الناس نيوز – فواز خيو
منذ وعيت ، وأنا أحلم أن تكون سوريا الأولى عالميا في أي قضية .
دفعنا على الرياضة بقدر ما دفعنا على وزارة الدفاع ، وبقيت عقدتنا زمنا الكويت ومن ثم إيران والعراق وأستراليا وغيرها ، فما بالنا باليابان وغيرها ولم نترشح مرة للكأس ، ولدينا محللون رياضيون بعدد سكان البرازيل والأرجنتين .
في كل الرياضات فشلنا ، سوى غادة شعاع أخذت جائزة دولية لأنها وصلت وتدربت بشكل فردي .
في الاقتصاد لدينا محللون وخبراء اقتصاديون بعدد سكان ألمانيا ، وخسرت الليرة 50 ضعفا من قيمتها رغم كل الثروات والتصريحات المخملية .
ما أجملنا في التصريحات وما أبشعنا بالعمل .
كم تحدث المسؤولون عن الشفافية ، وحدهن الراقصات طبقن مبدأ الشفافية .
كم تحصل الانتخابات بأنواعها وعلى أساس أن الست نزيهة ستكون هي سيدة الانتخابات والمشرفة عليها ، وتغيب السيدة نزيهة ولا ندري أين تقضي وقتها ، ولا تقدم مبررا لغيابها ، ربما مع حبيبها السيد نزيه .
في التنمية لدينا ألف نظرية ولم ننمِّ سوى ثقافة الوكيل الحصري و الفساد والسمسرة وتهريب المال وتفريغ البلد من مصادر قوته .
في التعليم كانت جامعاتنا معترفا بها ، وكانت جامعة دمشق من أهم مراكز التنوير في العالم العربي ، والآن حدث ولا حرج .
في كل شيء تقدمنا بشكل مضطرد إلى الوراء ، شو يعني مضطرد ؟
واختلطت مقدماتنا بمؤخراتنا ، ومن يرانا لا يعرف إذا كنا ذاهبين أو مقبلين ،
وظل الحلم بتحقيق مركز متقدم دوليا يرتفع على منصته علم سوريا ، صاحبة أول حضارة على وجه الأرض ؛
أخيرا تحقق الحلم ورغما عن الجميع انتزعنا المرتبة الأولى عالميا من أمام موزامبيق والصومال وغيرها ، لكن في الفقر .
نعم السوري الذي أغنى العالم بكل سبل الحياة ، صار يقتات على أبسط سبل الحياة .
ربما حكومتنا تقية ، وتريد نشر التصوف والتقوى كي تسجل إنجازها الأهم وهو أننا سندخل الجنة بسببها ، ولا أستبعد أن يكونوا قد أصبحت الآخرة ضمن تعهداتهم ، وأن يكون الوكيل الحصري هو من يتولى توريد تجهيزاتها .
ونرجو من الله أن لا يجمعنا بها في الآخرة ، ويأتي فرزنا في مكان آخر ،
حتى لو كانت هي في الجنة .