تل أبيب – الناس نيوز ::
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل عضوا في حركة حماس في ضربة جوية في رفح الأربعاء، بعد ساعات من إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) عن قصف إسرائيلي أصاب مركزًا لتوزيع الأغذية تابعًا لها في مدينة رفح بجنوب غزة.
وقال الجيش إن العنصر يدعى محمد أبو حسنة. وظهر هذا الاسم بين القتلى الأربعة الذين أعلنت وزارة الصحة التابعة للحركة في غزة، مقتلهم في الضربة على مستودع الوكالة الاممية.
وقال الجيش في بيان إن “حسنة كان في قسم الدعم القتالي في الجناح العسكري لحماس. وكان ضالعًا أيضا في السيطرة على المساعدات الإنسانية وتوزيعها على إرهابيي حماس”.
وأوضح أنه “كان ينسق أنشطة مختلف وحدات حماس، فضلا عن التواصل مع نشطاء حماس الميدانيين وتوجيههم”، ومسؤولا كذلك عن “غرفة عمليات استخباراتية توفر معلومات عن مواقع الجيش الإسرائيلي لاستخدامها في هجمات حماس”.
وأتى بيان الجيش بعد ساعات من إعلان الأونروا مقتل أحد موظفيها على الأقل وإصابة 22 بجروح في قصف إسرائيلي استهدف مستودع المساعدات.
في حين أكدت حماس أن القصف أسفر عن أربعة قتلى من بينهم حسني يوسف موسى أبو جزر الموظف في الأونروا. وعرَّفت عن حسنة على أنه مدير شرطة الحراسة للمستودع.
انتشار المجاعة
وأتت ضربة الأربعاء وسط مخاوف متزايدة بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث تنفذ إسرائيل حملة عسكرية مدمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر تقول إن هدفها هو القضاء على حركة حماس.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن “هجوم اليوم على أحد مراكز التوزيع القليلة المتبقية التابعة للأونروا في قطاع غزة يأتي في الوقت الذي تنفد فيه الإمدادات الغذائية، وينتشر الجوع على نطاق واسع، وفي بعض المناطق، يتحول الأمر إلى مجاعة”.
وأضاف “كل يوم، نشارك إحداثيات جميع منشآتنا في كافة أنحاء قطاع غزة مع أطراف النزاع. وقد تلقى الجيش الإسرائيلي الإحداثيات بما في ذلك إحداثيات هذه المنشأة يوم أمس”.
وأضاف لازاريني “يجب حماية الأمم المتحدة وموظفيها ومبانيها وأصولها في كافة الأوقات. ومنذ بدء هذه الحرب، أصبحت الهجمات على مرافق الأمم المتحدة وقوافلها وموظفيها أمرا شائعا في تجاهل صارخ للقانون الإنساني الدولي. إنني أدعو مرة أخرى إلى إجراء تحقيق مستقل في هذه الانتهاكات وإلى الحاجة إلى المساءلة”.
وكانت المتحدثة باسم الأونروا جولييت توما أفادت وكالة فرانس برس في وقت سابق بأن المستودع يُستخدم “لتوزيع المواد الغذائية التي تشتد الحاجة إليها وغيرها من المواد المنقذة للحياة على النازحين”. وقال مصدر في الأونروا إنه أكبر مخازن الوكالة في جنوب القطاع ويستقبل المساعدات من معبري رفح وكرم أبو سالم قبل توزيعها.
وأوضحت الأونروا في بيانها أنه منذ “بدء الحرب قبل خمسة أشهر، سجلت الأونروا عددا غير مسبوق من الانتهاكات ضد موظفيها ومرافقها يفوق أي نزاع آخر في العالم، مع مقتل ما لا يقل عن 165 من موظفيها … وإصابة أكثر من 150 مرفقا من مرافقها، بعضها دُمر بالكامل ومن بينها العديد من المدارس”.
مئات القتلى
وتابعت الوكالة “قُتل أكثر من 400 شخص أثناء لجوئهم تحت علم الأمم المتحدة”.
وشاهد مصور وكالة فرانس برس ضحايا الغارة وهم يصلون إلى مستشفى النجار في رفح، وتعرف أشخاص آخرون في المستشفى على واحد منهم على الأقل على أنه موظف في الأمم المتحدة.
وقال شهود إن الهجوم عزز المخاوف الأمنية في رفح التي يتكدس فيها نحو 1,5 مليون معظمهم نازحون، وهو ما حرمهم بهجة استقبال شهر رمضان المبارك الذي حل الاثنين.
وقال سامي أبو سليم، أحد سكان رفح، “إنه مركز للأونروا، ونتوقع أن يكون آمنا”. وأضاف “جاء البعض للعمل لتوزيع المساعدات على المحتاجين للطعام خلال شهر رمضان. وفجأة أصيبوا بصاروخين”.
وقال حسن أبو عودة، النازح من بيت حانون في شمال غزة، إن الناس جاءوا إلى المستودع “للحصول على وجباتهم اليومية ليقتاتوا عليها. نحن في رمضان. كيف يقصفوننا في رمضان؟”.
اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل ما لا يقل عن 31272 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وسجلت الوزارة وفاة 27 شخصا بسبب سوء التغذية والجفاف، معظمهم من الأطفال.