د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز :
الإرادة هي القوة الحقيقية التي لا تتم الأعمال العظيمة دونها.
والعزيمة هي الروح. قال ذلك أرثر شوبنهاور.
الفنانة التشكيلية السورية قيم طلاع جمعت بين الإرادة والعزيمة. اختطت في لوحاتها ملامح تجربة فنية امتدت من كلية الفنون الجميلة في دمشق إلى مدرسة الفنون العليا في ستراسبورغ الفرنسية، مرورا بمصر وإيطاليا وألمانيا. تجربة تحدثت عن حروب ما زالت نيرانها مشتعلة و تحدثت عن ربيع لم يكتمل. في ستراسبورغ التقت جريدة الناس نيوز الأسترالية الإلكترونية بالفنانة التشكيلية السورية قيم طلاع التي أنجزت رسالتها العلمية في الفن التشكيلي بتخصص ” اللوحة الفنية” بإشراف الفرنسيين آن برتران و ماتيو بوازادن.
- الأسس النظرية والتطبيقية لرسالتك العلمية ؟
الرسالة هي نتيجة لبحثي العملي في مرسمي وأيضا من خلال دراسات تعتمد الجانب النظري في تاريخ الفن المعاصر و أبحاث في النقد الفني عن أعمال فنية وتجارب الفنانين العالميين على سبيل المثال عملت بحث في اعمال الفنان الأمريكي فيليب غوستن إنه يعمل بين التجريد والرسم ، وعمله أعطاني الشجاعة والرغبة في الرسم بطريقة مغايرة . لذا بدأت في رسم لوحات بأحجام كبيرة ، تميل إلى التجريد ، حاولت العمل مع ضربات فرشاة عفوية ، بدون تفاصيل كثيرة ، أدع مشاعري تظهر . - الفنان التشكيلي يتأثر كثيرا بالمدارس والاتجاهات الفنية والرسامين، والأحداث التي مر بها وعاصرها، ولابد أن هناك تأثيرا من ذلك في مسيرتك التشكيلية ؟
بكل تأكيد، أولا : أنا أعتمد على ذاكرتي على رحلتي و تجربتي الفنية من سوريا والآثار التي تركتها في ذاكرتي كالحرب و العنف .. ثم المرور بمصر ، ثم إيطاليا و ألمانيا ثم مدرسة الفنون العليا في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، مع أبحاثي لسياق الفن المعاصر كل ذلك يطور و يغذي عملي الفني و تفكيري النظري .
ثانيا : تأثرت بأعمال الفنان الفرنسي كريستيان بولتانسكي حيث قمت ببحث حول بولتانسكي بعنوان (الناس) وهو بحث عن تاريخ الفنان و ذكرياته. كذلك أعمال الفنان البلجيكي لوك تويمانز أثرت علي كثيرًا، وهو مؤسس فن التشخيص خارج المألوف . نحن لا نخمن عن ماذا تدور موضوعات تويمانز عندما ننظر إلى اللوحة ، لكننا نفهم ما الذي تتحدث عنه متى قرأنا العنوان .
السياسة في لوحات قيم طلاع ؟
أعبر عنها في لوحات رمزية عن الثورة وعن موت الربيع العربي. الوضع الراهن في الوطن العربي والحرب التي لم تنته بعد ،
نتيجة هذه الثورة.
الشئ الأهم والإضافة في أبحاث ستراسبورغ ؟
يتغير عملي ويتأثر بأبحاثي . أنا بدأت أتعلم كيفية نقد الأعمال الفنية على وجه التحديد المعاصر منها ، هذا هو أهم شيء فعلته خلال سنواتي الثلاث في المدرسة العليا للفنون الراين في ستراسبورغ.
الألوان لغة، كيف تختارين مفرداتها ؟
بالنسبة لي تبدو اللوحة بألوان أقل سياسية أكثر ، وتبدو الفكرة أوضح، عند العمل مع ألوان أقل ومع مجموعة لونية محدودة من الرماديات ظلال رمادية دافئة وباردة ، وأسود مزرق أكثر أو أقل. كما درست النقش ، عملت كثيرًا بالأبيض والأسود. اخترت للعمل على تباين الألوان لأن أفكاري تبدو أوضح بالنسبة لي
الفن رسالة ، ماذا تحكي لوحات قيم طلاع ؟
عندما رسمت لوحاتي ، فكرت كثيرًا في التربية المكثفة ، عن بشاعة التعذيب ، عن إبادة الانسان لصالح أيديولوجية سياسية … هذا هو عنوان لوحاتي الأخيرة. عما يمر به الشعب السوري. يموت الناس في بلدي تبتلعهم آلة الحرب يتم التضحية بهم. لوحاتي مشاهد من ذكرياتي عن الحرب في سوريا وانتقالي إلى القاهرة ، هناك لم أعِش أفضل بكثير مما كنت عليه في دمشق ، دمرت الحياة اليومية في مصر بنفس القدر.