تونس – طرابلس – الناس نيوز :
عاد عشرات الليبيين صباح السبت الى معبر راس جدير البري مع تونس عقب إعادة فتح الحدود بين الدولتين إثر إغلاقها منذ آذار/مارس في إطار إجراءات الوقاية من تفشي فيروس كورونا المستجد.
فعند هذه النقطة النائية، يقع معبر راس جدير الحدودي على مسافة تناهز 160 كلم غرب العاصمة الليبية. وهنا ينتظر أحمد مفتاح مرتدياً كمامته البيضاء في صف طويل للسيارات للعبور إلى تونس، في لحظة ترقبها لأشهر طويلة.
يقول أحمد عقب استكمال كافة الإجراءات تمهيدا لعبوره، وهو مسافر أتى من طرابلس بسيارته الخاصة، “في الحقيقة أنا سعيد جدا لإعادة فتح المعبر، لأن مدة إغلاقه (كانت) طويلة وتعطل بسببها علاجي”.
يضيف في حديثه إلى فرانس برس “نحمد الله على ذلك، لدي رحلة علاج لاستكمالها في تونس، واليوم تجنبت السفر إلى دولة ثالثة للوصول إلى تونس”.
ويوضح: “قدمت شهادة تحليل سلبية تثبت خلوي من الفيروس، ومع ذلك أنا حريص على ارتداء الكمامة”، مضيفاً “أتمنى الاستمرار في هذه الإجراءات الاحترازية الصارمة لحمايتي وكل المسافرين”.
وانتشر عشرات الأفراد من الفرق الوقائية الصحية في كامل المعبر وأقسامه، يحملون على ظهورهم مضخات التعقيم المتنقلة للسيارات والأبنية والأجسام الصلبة وامتعة المسافرين، وهي شروط توافقت عليها السلطات الليبية ونظيرتها التونسية لإعادة العمل بالمعبر.
ويقول مدير أمن المعبر العقيد أبو ربيع مخلوف لفرانس برس “سيتم منح أولوية العبور للفئات الأكثر حاجة وتحديدا المرضى، مع تطبيق كامل الشروط الواردة في البروتوكول الصحي المعتمد”.
وأعلنت ليبيا وتونس الأسبوع الماضي، التوصل بعد مفاوضات استمرت لأسابيع إلى اعتماد بروتوكول صحي مشترك.
ولم تقدم السلطات الليبية تفاصيل حول استئناف العمل بمعبر “ذهيبة” البري من عدمه، وهو المعبر الثاني مع تونس.
– “شاق لكنه ضروري” –
رغم التواجد الكثيف للفرق الصحية وسيارات التعقيم، فإنّ مستوى التنظيم يعكس الإدراك بين البلدين لحجم التهديد الذي يشكله الوباء.
ويشير مسؤول مكافحة العدوى بالمعبر حسن القماطي، إلى أن التعقيم متواصل على مدار 24 ساعة يوميا.
ويقول “نقوم بالتعقيم على مدار الساعة (…) إنّه عمل شاق، لكنه ضروري”.
ومن أبرز بنود البروتوكول الصحي، إجبار المسافرين على إظهار فحص سلبي يثبت عدم الإصابة بكوفيد-19 قبل 72 من موعد السفر، إلى جانب تقديم تعهد كتابي بالدخول في حجر صحي “ذاتي” لمدة 10 أيام.
ومن المتوقع استئناف الرحلات الجوية بين الدولتين عملها الأحد، وفق وزارة النقل التونسية.
وكان قرار الإغلاق قد أثّر سلباً على حركة تبادل تجاري نشط بين الجانبين، وعرقل انتقال العديد من العمّال التونسيين العاملين في ليبيا، في وقت كانت شريحة من الليبيين تزور تونس بانتظام لتلقي اللعلاج.
كما عانت جراء قرار الإغلاق حركة التجارة غير النظامية بين جانبي الحدود، التي تعين آلاف العائلات في الجنوب التونسي.
وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمّر القذافي، تفشياً متسارعاً للوباء في وقت تواجه الأنظمة الصحية القائمة صعوبات جمة.
وبلغ عدد الإصابات بكورونا المستجد في ليبيا 72628 إصابة منذ نهاية آذار/مارس الماضي، وتعافى 43259 شخصا وتوفي 995.