ملبورن – الناس نيوز :
مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري، تلقت المواطنة هارميت بيدي، إخطاراً من وزارة الصحة، يفيد بأن ابنتها بانيت البالغة من العمر خمس سنوات، قد أصيبت بفيروس كورونا في مركز رعاية الأطفال بالقرب من سكنهم في هيوم، القريبة من ملبورن في مقاطعة فيكتوريا، وتم إبلاغ العائلة أنهم بحاجة للالتزام بالحجر الصحي.
يحاول موقع “The Age”، تسليط الضوء على الجانب الاجتماعي للسكان الذين خضعوا لفترات طويلة من الحجر الصحي، حيث توسعت بقعة الإصابة في المركز المذكور مع إصابة المزيد من الموظفين والأطفال والآباء المرتبطين بمركز رعاية الأطفال، ليتم بعدها تمديد الحجر الصحي لمدة 14 يوماً.
تقول بيدي: “الفيروس في كل مكان حولنا”. “تشعر أنك مستهدف به، نشعر وكأننا قد تُركنا لندافع عن أنفسنا هنا”.
حالة بيدي النفسية والاجتماعية متشابهة مع بقية من خضع للعزل في المدينة، لكنهم من بين عشرات الآلاف من العائلات في مدينة هيوم، الذين خالطوا مصابين بالفيروس، وأجبروا على العزل الصحي، إما مخالطة حالات إيجابية أو على اتصال وثيق بهم.
وتتابع السيدة بيدي حديثها لموقع “The Age”: “ليس لدينا أي فكرة عن موعد السماح لنا بمغادرة منزلنا، ولكن حتى عندما يُسمح لنا بالمغادرة، هناك شعور بالانتظار بعصبية حتى يتم إخبارك أنك كنت في موقع تم رصد حالات تفشي بالفيروس أيضا”.
ويتابع موقع “The Age” رصد حياة الناس الاجتماعية عبر معايشة يوم مع طبيب يعمل في مركز لمساعدة مصابي كورونا، حيث يتوجه الطبيب في صباح يوم الجمعة لمساعدة العشرات من الفيكتوريين البالغ عددهم 46، الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي في العناية المركزة، جلهم من الجالية العربية يقطنون في الضاحية الشمالية للمدينة.
وشبه الطبيب المشاهد التي تواجه الأطباء في وحدة العناية المركزة بفيلم رعب. حيث يكون الجميع صغاراً وكباراً في حالة غيبوبة، ومربوطون بأجهزة التنفس، ووظائفهم العضوية شبه متوقفة.
ويتابع الطبيب: “هذه ليست مبالغة، إنها كارثة، هم أبناء بلدنا. لم يتم تطعيم أي منهم، الأرقام مرشحة للارتفاع ما لم نعمل معا بشكل حقيقي لكبح كورونا، ما يقرب من 60% من جناح العناية المركزة في مستشفى أوستن يشغلها مرضى يتحدثون العربية، وهو وضع لم يره الأطباء في أستراليا من قبل”.
وتظاهر المئات في مدينة ملبورن بعد أن أوقفت السلطات العمل في مواقع بناء في المدينة لمدة أسبوعين، بدعوى أن التنقل المتكرر للعمال يتسبب في انتشار فيروس كورونا في المناطق الإقليمية.
ويأتي قرار وقف أنشطة البناء بعد أن تحولت احتجاجات مناهضة للقاح إلى أعمال عنف، وتطلب حكومة ولاية فيكتوريا من جميع عمال البناء الحصول على جرعة لقاح واحدة على الأقل بحلول نهاية هذا الأسبوع.
وقال وزير الصحة في الولاية مارتن فولي للصحفيين: “لم يكن أمام فريق الصحة العامة أي خيار سوى الضغط على زر الإيقاف المؤقت، ومواصلة العمل مع القطاع خلال الأسبوعين المقبلين لتحسين سبل الامتثال وإبطاء انتشار الفيروس”.
وسيؤدي الإغلاق القسري لمواقع البناء إلى تراجع النشاط الاقتصادي في البلاد، حيث يرى بعض الاقتصاديين أن تمديد الإغلاق قد يدفع الاقتصاد الأسترالي البالغ 2 تريليون دولار أسترالي للدخول في ثاني مرحلة من الركود خلال عامين.
وأغلقت أستراليا مدينتي سيدني وملبورن، أكبر مدينتين بالبلاد، وكلك العاصمة كانبيرا للحد من انتشار سلالة دلتا شديدة العدوى. لكن هذه القيود الصارمة أدت إلى اندلاع مسيرات مناهضة للإغلاق، حيث اعتقلت الشرطة المئات في المدينتين خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وجرى تسجيل ما مجموعة 603 حالات إصابة جديدة في فيكتوريا، وهو أكبر ارتفاع يومي في هذا العام متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 567 والمسجل في اليوم السابق، وتم تسجيل حالة وفاة جديدة.
وسجلت ولاية نيو ساوث ويلز 1022 إصابة جديدة معظمها في سيدني عاصمة الولاية ارتفاعاً من 935، كما سجلت 10 وفيات.