، وبناء اقتصاد معرفي حقيقي أساسه الابتكار والإبداع والعلوم والتكنولوجيا الحديثة، والاستثمار في العقول والكفاءات النوعية، وتعزيز منظومة القيم الحضارية القائمة على التسامح والانفتاح والتعايش، والحفاظ على التراث الوطني، إضافة إلى منافسة دول العالم المتقدمة على السبق والريادة، وتشييد الأسس القوية لاستدامة التنمية للأجيال المقبلة. وفي طريقها إلى المئوية تحشد الإمارات جهود المؤسسات والموارد والإمكانات كافة ضمن مختلف الكوادر القيادية والإدارية، إلى جانب الاستثمار في الخبرات والعقول الإبداعية والمواهب والكفاءات الاستثنائية لتصميم منظومات جديدة للخمسين عاماً المقبلة، وخلق رؤية جمعية تلتفّ حولها كافة فئات المجتمع لتكون الإمارات الدولة الأكثر تميزاً.
تنمية شاملة
استعداد الإمارات للخمسين عاماً المقبلة، يتطلب خطوات تعمل الدولة على تحقيقها قبل حلول العام المقبل، منها وضع تصور كامل للخطة التنموية الشاملة للدولة، والعمل على تطوير منظومة العمل الحكومي بشكل كامل لتكون الحكومة الأسرع والأكثر مرونة والأكثر قدرة على التكيف مع متغيرات المستقبل، وإشراك كافة الفئات المجتمعية في صياغة شكل الحياة في الدولة خلال الخمسين عاماً المقبلة.
كما تعمل الإمارات، وفق ما أعلنته حكومتها، على وضع الخريطة الاقتصادية الجديدة للبلاد وتطوير مشاريع وسياسات اقتصادية استثنائية لتحقيق قفزات نوعية، إلى جانب ترسيخ القوة الناعمة لدولة الإمارات والعمل على تطوير المنظومة الإعلامية، ونقل قصة الإمارات الجديدة للعالم بما يحقق عوائد اقتصادية واجتماعية لها ويحمي مكتسباتها، ويعزز فرصها في الاقتصاد الجديد، بالإضافة إلى إعادة النظر في منظومة التنسيق الاتحادي والمحلي ووضع آليات جديدة وأنظمة مختلفة لتحقيق التكامل في كافة القطاعات.
وتتصدر قائمة الأولويات القطاعات الأساسية كالقطاع الصحي والتعليمي والإسكاني وقطاع النقل والأمن الغذائي وغيرها من القطاعات الحيوية.