fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

الحل في الطبيعة

محمد برو – الناس نيوز ::

كتب الفيلسوف والروائي الأمريكي إدوارد آبي 1927-1989: “ربما توصلك طرقاتك الملتوية والمتعرجة والموحشة، والمحفوفة بالمخاطر في نهايتها، إلى أكثر المناظر روعة”، وكتب أوسكار وايلد عن الطبيعة: “إنه مكان عذري تحلق فيه الطيور”.

 

في دراسة موسعة عن الأماكن، التي يشعر فيها معظم الأشخاص بالراحة والسعادة، تبين أنهم لا يشعرون بها خلال العمل أو في السرير، إنما تتعزز لديهم تلك المشاعر وهم بصحبة الأصدقاء، وفي الأماكن الخضراء المفتوحة والأقرب للطبيعة.

 

وفي المقابل نحن نعيش اليوم في بيئات حضرية إسمنتية في الغالب، وتستهلكنا التقنيات التي تسيطر على الشطر الأكبر من ساعاتنا الفاعلة، فعلى سبيل المثال هناك شطر واسع من الأشخاص، يتفقدون هواتفهم بمعدل ألف وخمسمئة مرة أسبوعياً، أي ما يزيد عن مئتي مرة يومياً، وتشير بعض الدراسات إلى أن مستخدمي أجهزة الآيفون يقضون ستاً وعشرين دقيقة يومياً مع هواتفهم، أكثر من مستخدمي نظام الآندرويد.

 

بذات الوقت يمضي الأطفال الأمريكيون والبريطانيون، ما يقارب سبع ساعات يومياً أمام شاشات التلفزيون والأجهزة الذكية، الأمر الذي ينعكس بشكل مباشر على فقدان الذاكرة، الذي ينتجه هذا الزحف الرقمي المخيف، وفي أحدث الاحصائيات فإن واحدة من أربع نساء أمريكيات تتناول مضاداً من مضادات الاكتئاب، كما يتناول طفل من كل 14 طفلاً دواءً لمشكلات عاطفية أو سلوكية، ولنا أن نتخيل حجم هذه الكارثة في مجتمعات أشد فقراً، وأكثر تخلفا واستهلاكاً لروح الإنسان وجسده في تحصيل لقمة العيش.

 

كتب ريتشارد لوف، مؤلف كتاب “آخر طفل في الغابة”: “إن دراسة آثار العالم الطبيعي على الدماغ فكرة جديدة ومخيفة، وكان ينبغي لنا دراستها منذ ثلاثين إلى خمسين سنة”.

 

لقد حقق البشر الكثير منذ ظهور الإنترنت، لكنهم بالتأكيد أصبحوا حادّي الطباع شديدي التوتر، نرجسيين وغير اجتماعيين ومشتتين، وجميعنا يلمس ويلتمس تلك الراحة الطاغية والسلام الساجي، الذي نعيشه في أحضان الطبيعة في الغابات وعلى شواطئ البحار وفي قمم الجبال، لقد كتب الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون في كتابه “منبعا الأخلاق والدين” مفسراً تلك السكينة والحبور والشعور بالسلام ونحن نسترخي في أحضان الطبيعة: “إن الطبيعة لتركن إلى اللحظة ركونها إلى الأبد فلا يعتريها قلق الآتي ولا أسى الماضي، فهي تعيش في سلامٍ سرعان ما ينسرب إلى نفوسنا حين نكون في أحضانها”.

 

لقد حذر الصحفي ريتشارد لوف مما أسماه “اضطراب عجز الطبيعة”، وهو ما يحدث حينما يفتقر الإنسان لتلك الساعات، التي يمضيها في أحضان الطبيعة، بسب بيئة العمل والمدينة الحديثة وطغيان الآلة.

 

طور اليابانيون طريقة يسمونها “شينرين-يوكو” أو الاستجمام في الغابات، وتعني السماح للطبيعة بدخول جسمك عبر الحواس الخمس، وهي ممارسة يابانية تكون عبر التنزه والتأمل وسط أحضان الطبيعة، وطريقة علاجية بسيطة للاسترخاء، بقضاء وقت ممتع في الغابات، بعيداً عن الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية والقنوات الفضائية، التي لا تتوانى عن ضخ أسوأ الأخبار الكارثية في كل دقيقة، كل هذا بعد أن ارتفعت نسب الانتحار بشكل كبير، بسبب ضغوط الإدمان على العمل، وما تنتجه من توتر عصبي وتحلل أسري وفقر اجتماعي، حتى ليخال الإنسان نفسه هناك، مجرد برغي في آلة عظيمة لا تتوقف عن الهدير المدمر، الذي أوصلهم إلى مصطلح “الكاروشي” والذي يعني الموت بسبب ضغوط العمل الزائد.

 

لقد اكتشف أرسطو مبكراً أن المشي في الهواء الطلق يصفي الذهن، وكذلك فعل كل من داروين وأينشتاين وتسلا، وكان الرئيس الأمريكي روزفلت أكثر الرؤساء الأمريكيين إنتاجاً، يفر بنفسه شهوراً إلى الريف، تلمساً للهواء الطلق ونقاء التفكير، وقد قاوموا جميعا أن يكونوا أشخاصاً متعبين ومرتعشي الأعصاب، وكان بيتهوفن يعانق شجرة الزيزفون في فناء منزله، وكتب عن هذا “تمنح الغابات والأشجار والصخور الإنسان الصدى الذي يحتاج إليه”، معظمنا يحسب أن التمتع بالطبيعة نوع من أنواع الرفاهية، بينما هو في الحقيقة ضرورة نفسية وعصبية وجسدية.

 

وقد كشف يوشيفومي ميازاكي عالم الأنثروبولوجيا الفيزيائية في جامعة تشيبا اليابانية، وصديقه جويونج لي في مجموعة من التجارب البحثية داخل الغابات، أن المشي في الغابات على مهل يحقق انخفاضاً بنسبة 12 في المئة من مستويات هرمون الكورتيزول، وانخفاض بنسبة 1.4 بالمئة من ضغط الدم، وانخفاضاً بنسبة سبعة بالمئة من نشاط الأعصاب الودية، وهي الأعصاب التي يتم تحفيزها في حالات الخطر والطوارئ والقلق، كما يخفض هذا المشي الهادئ معدل ضربات القلب بنسبة ستة بالمئة.

 

لقد عاشت الصحفية الأمريكية فلورانس وليامز صاحبة كتاب “الحل في الطبيعة. لماذا تجعلنا الطبيعة أكثر سعادةً وصحةً وإبداعاً؟” تجربتها الواسعة مع العالم ميازاكي في الغابات اليابانية، وحضرت العديد من التجارب الميدانية، في فحص المشاركين ومراقبة التغيرات التي تطرأ عليهم، قبل وبعد الانغماس في أحضان الطبيعة، وآمنت بتلك المشاهدات التي نقلتها لنا، عبر هذا الكتاب الماتع الذي يمثل دعوة معززة بالشواهد والأدلة، لجدوى العودة إلى الطبيعة والتحرر من أعمدة الإسمنت، وسطوة الموصلات الصغيرة وجيوش البرمجيات، التي تنتهك كل تفاصيل حياتنا، هذا الكتاب ما أن تشرع في قراءته، حتى يجتاحك ميل جارف للعودة والاستشفاء بممرات الحدائق والغابات القريبة، والإصغاء لأصوات الجداول الصغيرة والطيور بشكلٍ يومي، وللانغماس في تلك التجربة الشيقة.

المنشورات ذات الصلة