fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

التنوير كنتيجة للتفكير …

د. منير شحود – الناس نيوز ::

في ذروة التساؤلات والبحث عن إجابات حول قضية عامة شائكة، توصل صديقي إلى خلاصة بسيطة، بدت وكأنها خارج سياق الحديث: “الفوز في أي حوار يتوقف على القدرة على التفكير، أو بكلام آخر، إفساح المجال للعقل من أجل تقليب أوجه المشكلة والغوص عميقاً في ماهيتها بحرية وتأنٍّ، لا إضاعة الوقت في الجدال حول إحدى سماتها المختلف عليها، وهو ما يجب تركه للحياة والزمن من أجل حلّ المجاهيل على نار هادئة”. وكم يبدو هذا الرأي مناقضاً لما كنا نطمح إليه بسذاجة منذ عقود، تغيير العالم بأسرع ما يمكن!

عند هذه النقطة لم أعد راغباً في استمرار الحوار مع صديقي بالطريقة التي فعلتها من قبل، وشعرت بحاجة ماسة إلى التوقف وإعمال التفكير بهدوء، وكأن أرخميدس ذاته وقف فوق رأسي مردداً صرخته الشهيرة “وجدتها”. بالفعل، ماذا لو عاد كل منا إلى التفكير بعمق في مختلف القضايا التي تنكأ علينا حاضرنا، عوضاً عن تعليب أفكارنا المسبقة حولها ورشق الآخرين بها؟ .

كانت النخب الأوروبية في عصر التنوير قد اختارت التفكير سبيلاً للحوار حول القضايا التي أوصلت أوروبا وحضارتها إلى ما هي عليه الآن، من خلال التركيز على ما يعيق التقدم في كافة الميادين، في الفلسفة والأخلاق والعلوم الفيزيائية، ولم تكن إنجازات الماضي الإغريقي والروماني سوى حوافز ملهمة للارتقاء.

وحتى المسيحية تم “تعديلها” لوثرياً لتناسب النهضة الرأسمالية – البرجوازية، التي انتعشت في فضاء الفكر الحر (الليبرالي) الذي امتص حتى ثقافة الفايكينغ الدموية وهذبها، مثلما واجه بنجاح تلك الانحرافات العقائدية التي انبثقت من سيرورته المعقدة في القرن العشرين، كالماركسية السوفياتية والفاشية والنازية، ولو بعد أن دفعت الشعوب الأوروبية ثمناً باهظاً للتخلص منها. ومازال الفكر الليبرالي يتقلص ويتمدد ويتعدّل، كحاضن للحضارة الحديثة، ومعبرٍ عن إنجازاتها وأزماتها في آنٍ معاً.

قد تبدو الدعوة إلى اعتماد التفكير، كبديل للنقل واجترار الأفكار، كلاسيكية جداً، وقد نادى بها ديكارت بتكثيف لافت منذ قرون في مقولته الشهيرة، “أنا أفكر إذن أنا موجود”، لكن مشروعيتها في بلداننا ما تزال قائمة، لا بل أنها تعدُّ أساسية من أجل بدايات تنويرية قادرة على البقاء، وليس مجرد براعم مستوردة لا تلبث أن تذبل في صحرائنا العقلية، ذلك لأننا لم نفارق بعدُ نقطة الانطلاق التنويرية الخجولة في بداية القرن الماضي، وما زالت ثقافتنا تدور حول التبرير والتمترس وتقديس ثقافة السلف، الثقافة التي تآكلت بفعل الزمن والتواتر والتكرار والمماحكات العُصابية العقيمة، ولكننا نأبى تجاوزها.

يعني التفكير، بإيجاز شديد، فتح باب التساؤل على مصراعيه، وإخراج القضايا العامة من قفص الحقائق، واعتبارها ظواهر متغيرة باستمرار. فالتساؤلات هي المقدمة الضرورية لنمو أجنة الإجابات واكتمالها مع مرور الوقت. كما يعني التفكير بأن ثمة أفكاراً يمكن مشاركتها مع أفكارٍ يبثها أشخاص آخرون اختاروا هم أيضاً التفكير كنمط للحوار. الحوار الذي لم يعد يحتاج إلى فيزيائية الحضور، ويمكن لكل مهتم أن يعيد صياغة الأفكار بما يساهم في إغناء تفكيره وإغناء الأفكار ذاتها، عبر فضاء معرفي لا تحده حدود.

هنا يكمن الفرق بين الحوار القائم على التفكير وبين الجدال الأيديولوجي أو العقائدي. فالأخير لا يمكن أن يكون هادئاً وهو يستعجل النتيجة لصالحه، بما يشبه لعبة الملاكمة أو المصارعة، ونهايته في كل الأحوال مجرد هدنة، وهو يسم الحوارات السياسية التي لم تهذبها الديمقراطية بعدُ. والأمر يتعلق بنسبة الحوارات الفكرية إلى مثيلتها العقائدية، وهنا يبدو الخلل الكبير في مجتمعاتنا التي اعتادت نخبها النقل والجمع والتصنيف، عوضاً عن إعمال العقل في كل جزئية وتفصيل.

لنأخذ مفهوم الأخلاق كثقافة وعلاقتها بتطور المجتمع، وكيف تمت أنسنتها وعولمتها عند الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، كتأسيس تنويري. فقد حدد كانط الواجب الأخلاقي للإنسان الاجتماعي بالتصرف العقلاني، بحيث يمكن أن يندرج الهدف الخاص للفرد في إطار تتقارب فيه تصرفات البشر العقلانية وتلتقي، من خلال التعامل الإنساني مع الآخر كغاية وليس كمصلحة، فيصبح من الممكن الجمع بين المصلحة الخاصة ومصلحة الآخرين وتفاعلهما إيجابياً.

لقد وطّن كانط الأخلاق لتصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصية الفرد، ولم تعد معطى خارجياً أو دينياً وحسب، وغاص داخل النفس الإنسانية لاكتشاف نزعاتها الإيجابية التي يمكن أن تتواءم مع الآخر، فأغنت أفكاره مفهوم الحقوق والواجبات في دساتير الدول الديمقراطية الحديثة.

من جهتنا، على العموم، ما نزال نفتقد لمثل هذا التأسيس الأخلاقي، وما زالت أخلاق”نا” تقوم على عادات وتقاليد وعصبيات متوارثة.

لكن الأحداث السياسية في العقد الأخير هزت البنى الثقافية لمجتمعاتنا بقوة، في فضاء مفتوح يعجُّ بمختلف وسائل التواصل، فلم يعد بوسع فرد أو نخبة أن تعمم رأياً بسهولة، ولو أن بقايا ثقافة الامتثال والخضوع المعمّدة بجهل مديد ما تزال صامدة كجزر منفصلة هنا وهناك، لكنها انتقلت من الهجوم إلى الدفاع عن نفسها في مواجهة آليات التفكير التي لا تعترف بالحقائق المعلبة، فهي تصرُّ على إبقاء ثقافة الامتثال حيةً من أجل إعادة إنتاج نمط معرفي أحادي يتسلق عليه المستبدون بسهولة.

قد تبقى الصورة غائمة ومحيرة وسط كل هذه الفوضى المعرفية، إلى أن يحصل الانتظام المعرفي تدريجياً، كسيرورة طبيعية وبشرية لن نكون بعيدين عن قوانينها في نهاية المطاف.

المنشورات ذات الصلة