الرباط – الناس نيوز :
ترأس وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ومفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، أميرة الفاضل افتتاح المرصد الأفريقي للهجرة،
بالرباط.
ووفقا لما أعلنته السفارة المغربية في كانبيرا وتابعته جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية ، فقد تم إحداث المرصد برعاية مباشرة من الملك محمد السادس بصفته رائدا لأفريقيا في مجال الهجرة، بهدف تطوير عملية جمع وتحليل وتبادل المعلومات بين البلدان الأفريقية في هذا المجال.
ووقّع بوريطة والسيدة الفاضل ، بهذه المناسبة ، على اتفاقية لإحداث مقر المرصد الإفريقي للهجرة بين المملكة المغربية ومفوضية الاتحاد الأفريقي.
أكد وزير الشؤون الخارجية المغربي، أن افتتاح المرصد الأفريقي للهجرة يشكل “حدثا هاما للمغرب وأفريقيا على السواء” على اعتبار أنه يعد “ثمرة سنتين من العمل الدؤوب والتعاون المثمر للمملكة مع مفوضية الاتحاد الأفريقي”، منوها في هذا الصدد، بانخراط ودعم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، لإنجاح هذا المشروع.
وأضاف في كلمة له عقب مراسم التدشين، أن هذا الافتتاح، الذي جاء في “الوقت المناسب” على اعتبار تزامنه مع اليوم العالمي للمهاجرين، يوجه “رسالة قوية” للمجتمع الدولي بشأن عزم المغرب وأفريقيا على إرساء حوكمة أفضل للهجرة على المستوى القاري، “يأتي أيضا قبيل بضعة أيام من الذكرى الثانية للميثاق العالمي للهجرة الآمنة والنظامية والمنظمة الذي تم اعتماده بمراكش قبل سنتين”، بحسب الوزير بوريطة، موضحا أن ميثاق مراكش ومرصد الرباط يكملان بعضهما من حيث إنهما يخدمان نفس القضية على أصعدة مختلفة.
وبخصوص أهداف المرصد الأفريقي للهجرة الذي صادق عليه رؤساء الدول الأفريقية، أوضح الوزير أن المرصد تم إحداثه لسد حاجة هيكلية على اعتبار أن حوكمة أفضل للهجرة تستوجب معرفة عميقة وكمية ونوعية لظاهرة الهجرة، مبرزا أنه في هذا الصدد، يعد المرصد هيئة رائدة بأفريقيا، باعتباره أول هيئة تابعة للاتحاد الأفريقي يستضيفها المغرب.
وفضلا عن كونه رائداً – يضيف الوزير المغاربي بوريطة – يتعين أيضا أن يكون المرصد مبتكرا في مقاربته وفي أدائه؛ من خلال عمل فعال لتبديد الصور النمطية الخاطئة عن الهجرة الإفريقية، ومن خلال مقاربة إيجابية لتسليط الضوء، عبر معطيات موضوعية، على الإمكانات الكاملة للهجرة فيما يتعلق بالترابط بين الهجرة والتنمية.
وتابع أن المرصد يجب أن يؤمن أيضا “مهمة ثلاثية” تتجلى في الفهم والاستشراف والاقتراح، على أن يتم إرساؤه كأداة للترافع والمساعدة على اتخاذ القرارات، ومنصة للحوار بين الخبراء والفاعلين الأفارقة، وكذا أداة لتقوية القدرات الأفريقية، وهو ما من شأنه أن يدفع المرصد إلى توفير المواد اللازمة لصياغة سياسات عمومية مطلعة ومستنيرة.
وفيما يتعلق باستضافة المغرب لمقر المرصد الأفريقي للهجرة، أكد بوريطة حرص المملكة على تزويده بمقر يستوفي أعلى المعايير، فضلا عن جميع الوسائل اللوجستية اللازمة، معربا عن سعادته باستضافة الفريق المؤقت الذي سيتيح الإطلاق الفعلي لعمليات المرصد، وسيساهم في إحداث مشروعين ملموسين؛ وهما القاعدة الأولى للمعطيات حول الهجرة الأفريقية، وبوابة أفريقية حول معطيات الهجرة، على غرار تلك الخاصة بالمنظمة الدولية للهجرة.
