fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

الاستثمار في المستنقع الديني لن يفيد أحداً

[jnews_post_author ]

يوم السبت 4 شباط 2006، بينما كنت أتجول في شوارع دمشق كعادتي بعد الانتهاء من خدمتي اليومية الروتينية المملة في مجلة “الفكر العسكري”، شاهدت حشداً كبيراً وغاضباً من الشباب الملتحي والمرتدي زياً إسلامياً شرعياً يهرع قادماً من الجهة العليا لمنطقة أبي رمانة باتجاه الأسفل؛ فما كان مني – أنا الفضولي غير المعتاد على مثل هذه المشاهد الحشدوية بمزرعة الأسد في سوريا والمتشكك بتنظيمها والمرتاب بعفويتها – إلا أن لحقت به مسرعاً الخطى حتى توقف في شارع فرعي عند مبنى ضخم تحيط به أسوار تعلوها أسلاك شائكة؛ حيث تجمع هناك بعض الشباب بذقونهم وشعورهم الطويلة، المنتمين في أغلبهم إلى الأحزاب الشيوعية والقومية والوحدوية الرسمية، أي تلك المدرجة ضمن حظيرة الجبهة الوطنية التقدمية.. لم أعرف في البداية ماهية المبنى ولمن يتبع.. وضعت النظارات على عيني وحاولت الاقتراب أكثر؛ لكنني لم أفلح في مهمتي بسبب التجمع الكثيف للناس حول الباب!

التفت حولي، لتقع عيناي مباشرة على شاب وقف هادئاً بجانبي على الرصيف وبدا أنه يساري الشكل.. اقتربت منه وسألته: “ما هذا المكان؟” وأنا أشير إلى المبنى. أجاب: “هذه السفارة النرويجية”. قلت له: “شكراً”؛ فأجاب: “عفواً”، دون أن ينظر نحوي أو يأبه لما قلته؛ وتابع ما يدور أمامه من مشاهد بروليتارية مطلبية مثيرة بكل اهتمام وتركيز…

رحت أجوب المكان وأتفحص الوجوه من بعيد نوعاً ما، في حين راح الحشد يكبر ويكبر مع ارتفاع صرخات: “الله أكبر”، “لا إله إلا الله محمد رسول الله”؛ و”فداك أبي وأمي يا رسول الله”؛ وأشياء أخرى.. هنا تجرأت واقتربت مرة أخرى من أحد الشباب الواقفين المتحمسين والذي كان ملفوفاً في قفطانه والزبد ينضح من حدة صراخه، وسألته: “ما هذا؟ ماذا يجري هنا؟”؛ فنظر إليّ باستغراب وأجاب بنوع من الغضب وبلغة عربية فصحى: “أخي؛ هذا ردنا على الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم!”.. تسمرت في مكاني لبرهة ومن ثم تجرأت وسألته: “من أنتم؟”.. نظر إليّ بشكل أكثر استغراباً وغضباً، ثم أجاب: “نحن طلاب مجمع أحمد كفتار نفدي رسول الله بكل غال ورخيص”. ما لبثت أن أردفت بصوت خفيض متسائلاً: “مجمع كفتارو أم مجمع الفرفور؟”. لم يجب على سؤالي، بل أمسك عمامته بيده وانطلق نحو الباب لينضم إلى المحتشدين أمامه… لم يكن هناك حراس ولا بوليس ولا شرطة مكافحة الشغب، كما هو معتاد عند كل بعثة دبلوماسية، لاسيما في دمشق؛ وكأن الأمر قد تم ترتيبه وفق سيناريو معين!

لم تمض دقائق حتى بدأ عدد من الشباب المحتشدين، لكنهم كانوا في اللباس المدني، من تسلق الباب والأسوار والأعمدة المعدنية بسرعة وخفة، ومن ثم استطاعوا التملص من الأسلاك الشائكة بمهارة وبراعة لم أعهدها يوماً لدى المشايخ الكسالى وأصحاب البطون المفلطحة؛ وفي رمشة العين أصبحوا داخل المبنى!

أضرم هؤلاء النار هناك ومن ثم خرجوا مثلما دخلوا بنفس السرعة والخفة والمهارة والبراعة؛ لترتفع حرارة المشهد على وقع دفع الباب وضربه بالأحجار والعصي التي حضرت للتو وحدة الصراخ…

لم أستطع تحمل عبثية المشهد أكثر ووجدت نفسي غريباً على كل من كان هناك؛ لذلك سرعان ما غادرت المكان وفي ذهني تدور الكثير من الأفكار والأسئلة: “ما دخل طلاب شريعة كفتارو في الموضوع؟ وكيف سمحت لهم السلطات في سوريا بالتجمع والاحتجاج وهي تمنع حتى القطط والكلاب من التجمع؟ كيف استطاع بعضهم هكذا بسهولة وخفة تسلق جدران المبنى العالية وهم يصعدون عادة درجات المنابر بصعوبة ومشقة واضحتين؟ نشرت الرسومات المسيئة للرسول محمد في 30 أيلول/سبتمبر 2005 في صحيفة “يولاندس بوستن” الدنماركية وبعد أقل من أسبوعين نشرت في النرويج وألمانيا وفرنسا ودول أخرى، لكن لماذا الآن وبعد عدة أشهر تخرج المظاهرات ونشهد هذه الاحتجاجات العنيفة؟ “…

