كانبيرا – الناس نيوز:
وضع قائد قوات الدفاع الأسترالية أنجوس كامبل، إكليلاً من الزهور نيابة عن القوات الملكية الأسترالية، على النصب التذكاري للضحايا الأستراليين خلال الحرب العالمية الأولى.
وفقدت أستراليا نحو 102 ألف أسترالي في الحروب والصراعات وعمليات حفظ السلام، خلال تلك الحقبة.
ويصادف يوم 11/11 من كل عام ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، ففي حدود الساعة الحادية عشرة صباحاً يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، خيّم الهدوء على الجبهة الغربية بفرنسا معلنا بذلك نهاية الحرب العالمية الأولى التي اندلعت عقب حادثة اغتيال ولي عهد النمسا، فرانز فرديناند، لتستمر لأكثر من 4 سنوات، متسببة في سقوط ما يزيد على 40 مليون ضحية بين قتيل وجريح.
وبدل إنهاء العمليات القتالية عن طريق استسلام أحد الطرفين، فضّلت كل من ألمانيا من جهة والحلفاء من جهة ثانية وقف إطلاق النار عقب التوصل لهدنة، حيث اعتبرت الأخيرة أنسب حل لإنهاء مآسي الحرب العالمية الأولى بشكل سريع.
فبعد 4 سنوات من القتال، عانت الأطراف المتحاربة خسائر بشرية مرتفعة في صفوف الجنود وتراجعاً كبيراً في كمية العتاد العسكري خاصة بالنسبة للألمان. وخلال صيف وخريف عام 1918، عرفت الهجمات الألمانية فشلاً ذريعاً، وانتهت بسقوط أعداد كبيرة من القتلى، فأجبروا على التراجع بشكل واضح تحت وطأة النجاحات العسكرية البريطانية والفرنسية.
أيضاً، اضمحلت آمال قيادة الجيش الألماني في تحقيق النصر عقب تدخل الجيش الأمريكي بكامل ثقله بالحرب، حيث كان الجميع حينها على دراية مطلقة بقدرة الأمريكيين على إرسال أعداد كبيرة من الجنود الجدد، مقارنة بألمانيا التي استنزفت كامل طاقاتها طيلة السنوات الماضية.
الحلفاء يفرضون شروطهم
وعلى الرغم من انهيار المعنويات الألمانية والاضطرابات السياسية التي عرفتها البلاد مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 1918، اعتبر خيار غزو ألمانيا مرفوضاً بالنسبة للحلفاء؛ إذ تطلب الأمر كميات هائلة من المعدات العسكرية ومزيداً من الجنود خاصة بسبب بعد الطريق بين باريس والعاصمة الألمانية برلين التي تقع في الشمال الشرقي للبلاد. وأمام هذا الوضع، لم يمانع الحلفاء في إنهاء النزاع مقابل فرض شروطهم على طاولة المفاوضات.
في غضون ذلك، باشر الألمان منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 1918 بالبحث عن مخرج لإنهاء الحرب، فراسلوا الرئيس الأمريكي وودرو ولسن بحثاً عن وقف لإطلاق النار وتجنبوا مراسلة الفرنسيين والبريطانيين خوفاً من إذلالهم. ومع فشلهم في الحصول على رد إيجابي من الرئيس الأمريكي، وجه الألمان رسالة راديو للمارشال الفرنسي فرديناند فوش، قائد قوات الحلفاء، عارضين عليه وقف إطلاق النار وإرسال بعثة دبلوماسية لمناقشة هدنة. وبعد مضي 45 دقيقة من تلقيه لهذه الرسالة، وافق المارشال فوش على قبول الوفد الألماني، رافضاً في مقابل ذلك وقف إطلاق النار.
بداية المحادثات
في حدود الساعة الثامنة مساء يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، مرت ثلاث سيارات ألمانية، حملت العلم الأبيض، بحذر عبر مناطق مليئة بالحفر التي خلفها القصف على مدار 4 سنوات. وبعد سفرة متعبة، أجبر الوفد الألماني على ركوب سيارات فرنسية قبل أن يمتطي القطار الذي قادهم صبيحة اليوم التالي نحو غابة كومبين للقاء المارشال فوش وبقية وفد الحلفاء.
ومع بداية المحادثات، صدم الوفد الألماني الذي تزعمه السياسي ماتياس أرزبيرغر (Matthias Erzberger) من بنود وشروط الحلفاء التي تلاها عليهم الجنرال الفرنسي ماكسيم ويغاند (Maxime Weygand). فإضافة لمطالبتهم بالانسحاب الفوري من الأراضي الفرنسية والبلجيكية والألزاس لورين ولكسمبورغ، سعى الحلفاء لتجريد ألمانيا من قوتها العسكرية فطالبوها مؤقتاً بتسليم جانب من ترسانة أسلحتها. وبموجب ذلك واجه الألمان ضغطاً كبيراً حيث كانوا مجبرين على تقديم 5 آلاف قطعة مدفعية و25 ألف رشاش و1700 طائرة إضافة إلى نسبة كبيرة من مكونات برنامج سككها الحديدية.
خلال ساعات الصباح الأولى ليوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، التقى أرزبيرغر لآخر مرة بالمارشال الفرنسي فوش وطالبه بتليين الشروط قليلاً قبل التوقيع على الاتفاق النهائي وهو الأمر الذي وافق عليه الأخير،، سامحاً بذلك للألمان بالحفاظ على جزء من أسلحتهم. وفي النهاية، وقع الطرفان على اتفاق الهدنة، الذي دخل رسمياً حيز التنفيذ في حدود الساعة الحادية عشرة صباحاً منهيا بذلك 4 سنوات من القتال.