من جهتها، قالت مفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، في كلمة مماثلة، إن افتتاح المرصد الأفريقي للهجرة يشكل مناسبة تاريخية وبالغة الأهمية لأفريقيا على اعتبار أن المرصد الأفريقي للهجرة يعد أول مؤسسة قارية من نوعها في أفريقيا، ويجسد انطلاقة الجهود المشتركة الرامية إلى توفير معطيات متوازنة وملائمة لاحتياجات أفريقيا في مجال الهجرة.
وأضافت الفاضل أن أهمية افتتاح هذا المرصد تتجلى في أن الجزء الأكبر من الهجرة بأفريقيا يتم داخل القارة، وأن الهجرة التي يتم تدبيرها بشكل جيد من شانها أن تعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلدان، سواء بلدان المنشأ أو المهجر، موضحة أن المرصد كفيل بتزويد القارة بمعطيات محينة حول ظاهرة الهجرة، مما سيساهم في تدبير ملف الهجرة على نحو جيد، ويعزز اتساق سياسات الهجرة والمبادرات المصاحبة لها.
وشددت على ضرورة تواصل البلدان الأفريقية مع المناطق المستقبلة للمهاجرين من منطلق المعرفة والحقائق والأدلة، مشيرة إلى أن المرصد سيكون أداة لا غنى عنها في السعي لتحقيق الأجندة الأفريقية حول الهجرة، كما سيمكن الدول الأفريقية من جني فوائد الربط بين الهجرة والتنمية، في الوقت الذي تسعى فيه القارة جاهدة نحو تنزيل مبادئ أجندة 2063.
وسجلت الفاضل أن المفوضية تعمل أيضا على تفعيل وكالتين متخصصتين متكاملتين للاتحاد الأفريقي تتمثلان في المركز الأفريقي للدراسات والأبحاث حول الهجرة المزمع إنشاؤه في باماكو بمالي، والمركز العملياتي القاري الذي سيتم إحداثه في الخرطوم بالسودان، مبرزة أن الهدف المشترك للمراكز الثلاثة يتمثل في تحسين نظام التدبير الشامل للهجرة بأفريقيا.
وأعربت مفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأفريقي، نيابة عن جميع الأفارقة في القارة، عن “امتنانها العميق” لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وللمملكة على الدعم والموارد التي وضعتها رهن إشارة المرصد، مؤكدة أنه “لولا هذا الدعم لما تحقق افتتاح هذا المرصد الذي سيصبح مركزا متميزا على المستوى الدولي”.
جدير بالذكر أن المرصد الأفريقي للهجرة سيوفر للقارة أداة فعالة تسمح لها بالاستجابة لحاجاتها الحقيقية والملحة وفهم وإتقان أفضل لظاهرة الهجرة، ولتطوير عملية جمع وتحليل وتبادل المعلومات بين البلدان الأفريقية، وتعزيز حوكمة مستنيرة للهجرة الأفريقية، كما سيعمل على مساعدة البلدان الأفريقية على تقوية مهاراتها من أجل تطوير سياسات الهجرة الوطنية التي تمكنها من تدبير تدفقات الهجرة بشكل أفضل.
ويشكل المرصد استجابة عملية للتعويض عن نقص البيانات حول الهجرة في أفريقيا ولعلاج مشكلة سياسات الهجرة التي غالبا ما تكون غير فعالة بسبب نقص في هذه البيانات، مما يجعل مهمة الحكومات الأفريقية صعبة. كما سيسعى المرصد إلى مشاركة البيانات التي تم جمعها من خلال نظام مترابط يشمل مختلف المناطق الفرعية والبلدان الأفريقية، وكذلك توحيد ودعم المبادرات القارية الحالية بشأن الهجرة في القارة.