لندن – الناس نيوز ::
ماذا يعني أن تشعر بالإهمال العاطفي في علاقة زواج استمرت سنوات؟ قد يعيش زوجان في المنزل ذاته أعواما طويلة، ويقومان بواجباتهما الزوجية تجاه بعضهما على أكمل وجه، ومن دون خلافات جوهرية، وتمر الأيام بروتين بين الالتزامات اليومية ومتطلبات الحياة التي تثقل كاهل الزوجين، يوما بعد يوما، وفجأة تأتي اللحظة التي يخبر فيها أحدهم الآخر بأنه لا يشعر بجدوى الحياة.
ويعاني كثيرون من الإهمال العاطفي في علاقاتهم، وكل واحد منهم لا يدري كيف يخبر الآخر بالأمر، والإهمال العاطفي لا تشعر به فجأة، بل هو غالبا شعور مكبوت منذ الطفولة.
في كتابها عن أثر الإهمال العاطفي على العلاقات مع الزوج والعائلة والأبناء، تقول البروفيسورة جونيس ويب إن الإهمال العاطفي في الطفولة شيء خفي، وأغلب الناس تعاني منه؛ مما يعني أن ملايين العلاقات تثقلها هذه القيود في صمت، فكيف تعرف أنك تعاني فعلا في علاقتك مع زوجك، وأن علاقتك الحالية متأثرة بماضيك؟
إذا كنت تعلم أنك -أو زوجك- تعاني من إهمال عاطفي منذ الطفولة، فهناك علامات وضعتها الدكتورة ويب في كتابها قد تساعدك في تحديد مدى الضرر وأثره على علاقتكما الحالية، ومن بينها:
تجنب الصراع
الخلافات والمشاحنات بين الشريكين علامة صحية لجودة العلاقة الزوجية، أما تجنّبها فيعني العكس تماما؛ إذ يشير إلى أن الأمر بعيد تماما عن المحبة. إنها واحدة من أبرز العلامات الكلاسيكية على وجود إهمال عاطفي في الطفولة، فتجنب الصراع والخلاف -رغم كل الاختلافات الموجودة- قد يكون العامل الأسرع الذي يؤدي إلى تقويض العلاقة نهائيا.
الشعور بالوحدة
من المفترض أن تمنحك العلاقة مع زوجك السند والاحتواء، فأنت على الأقل تثق في أنك لست وحدك في مواجهة العالم. أما إذا كان ذلك الشعور يلازمك، وبقيت تشعر بالوحدة حتى وأنت محاطٌ بالجميع، فاعلم أنك تعاني من جزء مفقود يرتبط غالبا بالإهمال العاطفي.
الاكتفاء بالأحاديث السطحية
في حالات الإهمال العاطفي تدور غالبا أحاديث الزوجين حول الأمور المادية، ومطالب الأبناء، وما يحدث في العالم، وضغوط العمل، لكن لا شيء عن مشاركة المشاعر، ولا حديث عن الحاجات الحقيقية لكلا الزوجين. وإذا حدث وتكلّم أحدهما فإما أنه يواجه إحراجا أو إنكارا من الطرف الآخر من دون نقاش حقيقي، مما يدفعه إلى الصمت وعدم خوض مزيد من الحوار.
قلة الشغف
الشغف في العلاقات الزوجية الممتدة أمر معقد، هو لا يتغير، لكنه يتحوّل إلى أشكال أخرى مع مرور الوقت؛ من مجرّد الإشباع الحميمي إلى شعور بالراحة لمجرد معرفة أن الطرف الآخر قريب، أو أنه بإمكانكما تمضية الوقت معا. وبالتالي، فإن الأمر لا يدور فقط حول المتعة، بل في كيفية الاستمتاع والإرضاء، وأن تتحول الصراعات بينكما إلى ساحة لإبراز العواطف لا الصمت، مما يعزّز عودة الشغف إلى العلاقة واستعادة جذوتها.
كيف تخبر زوجك بالأمر؟
بعد معرفة العلامات، واكتشاف معاناتك من الإهمال العاطفي، كيف يمكنك إخبار زوجك أنكما في معاناة خفية، وأن شيئا ما في الأعماق مفقود، رغم الحب الظاهر؟
في مقال كتبته ويب عن يوم في حياة زوجين مهملين عاطفيا، تطرح بعض الحلول وتقول “تحدث مع زوجك عن الإهمال العاطفي الذي واجهته في الطفولة؛ فهذا ليس ذنبا أو خطيئة تداريها، وابحث بنفسك عن المساحة التي تريدها، أوجِدْها أولا لزوجك، وهي/هو ستوفر لك مثلها، وفي كل الأحوال لا تصمت”.