واشنطن – الناس نيوز :
صوت أكثر من عشرة ملايين ناخب أميركي عبر البريد حتى الآن لانتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، لكن عشرات الالاف من بطاقات الاقتراع في ولايتي أوهايو ونيويورك تحمل أسماء خاطئة لمرشحين أو ناخبين، بينما ألقيت بطاقات أخرى في سلات المهملات وأطلقت عشرات الدعاوى في القضاء.
وعلى الرغم من العقبات والجدل وقبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية، يتسع نطاق التصويت بالمراسلة بسبب وباء كوفيد-19.
ولا يكف الرئيس دونالد ترامب عن التحذير من أن إرسال بطاقات التصويت بالبريد سيؤدي إلى “عمليات تزوير حجمها غير مسبوق”.
وكتب في تغريدة على تويتر الجمعة “خارجة عن السيطرة. انتخابات مزورة”، بعدما قرأ أن بطاقات سيئة أرسلت إلى خمسين ألفا من سكان مدينة كولومبوس في أوهايو الولاية الاسمة لترامب إذا كان يريد البقاء في منصبه.
وقالت وكالة ( أ ف ب ) حتى الآن، صوت أكثر من عشرة ملايين أميركي للانتخابات الرئاسية التي ستجر الشهر المقبل، بالمراسلة أو بالاقتراع المبكر. ويؤد كد العديد من الخبراء أن الأمور تسير بشكل عادل حتى الآن.
واعترف كيفن كوسار الخبير في السياسة في مركز “اميريكان انتربرايز اينستيتيوت” بأن “أخطاء التنفيذ لا يمكن تجنبها طوال العملية”. واضاف أن “النبأ السار هو أن هذه الأخطاء يتم كشفها بسرعة”.
ويؤكد خبراء آخرون أن التصويت بالمراسلة برهن على أمانته في النظام الانتخابي الأميركي منذ سنوات.
وسعى مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) كريستوفر راي في أيلول/سبتمبر إلى طمأنة الأميركيين في إفادة أدلى بها أمام لجنة في مجلس الشيوخ. وقال “لم نشهد يوما خلال التاريخ، عملا منسقا لتزوير انتخابي خلال انتخابات كبرى، بالمراسلة أو غيرها”.
– انتخابات تمهيدية فوضوية –
أرسلت أو طلبت حوالى 75 مليون بطاقة اقتراع بالمراسلة حتى الآن للانتخابات الرئاسية ل2020، أي أكثر من ضعف عددها الذي بلغ 33 مليونا في 2016.
لكن المشاكل من التأخر في طباعة وإرسال البطاقات إلى الأخطاء في الوجهات وشهادات كثيرين قالوا إنهم تسلموا أكثر من بطاقة واحدة، أثارت شكوكا في النظام.
وتزايد القلق مع تجرية الانتخابات التمهيدية التي جرى بعضها في أجواء من الفوضى قبل ذلك هذه السنة، خصوصا في ولايتي نيويورك وويسكونسن.
في هاتين الولايتين لم يتلق عشرات الناخبين البطاقات الثمينة أو تأخرت في الوصول ما منعهم من التصويت. من جهة أخرى، لم تضع خدمات البريد الأختام التي تثبت صلاحية البطاقات على الكثير منها.
وقالت أمبر ماكرينولدز المسؤولة في مركز “ناشونال فوت آت هوم اينستيتيوت” إن حجم الأخطاء مبالغ فيه بسبب “الحساسية الكبيرة” لانتخابات 2020. واضافت أن “الأخطاء لم تحدث على نطاق واسع”. وأوضحت أن “الانتخابات المثالية لا وجود لها”.
وتابعت “أعتقد أن هناك مزيدا من المشاكل مع التصويت الشخصي”، مشيرة إلى صفوف الانتظار الطويلة أمام مراكز التصويت وتعطل الأجهزة الذي يشكل مصدر قلق في كل الانتخابات في الولايات المتحدة.
– ملاحقات قضائية –
يتوقع أن تحدث مشاكل أخرى في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.
فقد ذكرت ماكرينولدز أن ثلاث ولايات اساسية يمكن أن تحسم نتيجة الاقتراع – ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغن – لم تحدد وقتا كافيا للمهام التي يترتب القيام بها من فرز الأصوات والتدقيق في ملايين بطاقات التصويت بالمراسلة واحتسابها.
أما كوسار فيشعر بالقلق من مئات الدعاوى التي يمكن أن ترفع في القضاء. فقد حاول حلفاء الجمهوري دونالد ترامب الحد من إمكانيات التصويت بالمراسلة، إذ إن الدراسات كشفت أن طريقة التصويت هذه يميل إليها الديموقراطيون أكثر من الجمهوريين.
في كارولاينا الجنوبية، حصل قانونيون جمهوريون على قرار من قاض ينص على أن يكون ظرف بطاقة التصويت موقعا من قبل شهود إلى جانب الناخب.
وأخيرا، يمكن أن تصبح مسألة البطاقات غير الصالحة أساسية.
فقد شهدت الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2000 التباسا كبيرا في ولاية فلوريدا وحسمت المحكمة العليا في نهاية المطاف النتيجة لمصلحة جورج بوش على حساب آل غور. فقد رفض القضاة إعادة تعداد، ما سمح لبوش بأن يبقى متقدما بفارق… 537 صوتا.