بيروت – الناس نيوز ::
افتتح حزب الكتائب اللبنانية مؤتمره العام الـ32، في فندق “ريجنسي بالاس” في ادما، بحضور الرئيس الأسبق أمين الجميل وعقيلته واعضاء المكتب السياسي والكوادرالحزبية و400 مندوب يمثلون الكتائبيين في المؤتمر العام، اضافة الى حشد من النواب وممثلي الأحزاب وضيوف من لبنان والخارج يمثلون أحزابا منضوية مع الكتائب في تحالف حزب الشعب الأوروبي.
ووفقا لتفاصيل الاجتماع التي حضرتها مراسلة جريدة “الناس نيوز” الأسترالية في لبنان ، بدأت الجلسة الافتتاحية العلنية عند الثانية عشرة ظهرا، بالنشيدين الوطني والكتائبي، تلاهما كلمة أمين عام الحزب سيرج داغر الذي قال:”نعلن باسم الكتائب اللبنانية وفي خدمة لبنان افتتاح أعمال المؤتمر العام الثاني والثلاثين لحزب الكتائب اللبنانية”.
ورحب رئيس الحزب النائب سامي الجميّل “بكل الاصدقاء من لبنان والخارج”، شاكرا “كل الحضور من كل الكتل النيابية التي يتعاون الحزب معها”، متوجها اليهم بالقول: “وجودكم اليوم شرف لنا ككتائبيين ونتمنى ان يستمر التعاون في كل الفترة الصعبة دائما بخدمة لبنان”.
وأضاف الجميّل: “تصادف ذكرى اغتيال لقمان سليم، وبما اننا حزب الشهداء ومعارضون لهذا الاغتيال سأقرأ رسالة لقمان سليم، وهي وصية ومحاكمة قبل المحاكمة، لاننا نعرف ان المحاكمة باغتيال سليم لن تحصل وبذلك نعرف مدى الترهيب الذي يتعرض له اللبنانيون الذين يعارضون الحزب”.
وتحدث الجميّل عن “شراء أراض وتغيير ديموغرافي وضرب للمؤسسات وضرب للاعلام الحر ممنهج، انه ايضاً ضرب للسياحة في لبنان يطال اللبنانيين الاحرار”، وقال: “سنواجه هذه المحاولات جميعها ولن ننجح الا اذا كنا يداً واحدة”.
وأضاف الجميّل: “اننا لم نستطع تحقيق انسحاب جيش نظام بشار الأسد الا عندما توحّدنا في ساحة الشهداء، ولن نحافظ على لبنان الا اذا توحدنا جميعا”.
وشدد الجميّل على “أن الطبقة الحاكمة سلّمت البلد لحزب الله بحجة الدفاع عن المسيحيين، والأهم هو أن نحافظ على رسالة المؤسس الذي كان واضحا ان الكتائب هو حزب كل لبنان واللبنانيين، وان نحافظ على كلمة بيار أمين الجميّل الذي قال في ساحة الشهداء إن معركتنا هي من أجل كل اللبنانيين”.
وتابع: “ان هدفنا هو الحفاظ على حق اللبنانيين في تقرير مصيرهم. واننا في حزب الكتائب سنبقى نقول الحقيقة لان الاخطر هو اللحاق بالغرائز وادخال العالم بالكارثة الحالية”.
وقال الجميّل: “حذرنا في حزب الكتائب منذ 4 سنوات من تسليم قرار البلد وانهيار الاقتصاد والعزلة الدولية، هناك من يحاول ان يخرجنا من المعادلات الاقتصادية والديبلوماسية والسياسية، الا ان ارادة الشعب اللبناني تم التعبير عنها في ثوة الارز وثورة 17 تشرين”.
أضاف: “في ثورة الارز هناك من قال اننا ضد خروج الجيش الأسدي من لبنان، وفي ثورة 17 تشرين عندما قال الشعب اللبناني انه يريد انقاذ بلده هناك من قال نريد الحفاظ على كل هذا لتدمير ما تعرض له الشعب اللبناني، الا ان من يقف بوجه ارادة الشعب هو فريق يأخذ طائفة رهينة”. وتحدث عن “معاناة الطائفة الشيعية في المناطق حيث نفوذ حزب الله كبير”.
وتابع: “اليوم هناك دولتان على ارض لبنان الجمهورية اللبنانية مع كل من يؤمن بها من كل الطوائف، ودولة اخرى وهي الجمهورية الاسلامية لحزب الله ولكل دولة منهما تمويلها وجيشها وسياستها الخارجية. الجمهورية الاسلامية وضعت يدها على الجمهورية اللبنانية التعددية وهذا الامر مطلوب منا ان نقاومه”.
وقال: “اننا نتخبط للاسف وراء بعض الشعارات للهروب من واقع ان الجمهورية الاسلامية تقضي على روح الجمهورية اللبنانية من خلال تغيير ثقافتها وتحويلها الى ثقافة الحروب، في حين ان اللبناني يطمح للعيش وليس للموت”، مشددا على أنه “لا يمكننا الاستمرار بالتعاطي مع الاداء الديكتاتوري بطريقة تقليدية”.
اضاف: “هذا الاداء التسووي مع الجمهورية الاسلامية اوصلنا الى الكارثة اليوم من تنازل الى تنازل من تسوية الى تسوية”.
وتابع: ” أن مشكلتنا مع 14 آذار هي مع الأداء، اي اداء المسؤولين عنها الذين ذهبوا من تسوية الى تسوية وصولا الى تسليم البلد وانتخاب رئيس الجمهورية الاسلامية على رأس الدولة”.
