القاهرة – الناس نيوز :
عقدت كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأميركية بالقاهرة يوم الإثنين في 22 تشرين الثاني/أكتوبر 2021 ندوة عبر الإنترنت بعنوان “الأزمتان السورية واللبنانية في مرآة” كجزء من سلسلة محاضرات حوار التحرير.
وتناولت الندوة التي حضرها مراسل جريدة “الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية في القاهرة، الأزمتين السورية واللبنانية والتحديات التي تواجه عودة نهضتهما ومدى الارتباط بعضهما ببعض،.
وتحدث في المحاضرة كل من الأساتذة: سمير العيطة رئيس منتدى الاقتصاديين العرب ورئيس التحرير السابق لجريدة لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية، وناصيف حتّي الدبلوماسي اللبناني ووزير خارجية لبنان الأسبق، ورمزي عز الدين رمزي، السفير المصري والمساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة ونائب المبعوث الخاص لسوريا.
وقد أدار الحوار الدكتور نبيل فهمي، العميد المؤسس لكلية الشؤون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ووزير خارجية مصر الأسبق.
الانهيار المالي اللبناني
تحدث سمير العيطة عن الترابط في مرآة بين الأزمات الاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة في البلدين، رغم اختلاف آليّاتهما. فالانهيار المالي اللبناني أدّى إلى انهيار سعر الصرف الليرة السوريّة أكثر من ثماني سنوات من الحرب.
كما أنّ السلطة القائمة في كلا البلدين قد أضعفت مؤسسات الدولة إلى درجة الهشاشة لصالح الطائفية والعشائرية والمناطقيّة، وكذلك منعت أيّة قدرة على التغيير.
وبنيت السياسات العامة على تهجير كفاءات البلدين، بحيث أضحى كلا البلدين يعتاشان على تحويلات خارجيّة تؤمن القطع الأجنبي.
كما تحدّث عن المدى الكبير للتغلغل الخارجي في مصائر البلدين، ومدى تدخّل هذا الخارج في تفاصيل حياتهما الاجتماعيّة والسياسيّة الداخلية.
ما يدفع لضرورة إنتاج عقد اجتماعي جديد بين المجتمع والدولة والسلطة. وهذا صعبٌ جداً في الوضع الراهن للبلدين. وكذلك لضرورة إعادة خلق دورة اقتصادية ناجعة لتأمين القدرة على إعادة الاعمار.
وأعطى ناصيف حتّي لمحة عن التاريخ السياسي في لبنان الذي رسم ملامح الوضع الحالي من تجاذبات سياسية مختلفة وتحدث رمزي عز الدين رمزي عن التدخل التركي الإيراني والوجود الأميركي الروسي الذي يؤدّي إلى تأجيج المشكلة في الشرق الأوسط.
وشدد رمزي رمزي على الدور العربي ( سيطرة للدور الإيراني وغير الإيراني … ) للخروج من أزمة كلا البلدين وقال: “دون وجود دور رئيسي عربي في سوريا ولبنان لن يكون هناك حل مستدام في سوريا ولبنان خلال المرحلة القادمة، وبالتالي يجب اتخاذ خطوات سياسية جديّة في هذا المجال”.
وختم ناصيف حتي أن النظام السياسي في لبنان بحالة انفجار كامل لكنّه يقاوم أيّ تغير إيجابي من شأنه أن يخرج البلد من عنق الزجاجة. والانتخابات القادمة لن تغيّر من هذا الواقع .
وركز من جديد على الدور العربي لتخفيف الوجود الإيراني والتركي وغيرهما ، في سوريا والمهدّدة بنزع الصفة العربية عنها مع ظهور نزعة الاستعمارية في هذه البلدان المتربصة.
وبالتالي هناك مخاطر كبيرة في عدم انخراط العرب في المسألة السورية، إذ دونهم لا يُمكن أن يتواجد نظام جديد أكثر تمثيلاً للشعب وتطلعاته.