دمشق – الناس نيوز ::
هدد النظام في سوريا بإبادة أهالي جبل العرب وإحراق محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية جنوب سوريا، على خلفية الانتفاضة التي اقتحم خلالها المئات من المتظاهرين الغاضبين من تدهور الأوضاع الاقتصادية والناقمين على نظام الأسد، مبنى محافظة السويداء وأحرقوه ومزقوا صور بشار الأسد مرددين هتافات تطالب بإسقاط النظام في ظل ارتفاع الأسعار والصعوبات الاقتصادية التي يواجهونها.
وفي لقاء لـ”القدس العربي” مع ليث البلعوس نجل مؤسس حركة “رجال الكرامة” الشيخ وحيد البلعوس، حول انتفاضة السويداء ومآلات التصعيد والتوتر التي تشهدها المحافظة، وموقفهم كفصيل مسلح من النظام السوري قال البلعوس إن “القادم قاتم، والثورة في السويداء هي ثورة سياسية ضد الطغمة الحاكمة التي تعمل بشكل طائفي” لافتاً إلى أنه تلقى تهديداً مباشراً من قبل مدير إدارة المخابرات الجوية اللواء غسان إسماعيل فكان الحوار التالي:
ما هي مآلات التصعيد ومن هي الجهات المسؤولة عن إيصال السويداء إلى حالة الاحتقان هذه؟
حالة الاحتقان في محافظة السويداء بدأت عام 2018 إبان هجوم تنظيم داعش على المنطقة، حيث تغيرت موازين كثيرة، ومن كان مؤيداً للنظام انقلب موقفه واستفاق من حالته، وبلغت حالة الاحتقان ذروتها 2022.
ماذا تسمي هبة السويداء بوجه الظلم؟ وما هو توصيفكم للمشهد؟
من يتهم أهل الجبل بأن ثورتهم ثورة جياع، فأقول له: غير صحيح، فمنذ عام 2012 تطوع مع الشيخ الوالد وحيد البلعوس 3000 مسلح جميعهم مع الثورة، ضد بشار الأسد، فالثورة ثورة سياسية تبدأ بمطالب الناس ومطالب اقتصادية وتنتهي بمطالب سياسية، أما بالنسبة للنظام السوري، فهو اليوم خالي الوفاض من المطالب السياسية والاقتصادية، ولا يملك لا اقتصاداً يقدمه ولا حلاً سياسياً، وبالطبع سوف يرد على انتفاضة أهالي السويداء بالحديد والنار… ففاقد الشيء لا يعطيه.
إلى أين تسير السويداء، وكيف تقيمون موقف النظام السوري، خاصة بعدما سرّب ناشطون مقطعاً مصوراً يظهر محافظ السويداء بسام بارسيك، وهو يهدد وفداً من وجهاء المدينة بقمع أي تصعيد شعبي؟
الآتي قاتم حسب الواقع الذي نراه على أرض الواقع، ولمن يقرأ ما بين السطور فالوضع بالجبل لا يحمد عقباه، لأن النظام السوري لا يملك أي حل اقتصادي أو سياسي، فهو يريد جر المنطقة إلى الصدام المسلح.
موقف النظام موقف طائفي، الجماعة تعمل بشكل طائفي، هددنا بشكل علني وصريح بسبب الانتفاضة القائمة في السويداء وقال فعسنا بقلب 20 مليون سُني ومش عاجزين عنكن يا دروز.
موقف إجرام، لا يملك النظام السوري إلا دبابة وطيارة، أما تهديد المحافظ لأهالي السويداء ضمن اجتماع داخل مبنى المحافظة، فينم عن خلفية النظام ورجالاته الطائفية، لا يحترمون لا الدين ولا العرق ولا الطائفة ولا المجتمع المدني ولا الله تعالى، ولسان حالهم يقول “قتلنا 20 مليون سني، ومصيركم يا دروز لن يكون أفضل حالاً من مصيرهم.. وين المشكلة؟”.
هل دخلت أي جهات او أطراف للوساطة والتهدئة؟
لا توجد أي جهة للوساطة أو التهدئة، لأن النظام متعنت برأيه، ويعتبر أن أهالي السويداء جماعة خارجة عن القانون، ودمهم حلال ولا بد من تعليق المشانق لهم بسبب تطاولهم على “رموز الوطن”، ومن هي هذه الرموز؟ رموز يختصرونها ببشار الأسد.
من هي الجهات المسؤولة عن إيصال السويداء إلى هذه الحالة من التصعيد؟
النظام وأجهزة المخابرات مع وجود يد داخلية من أبناء الطائفة، هم وراء الاحتقان والتوتر في الجبل، وهم وراء تفاقم الوضع، ومعروف الوضع على مستوى سوريا، والسويداء عود من حزمة فالوضع مكشوف للجميع، كما أنه معلوم للجميع من له المصلحة في الوصول إلى مرحلة الصدام مع الشعب، لتوجيه رسالة مفادها أن الشعب عبارة عن خارجين عن القانون، ثم يضع نفسه موضع الدفاع عن الذات.
كيف تنظرون لمواقف السوريين الداعمين لكم داخل البلاد وخارجها؟
نحن نشكر كل حر شريف قلبه على بلده، الشعب السوري شعب حر موحد، ولديه الكرامة، وأي موقف فيه كرامة سوف يتحرك له الشعب السوري.
والسويداء وجبل العرب يقفان منذ الأزل ضد الظلم، والسلطان باشا الأطرش عندما أسر ضيفه قام وحرق مضافته، قام لكرامة الناس وأهله ووطنه، وانتهى الأمر بالثورة السورية الكبرى. ونحن نرفض التعدي على الكرامة والتعدي على الحرمات، والوقوف بوجه الظلم ليس غريباً على أهل السويداء، والآن أهالي جبل العرب يعيدون تاريخ أهلهم وأجدادهم وأمجادهم، ونقف قلبًا وقالبًا مع مطالب الشعب وعند كرامة أهلنا بكل أطيافهم وطوائفهم وسنقف لآخر نفس موقف عز وكرامة.