واردف: “المطلوب تغيير الاسلوب والمساومات والتوحد كعلمانيين وطائفيين، ولكن قبل التعديل بالنظام السياسي علينا استعادة بلدنا وتحرير قراراتنا . لهذا السبب وانطلاقا من هنا ومن هذه اللحظة نقول اننا لسنا مستعدين للخضوع لارادة حزب الله في لبنان وندعو كل اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم. ونقول لحزب الله نحن غير مستعدين للاستمرار بهذا الوضع، واذا كان المطلوب الطلاق بين الجمهوريتين فليعلنها حزب الله، ولكن لن نقبل ان نعيش كمواطنين درجة ثانية ولن نخضع، سنبقى هنا وسنواجه جميعا مع بعضنا البعض”.
وقال: “الخطوة الاولى في هذا الاتجاه نعلن عنها اليوم، نعيش في فراغ رئاسي ولأشهر طويلة وقد حضرنا الجلسات ولكن غيرنا يقرر الخروج من الجلسة والمطلوب منا ان نبقى، نأتي الى المجلس وننتظر الفريق الآخر ان يتفق على مرشح واحد ليحصل على 65 صوتا”.
اضاف: “من اليوم نقول امام الرفاق والاصدقاء سنعطل الانتخابات اذا اراد الفريق الآخر الإتيان برئيس يغطي سلاح حزب الله لست سنوات مقبلة. لقد قبلنا ان نلعب اللعبة الديموقراطية غير ان الفريق الآخر رفضها، ولكن تطبيق الدستور لا يكون حسب توقيتكم. سنعتمد الاسلوب نفسه من دون ان نجر البلاد الى الخراب”.
وتابع: “لن ننجر الى السلاح لاننا نعرف قيمة الدم والشهداء والحرب، حزب الكتائب ليس هاوي حرب انما تم جرّه لان الدولة غابت والجيش اختفى، اليوم نريد الدولة والجيش ولكن اذا اقتربوا الى بيوتنا سندافع عن انفسنا. اعتمادنا على الدولة ولكن بيوتنا ليست نزهة”.
وختم: “اريد ان أؤكد لجميع الكتائبيين، ان هذا الحزب مؤسسة كبيرة قدمت اغلى ما عندها من اجل لبنان، هذا الحزب يتبع قناعاته وقضيته، هو لجميع اللبنانيين الذين يؤمنون بالقيم والمبادئ والانفتاح وحب لبنان ورفاهية الانسان. هذا الحزب مفتوح لكل لبناني يؤمن بهذه القيم وهو ملك الكتائبيين واللبنانيين، من افقر الاحزاب في لبنان لان ليس لدينا الا الخيّرين ولكن هذا فخر ويجعلنا ندافع عن قناعاتنا فحزب الكتائب مؤسسة نحو المستقبل”.
ورأت الاعلامية ديما صادق أن “المشكلة التي تواجه حزب الكتائب اليوم تكمن في أن البعض يرفض فكرة المراجعة الجدية التي قام بها هذا الحزب”، لافتة الى أن “الاختلاف أمر صحي في هذا الوطن من أجل بناء مستقبل أفضل، كما أن احترام قدسية وجدان الآخر هو أمر ضروري من أجل العيش المشترك”.
أكّد النّائب أشرف ريفي، في مؤتمر حزب الكتائب اللبنانية- أدما، أنّ “وطننا لبنان اليوم، يمر بأصعب ظرف عاشه في تاريخه، فتحالف السلاح والفساد طوق عنق الجمهورية وقطع عنها كل سُبل الحياة، حتى بات الوطن على مشارف الإنهيار، هذا التحالف الشرير الذي أكل الأخضر واليابس”.
وشدّد على “انتخاب رئيس للجمهورية، وإنهاء الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، وعلى ثبات المعارضة في رفض الرئيس الدمية الفاقد للقرار، كما نؤكد رفض تكرار السنوات الست العجاف، التي أعادت لبنان ستين سنة الى الوراء”، مشيرا الى أننا “جيل عرف لبنان في حلوه ومرّه، لقد كان لبنان ايقونة الشرق، فحوله محور الشر الى معسكر للإرهاب ومعمل للسموم والكابتاغون، ومساحة للقتل والتهديد”.
ولفت الى أننا “لن نرضى أن نترك لأبنائنا بلداً بهذه المواصفات، لقد خدمنا في الأمن وأيقنّا أن القوة التي يتبجح بها “حزب الله”، هي وَهم لطالما رددتُ “أن قوة “حزب الله” وهمٌ صنعه ضعفنا”، وأعني ضعف بعض القيادات”. واعتبر أنّ قيادة “حزب الكتائب” نجحت في التناغم مع المتغيرات الوطنية، ونحن على ثقة ان هذه القيادة ستكون على قدر المسؤولية في تلبية المتطلبات الوطنية والشعبية، والخدمات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية”.
في هذا السياق، أوضح أنّ “أولوياتنا هي إنتخاب رئيس للجمهورية إنقاذي سيادي إصلاحي، وأولوياتنا إقامة العدالة وخاصة لشهداء المرفأ وكافة الشهداء الذين اغتيلوا غدراً وإجراماً، فهل يُعقل أن يهدد القاتل أهل الضحية والقاضي ورجل الأمن ويبقى يسرح ويمرح ودون حساب أو عقاب؟”.
ويستمر المؤتمر حتى الأحد حين يتحول الى هيئة ناخبة تنعقد في البيت المركزي لانتخاب رئيس جديد للحزب ونوابه، اعضاء المكتب السياسي، مجلس الشرف، ولجنة الرقابة المالية.