الجدل يضرب كأس آسيا… بطاقة حمراء تقصي العراق بعد خسارته مع “النشامى”‏

ميديا – الناس نيوز ::

شبكة ESPN الاميركية – كرة القدم دائماً مثيرة للجدل، ولكن بالنظر إلى أن هذه كانت أول بطولة لكأس آسيا يتم فيها استخدام تقنية الفار طوال البطولة، فقد كانت الأمور سلسة نسبياً حتى الآن.

‏لقد تغير كل ذلك الآن بعد لحظة كبيرة من الجدل غيرت طبيعة مباراة يوم الاثنين في دور الـ16 بين العراق والأردن – والتي انتهت في النهاية بالفوز 3-2 على العراق بعد ان نجح المنتخب العراقي من العودة بأعجوبة من الخسارة بهدف.

‏ومع ذلك، فإن الدراما والإثارة الهائلة التي رأيناها سوف تطغى بالتأكيد، ولن يكون من المستغرب أن يبكي العراق كثيرا جراء ما حصل في الأيام والأسابيع التالية.

‏في ما ثبت أنها مواجهة مؤلمة، كانت الأمور في الأصل مليئة بالحيوية قدر الإمكان وكان الأردن هو من سيتقدم مباشرة في نهاية الشوط الأول عبر جهد يزن النعيمات.

‏ما تلا ذلك بدا في البداية وكأنه سيُنظر إليه على أنه أحد أكثر احتفالات الأهداف التي لا تنسى في كأس آسيا، حيث خرج النعيمات من الملعب قبل أن يجتمع مع أربعة من زملائه الآخرين – ويجلس متربعًا خلف مقاعد البدلاء مع محاكاة عملية الأكل باليدين، كما هو شائع في أجزاء كثيرة من آسيا.

‏وأدرك سعد ناطق التعادل للعراق في الدقيقة 68، ثم أطلت شخصية الجدل المتكررة برأسها القبيح بعد ثماني دقائق.

‏بلمسة نهائية حاسمة، سيجد أيمن حسين طريقه إلى الزاوية السفلية من المرمى ليضع العراقيين في المقدمة قبل أن يتجه بعيدًا إلى محيط العلم الركنية – حيث سيؤدي نفس الاحتفال الذي قام به المنافس في الشوط الأول.

‏من السهل أن نفترض أنه فعل ذلك كرد على الأردن، لكن هذا مجرد تفسير قابل للنقض.

‏لم يقم حسين بخلع قميصه – وهو الفعل الأكثر شيوعًا الذي يؤدي إلى الحصول على بطاقة صفراء بسبب “الاحتفال المفرط” – ولم يغادر الملعب، وهو ما فعله لاعبو الأردن في الواقع.

‏لقد كان أيضًا يواجه خط التماس ولكن في موقع من الملعب حيث لم يكن من الممكن أن يكون هناك أي الجمهور الأردني في خط بصره، لذلك من الصعب أيضًا رؤية كيف يمكن أن يكون “سلوكًا غير رياضي” – وهو ما كان سيبرر أيضًا اظهار بطاقة صفراء.

‏وبالتالي، فمن المفهوم لماذا بدا حسين وبقية معسكر العراق متشككين عندما شرع الحكم علي رضا فغاني في توجيه البطاقة الصفراء نحوه، وهو ما يعني طرده، نظراً لأنه كان قد تم إنذاره بالفعل وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن أيًا من أعضاء الفريق الأردني لم يشعر بالإهانة بشكل خاص من تكرار الحسين لاحتفالهم.

‏فغاني حكم يحظى باحترام كبير ويعتبر على نطاق واسع أحد أفضل الحكام في آسيا، ويتمتع بخبرة تزيد عن عقدين من الزمن بما في ذلك نسختي 2018 و2022 من كأس العالم FIFA.

‏لقد مر بعملية تفكير شاملة قبل التوصل إلى قراره، لكنه قرار سيكون قابلاً للنقاش لأنه يبدو أنه ينبع من مسألة تفسير، وهذا هو سبب نشوء الجدل.

‏نظرًا لأنه حصل أيضًا على بطاقة صفراء ثانية وليست حمراء مباشرة، فهذا يعني أن الفار لم يتمكن من التدخل والتوصية بمراجعة القرار في حال اعتبروا قرار الحكم خطأً واضحًا او محتملاً.

‏لقد مهد هذا القرار الطريق لإنهاء المباراة بعد ان تمتع الأردن الآن بميزة عددية.

‏وعلى الرغم من جهود العراق الشجاعة، فقد استقبلوا هدف التعادل ليزن العرب في الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدل الضائع، وعندما بدا أنهم قد يعانون حقًا في الوقت الإضافي، لم تكن هناك حاجة إلى 30 دقيقة إضافية كما سيكون الأمر كذلك حيث فاجأ العراق هدف الفوز لنزار الرشدان في الدقيقة 97.

‏يستحق الأردن الثناء على الروح التي أظهرها عندما كان في الصدارة، لكن المباراة كانت ستكون مختلفة بالتأكيد لو كانت 11 مقابل 11، خاصة بالنظر إلى مدى جودة لعب حسين حتى في الجانب الدفاعي من اللعبة.

‏وبينما يتجه الأردنيون إلى لقاء ربع النهائي مع طاجيكستان، يعود العراق إلى ديارهم وسوف يعانون من شعور بالظلم، حيث شهدت النسخة الحالية من كأس آسيا أول لحظة كبيرة من الجدل.