أروى غسان – الناس نيوز
رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الانتقادات التي طالته بسبب اقتراحه تحويل متحف آيا صوفيا في اسطنبول إلى مسجد، مع تزايد القلق الذي تثيره هذه الخطوة في تركيا والخارج.
وقال أردوغان إن “توجيه اتهامات إلى بلدنا في مسألة آيا صوفيا هو بمثابة هجوم مباشر على حقنا في السيادة”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حث تركيا الأربعاء الماضي على السماح ببقاء آيا صوفيا متحفاً، معتبراً أن تحويلها إلى مسجد سيكون دعوة للفرقة. وقال البطريرك بارثلوميو الزعيم الروحي لنحو 300 مليون مسيحي أرثوذكسي في العالم، إن هذا الإجراء سيخيب آمال المسيحيين ويتسبب في صدع بين الشرق والغرب.
وكانت عقدت محكمة تركية جلسة الخميس الماضي للنظر بدعوى تهدف إلى تحويل متحف آيا صوفيا في اسطنبول الذي يرجع تاريخه إلى القرن السادس الميلادي إلى مسجد، على أن تصدر المحكمة قراراً في غضون 15 يوما بقضية أثارت قلقا عالميا.
وكان لآيا صوفيا شأن كبير في الإمبراطوريتين البيزنطية المسيحية والتركية الإسلامية، حيث كان مبنى آيا صوفيا أبرز كنيسة في المسيحية على مدى 900 عام ثم أصبح من أعظم المساجد على مدار 500 عام بعد الفتح التركي لاسطنبول، وأضيفت إليه أربع مآذن إسلامية آنذاك وزينت الجدران بكتابات قرآنية.
الى أن حولها زعيم العلمانية التركية ومؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك إلى متحف يستقطب ملايين السياح لزيارتها حيث يصرفون ملايين الدولارات كل عام.
واتخذ نظام أتاتورك قرار تحويلها إلى متحف يضم كنوزاً أثرية إسلامية ومسيحية عام 1934 في السنوات الأولى لإقامة الجمهورية التركية الحديثة التي أسسها مصطفى كمال أتاتورك.
وسبق أن أضافت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) المبنى، الذي يعد من أشهر الآثار التي يقبل السياح على زيارتها في تركيا اليوم، إلى قائمة التراث العالمي.
ويقال إن اسم آيا صوفيا باللغة اليونانية يعني “الحكمة المقدسة”، وقد أُنشئت هذه التحفة المعمارية عام 537 كأضخم كاتدرائية للمسيحيين الأرثوذوكس، وتقع بمنطقة السلطان أحمد عند مدخل مضيق البوسفور، وبنيت جدرانها من الرخام المستجلب من عدة بلدان، وزينت بالفسيفساء الذهبية والأحجار الملونة.
وما زالت آيا صوفيا أيقونة معمارية شامخة وسط إسطنبول شاهدة على تاريخ المنطقة،
حاملة بين ثناياها الكثير من القصص والروايات، بداية من لحظة إنشائها ككنيسة، وتهدمها واحتراقها أكثر من مرة، مروراً بالحقبة التي تم فيها تحويلها لمسجد، وانتهاء بوضعها الحالي كمتحف، والجدل المحلي والعالمي الدائر حولها مؤخرا .وكانت حاضرة الفاتيكان ايضا طالبت تركيا الإبقاء على آيا صوفيا ” متحفا ” من ضمن التراث الإنساني العالمي .