كانبيرا – الناس نيوز ::
تواجه التغيرات المناخية في أستراليا تحديًا جديدًا مع إعطاء الحكومة الفيدرالية الضوء الأخضر لبناء أول منجم فحم في البلاد منذ انتخابها العام الماضي.
وتتعرّض الحكومة لانتقادات شديدة من نشطاء البيئة الأستراليين، إذ تأتي هذه الخطوة مخالفة لمستهدفات خفض الانبعاثات الكربونية للبلاد بحلول عام 2030، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المُقرر أن ينتج المنجم الجديد 2.5 مليون طن من الفحم خلال 5 سنوات، بحسب ما نشرته بي بي سي.
وأعطت الحكومة الضوء الأخضر لتكوير منجم فحم “إيزاك ريفر” في حوض بوين بالقرب من مدينة مورانبا -التي يعتمد اقتصادها على تعدين الفحم- الواقعة في ولاية كوينزلاند.
وتطوّر المنجم الجديد شركة “بوين كوينغ كول” بجوار 5 مناجم فحم أخرى، وهو ما يُعدّ تحديًا كبيرًا لملف التغيرات المناخية في أستراليا.
ومن المتوقع أن ينتج المنجم الجديد نحو 500 ألف طن سنويًا من الفحم المعدني لمدة 5 سنوات، بحسب ما نشرته صحيفة الغارديان.
والفحم المعدني أو فحم الكوك هو الفحم المستعمل في صناعة الصلب.
وتدرس وزارة البيئة الأسترالية نقل 3 مشروعات أخرى إلى المرحلة التالية من عملية التقييم، اثنان من هذه المشروعات موجودان في ولاية نيو ساوث ويلز، والثالث في ولاية كوينزلاند.
وتُعد المناجم الـ3 ضمن مجموعة من 19 مشروعًا جديدًا مقترحًا للفحم والغاز، كانت قد رُفضت بسبب الانبعاثات الكربونية المحتملة منها، وتداعياتها على التغيرات المناخية في أستراليا.
وقال معهد أستراليا، إنه على الرغم من كون “إيزاك ريفر” منجمًا صغيرًا -مقارنة بالمناجم الأخرى في الولاية- فإن إنتاجه من غازات الاحتباس الحراري طوال مدة تشغيله قد يصل إلى قرابة 7 ملايين طن.
وفي هذا السياق، دعا نشطاء حماية البيئة إلى عرقلة المشروع الجديد، الذي يؤدي دورًا كبيرًا في التغيرات المناخية في أستراليا.
وأصدروا بيانات عامة، مطالبين فيها وزيرة البيئة الأسترالية، تانيا بليبرسك، برفض المشروع.
وقال النشطاء في بيانهم: “لا ينبغي المضي قدمًا في تطوير مشروعات جديدة للوقود الأحفوري في ضوء المستهدفات العالمية لخفض درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية”.
وأوضحوا أن مثل هذه المشروعات تضر بالحيوانات المهددة بالانقراض، مثل حيوان الكوالا وثعابين الزينة وغيرها.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيئة في حزب الخضر، سارة هانسون يونغ، إن القرار أظهر الحاجة إلى إصلاح قوانين البيئة الأسترالية، وسلط الضوء على عدم القدرة على تقييم الانبعاثات التي تسببها المشروعات الملوثة.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الأسترالية، إن الحكومة راعت الالتزام بالقوانين الوطنية في مجال البيئة عند دراسة منح تصريح تشغيل منجم فحم “إيزاك ريفر”.
ومن المقرر رد شركة “بوين كوينغ كول” على أي أسئلة مقدمة بشأن أعمال تطوير منجم الفحم الجديد -قبل الموافقة عليه رسميًا- التي تكون في الغالب في غضون أشهر.
تُجدر الإشارة إلى أنه حُظر عرض واحد فقط لتطوير منجم للفحم بموجب هذه القوانين، وذلك في ضوء جهود الحكومة للحد من تأثيرات التغيرات المناخية في أستراليا.
وقالت متحدثة باسم وزيرة البيئة الأسترالية: “يتعيّن على الحكومة الفيدرالية اتخاذ قرارات وفقًا للحقائق على الأرض وقانون البيئة الوطني، وهذا ما يحدث في كل المشروعات، ومن بينها هذا المنجم الجديد”.
وكانت الحكومة قد رفضت في شهر فبراير/شباط 2023 ترخيصًا لتطوير منجم فحم لأسباب بيئية لأول مرة في التاريخ، إلا أنها على النقيض لم تراعِ الاعتبارات المناخية في منجم فحم “إيزاك ريفر”.
يأتي هذا على الرغم من أن الحكومة الفيدرالية في أستراليا، بقيادة أنتوني ألبانيز، قد حددت هدفًا قويًا لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 43% بحلول عام 2030، للحد من تأثيرات التغيرات المناخية في أستراليا.
كما تفاوضت على تحديد سقف لانبعاثات الكربون لكبرى الشركات المسببة للانبعاثات.