عمان – الناس نيوز ::
أثار حديث رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، عن تعزيز منظومة حرس الحدود، تساؤلات عن خطوات جديدة قد تتخذها المملكة لوقف خطر تهريب المخدرات والأسلحة الذي تصاعد بشكل كبير في الأسابيع الماضية، بينما يرى خبراء أن الأردن يخوض حربًا مفتوحة مع المهربين.
وأكد الحنيطي خلال زيارة للمنطقة العسكرية الشرقية، حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تسخير كافة الإمكانات والقدرات المتوفرة، بهدف رفد وحدات حرس الحدود بكافة المعدات والوسائل الحديثة والمتطورة، بما يعزز من قدرتها على تنفيذ مهامها وواجباتها بكفاءة واقتدار في التصدي لمحاولات التسلل والتهريب.
وفي تعليقه على هذه الإجراءات، يقول المحلل العسكري الأردني، العميد المتقاعد، ضيف الله الدبوبي، إن هذا الامر يعتمد على إمكانيات الدول، إذ تحتاج قوات حرس الحدود في أي مكان إلى منظومة متكاملة لمواجهة تهريب المخدرات والأسلحة أو التسلل.
ويرى الدبوبي أن هذه المنظومة قد تكون عبارة عن ساتر ترابي كبير، أو خندق ضخم يصعب على الأفراد أو الآليات اجتيازه.
وقد تكون تلك الإجراءات، حاجز حدودي، يحمل أجهزة استشعار وكاميرات لكشف أي عمليات تسلل سماعيًا أو بصريًا، لكن المحلل العسكري أشار إلى التكلفة المرتفعة لبناء سياج إلكتروني، والتي تصل إلى 100 ألف دولار أمريكي للكيلو المتر الواحد.
ويبلغ طول الحدود الأردنية السورية من الشرق وحتى أقصى الشمال، نحو 374 كيلومتر.
ويؤكد الدبوبي ضرورة توفر آليات مراقبة متحركة وثابتة، لقطع الطريق على أي محاولات للتهريب، خصوصًا بعدما أحبط الجيش محاولات لإدخال أسلحة ثقيلة إلى المملكة عبر سوريا.
إضافة لذلك، لا يستبعد الدبوبي الاعتماد على طائرات مسيرة، تأتمر من التشكيلات الأمامية لحرس الحدود، مدعومة بأسلحة دفاع جوي لمواجهة خطر التهريب عبر الطائرات المسيرة.
كما أكد المحلل العسكري، ضرورة توفر قيادة فاعلة تمتلك حرية التصرف في تغيير قواعد الاشتباك حسب نوع المهربين، بالإضافة لأجهزة رؤية ليلية ونهارية بعيدة المدى، وزيادة عدد أفراد القوات المسلحة على الحدود.
وفيما يتعلق بالغارات الجوية التي نسبت للأردن على مهربين للمخدرات في جنوب سوريا، قال الدبوبي إن الضربات الاستباقية يجب أن تطال “رأس الأفعى” في إشارة إلى الميليشيات الإيرانية التي تتهمها عمان بالوقوف وراء هذه الهجمات.
ولم ينف الأردن أو يؤكد مسؤوليته عن عدة غارات جوية استهدفت تجار مخدرات، ومواقع قالت وسائل إعلام محلية إنها عبارة عن مصانع لإنتاج المخدرات.
ويرى المحلل العسكري، ضرورة إنشاء منطقة آمنة بعمق يصل إلى 10 كيلومترات لتأمين الحدود.
وخلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الجيش الأردني، مقتل أحد أفراده وإصابة آخرين، في مواجهات مع مسلحين حاولوا تهريب مخدرات وأسلحة بينها صواريخ.
ولا تعد هذه الهجمات هي الأولى، إذ سبقها العشرات من محاولات التهريب سواء عبر آليات أو طائرات مسيرة صغيرة.
ويرى المحلل السياسي، حسن الخالدي، أن حديث الأردن عن تعزيز منظومة حماية الحدود، قد يكون مرتبطًا بتقديرات استخبارية تشير إلى أن المشكلة ستمتد إلى فترة طويلة.
وقال الخالدي لـ”إرم نيوز” إن حجم ونوع الأسلحة التي ضبطت في الأسابيع الماضية، تؤكد أن قوات حرس الحدود تخوض حربًا مفتوحة مع العصابات على الحدود
ولطالما وجه الأردن اتهامات لإيران بدعم ميليشيات مسؤولة عن محاولات التهريب.
وكان الملك عبدالله الثاني قال في مقابلة صحفية بمنتصف 2022، إن بلاده تواجه هجمات على حدودها و”بصورة منتظمة” من “ميليشيات لها علاقة بإيران”، معبرًا عن أمله في “تغير سلوك” طهران.