في اليوم التالي وأثناء تواجدي في مكتب مجلة “الفكر العسكري” تجمع أغلب خريجي كليتي الصحافة والفنون الجميلة الملتحقين بالخدمة العسكرية الإجبارية لشرب الشاي والقهوة؛ بينما رحت أقص عليهم ما جرى أمامي البارحة من حوادث مسرحية دونكيشوتية فارغة؛ وكيف تسلق بعض المشايخ أسوار السفارة بخفة وبراعة كلاعبي السيرك؛ فما كان من ضابط متطوع شاءت الأقدار أن يتواجد معنا في تلك اللحظة، وهو أحد خريجي كلية الفنون الجميلة، إلا أن ضحك بتواتر حتى تحول ضحكه إلى قهقهة عالية.. نظرت إليه وسألته “ماذا بك؟ ما الذي يضحكك؟”.. توقف مختنقاً بلعابه الذي زاد عن حده فجأة، ومن ثم قال: “أنت تصدق أن هؤلاء الذين قاموا بهذا العمل هم من مشايخ كفتارو؟”. أجبت: “لم أصدق وكنت مستغرباً ومتشككاً”.. توقف وجال بنظره على الحاضرين، وبعد ذلك قال بلهجة ساحلية فيها بعض التباهي: “الذين تسلقوا السور ودخلوا مبنى السفارة هم من الحرس الجمهوري”؛ ثم ما لبث أن قهقه من جديد؛ وقهقه معه كل من كان في المكتب مجاملاً!

هذا يدل على تورط أجهزة مخابرات الأسد في تنفيذ العملية، وكان طلاب مجمع كفتارو وبعض الشيوعيين والقوميين مجرد غطاء مجاني لعملهم الأساسي!

بعد ذلك رأيت نفس الحشد عام 2008، أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة، وأفراده يسرعون الخطى من ساحة الميسات باتجاه ساحة يوسف العظمة وسط دمشق، ليشاركوا في وقفة احتجاجية هناك مع مشاركين آخرين، من: حركة حماس، الجهاد الإسلامي، الحزب القومي السوري، والحزبين الشيوعيين الرسميين (بكداش – فيصل)…

في كثير من الحالات يتم استغلال الحشود لقضايا دينية بشكل مدروس ومنظم ودوري من قبل جهات حكومية وسياسية واقتصادية، لا تصب غالباً في صالح هذه الحشود الآنية المنفعلة؛ بل في مصلحة منظميها الحقيقيين؛ الذين يقومون بتحويل الأفراد المؤمنين إلى مجرد قطيع غرائزي غير واع بما يفعل، وينفذ ما يطلب منه فقط، دون أن يمعن التفكير فيما يقوم به أو حتى يسأل نفسه: “ما جدوى مثل هذه الأعمال؟”؛ وينسى أننا نعيش في عالم تسيّره المصالح والغايات المكيافيلية وليس المبادئ والأهداف النبيلة…

قبل أن تثور ضد إساءة الرسومات الكاريكاتيرية، وهذا من حقك؛ عليك أن تشجب الإرهاب باسم دينك؛ وتعترف أن بعضهم المؤمن قتل باسم الله أكثر مما قتل أصحاب هذه الرسوم… كن قوياً واعترف بما وصلت إليه من انهيار وتخلف وعبودية عن طريقك وطريق الأوصياء على دينك.. تحرر وحرر عقلك وقل كلمة الحق، فالزمن والظروف قد تغيرت تماماً؛ والعيش في الماضي لن يفيدك، ولن يمنحك الحصانة الحضارية أبداً… وفر غضبك، وفكر بعدوك الأساسي: بالأسديين الذين قتلوك وسجنوك وعذبوك وهجروك؛ بالصهاينة الذين يهينون أبناء جلدتك وينتهكون حرمات المسجد الأقصى في كل مناسبة؛ بالإيرانيين الذين دمروا نصف بلداننا عن طريق وكلاء الولي الفقيه الطائفيين؛ فكر بالروس الذين قتلوا أكثر من 200 ألف شيشاني ودمروا مدناً بأكملها في سوريا؛ فكر بالصينيين الذين يضعون شعباً مسلماً بكامله في معسكرات شبه اعتقالية…

هناك سوء فهم واعٍ وهناك سوء فهم غير واعٍ؛ وعلينا تشجيع الناس المغبونين والمتغابين على التوقف للحظة والتفكير؛ كيلا يتحولوا يوماً ما إلى أفراد في قطيع كبير، كبير جداً، يقوده أحد الرعاة بعصاه أو بصراخه؛ لأن الاستثمار في المستنقع الديني لن يفيد أحداً؛ و”أنت لن تحصي القتلى، عندما يكون الله من جهتك” – حسبما يقول بوب ديلان في قصيدته “الطريق إلى الله”!

——————————————–

علي حافظ

المنشورات ذات الصلة