الاحتجاجات الجامعية تتمدد من أميركا إلى أستراليا

واشنطن – كانبيرا – باريس – الناس نيوز ::

طالب رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق بالاستقالة في حال فشلها بإيقاف مظاهرات الطلاب المؤيدين لفلسطين.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي في الجامعة، تعرض للمقاطعة بشكل متكرر بسبب صيحات الاستهجان من الطلاب.

وقال جونسون إن المظاهرات الداعمة لفلسطين في حرم الجامعة تدعو إلى “الكراهية ومعاداة السامية”. وطالب بتوقيف الطلاب الرافضين لإنهاء الاحتجاج، مشدداً على ضرورة استخدام الرئيس جو بايدن صلاحيته لتحريك الحرس الوطني إذا لم تتم السيطرة على الاحتجاجات في الحرم الجامعي.

غير أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار صرحت بأن بايدن يؤيد حرية التعبير. وقالت للصحافيين، إن “الرئيس يؤمن بأهمية حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز في حرم الجامعات”.

ومنذ 18 نيسان/أبريل، بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على الاستثمارات المالية المستمرة للجامعة في الشركات التي تدعم احتلال فلسطين والإبادة الجماعية في غزة، وتم اعتقال 108 طلاب خلال المظاهرات.

تحريض إعلامي
وحذرت صحيفة جيروزاليم بوست من أن خطاب الكراهية والدعوات إلى العنف في الجامعات بجميع أنحاء العالم وفي جامعة كولومبيا الأميركية خاصة، تمثل تصعيداً شديداً “لا يقتصر خطره على الإسرائيليين فحسب بل سيمتد لجميع اليهود”.

وأوضحت في مقال افتتاحي لهيئة تحريرها، أنها لهذا السبب ترى أن إزالة الخيام التي نصبها الطلاب المحتجون داخل حرم جامعة كولومبيا لا تكفي، بل ستشجع “الجماعات المفعمة بالكراهية على النمو وربما تتخذ إجراءات عدوانية لتحقيق مرادها”.

وحرضت الصحيفة إدارة الجامعة على اتخاذ إجراءات صارمة ضد الطلاب. ودعت إلى تهديدهم بتعريض وضعهم الأكاديمي في الجامعة للخطر.

وقالت إن “أستاذاً إسرائيلياً في كلية كولومبيا للأعمال يدعى شاي دافيداي، أُبطل مفعول بطاقته المهنية بسبب موقفه من احتجاجات الطلاب”، وتساءلت مستنكرة: “كيف يمكن إيقاف أستاذ إسرائيلي عن العمل على ما يبدو بسبب شكاوى لم يسمع عنها أحد، في حين أن الطلاب المناهضين لإسرائيل الذين يدعون إلى إبادة اليهود لا يعاملون بالطريقة نفسها تماماً”.

الاحتجاجات امتدت
وامتدت الاحتجاجات من جامعة كولومبيا إلى جامعات أخرى مماثلة، منها جامعة هارفرد في مدينة بوسطن، وجامعة براون في مدينة بروفيدنس وجامعة ميشيغان في مدينة آن أربور، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في كمبريدج، وجامعة كاليفورنيا بولتكنك في مدينة هومبولت وغيرها داخل وخارج الولايات المتحدة.

وقالت جامعة جنوب كاليفورنيا ليل الأربعاء، إن الاحتجاج انتهى وسيظل الحرم الجامعي “مغلقاً حتى إشعار آخر”، فيما أوقفت شرطة لوس أنجلس 93 شخصاً خلال التظاهرة، وأفادت في بيان الخميسن بأنه “لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. وستستمر الدوريات في المنطقة”.

كما أقيمت خيام احتجاج الأربعاء، في جامعة هارفارد، أقدم وأعرق الجامعات الأميركية، بينما شهدت جامعة تكساس في أوستن، مواجهات بين الطلاب وقوات الشرطة، حيث هتف المتظاهرون “ليسقط الاحتلال” ورفعوا أعلام فلسطين ووضعوا كوفيات.

أستراليا
وفي جامعة سيدني الأسترالية، نظم مئات الطلاب تظاهرة احتجاجية للتنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة، ونصبوا خياماً في الحرم الجامعي، لينضموا بذلك إلى الحراك الطلابي العالمي الذي تعيش على وقعه عدة جامعات أميركية تضامناً مع الفلسطينيين.

في المقابل، حذرت إدارة جامعة سيدني الطلاب من اتخاذ “إجراءات تأديبية” إذا حصلت انتهاكات لسياساتها. وذكرت رسالة بريد إلكتروني مرسلة إلى موظفي الجامعة، أنه “لن يتم التسامح مع جميع أشكال العنصرية وخطاب الكراهية والتنمر والمضايقات، بما في ذلك استخدام لغة معادية للسامية أو معادية للمسلمين”.

فرنسا
وأمام جامعة السوربون في باريس، منعت الشرطة الفرنسية تظاهرتين ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تزامناً مع زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للجامعة.

وليل الاربعاء/الخميس، تدخلت الشرطة في مدرج لجامعة ساينس بو باريس (معهد العلوم السياسية في باريس)، من أجل إخلاء موقع اعتصام عشرات من الطلاب المؤيدين للفلسطينيين.

واعتبرت إدارة الجامعة في رسالة، أن “نحو 60 طالباً يشاركون في حملات لصالح القضية الفلسطينية احتلوا المدرج الموجود خارج الحرم الجامعي وساهم في خلق مناخ قوي من التوتر بين الطلاب والمدرسين والموظفين في المعهد”.

وأضافت “بعد مناقشات مع إدارة معهد العلوم السياسية، وافق معظمهم على مغادرة المبنى لكن مجموعة صغيرة من الطلاب رفضت ذلك، وتقرر أن تقوم الشرطة بإخلاء الموقع”.

ونظمت هذه التعبئة لجنة فلسطين في الجامعة، متهمة إدارتها بأنها “ترفض بعناد إجراء حوار حقيقي”، وطالبت ب”إدانة واضحة لتصرفات إسرائيل من قبل الجامعة وإقام وقفة دقيقة صمت تخليداً لذكرى الأبرياء الذين قتلتهم إسرائيل، إلى جانب وقف إجراءات تأديبية يفرضها جزء من الإدارة بهدف ترهيب الطلاب”.