واشنطن – الناس نيوز:
فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية الجمعة عقوبات على صهر الرئيس اللبناني ميشال عون، جبران باسيل، رئيس حزب التيار الوطني الحر وعضو البرلمان، لدوره في استشراء الفساد في لبنان.
وجاء تصنيف باسيل استنادا على قانون ماغنيتسكي العالمي للمساءلة في مجال حقوق الإنسان، الذي يحارب الفساد والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه – إلى جوار عقوبات وزارة الخزانة – يعاقب جبران باسيل بحرمانه من دخول الولايات المتحدة.
وقال بومبيو في بيان منفصل: “أعلن هنا عن تصنيف باسيل بسبب تورّطه في فساد كبير. بموجب هذه المادة، بمجرد قيام وزير الخارجية الأمريكية بإدراج مسؤولين في الحكومات الأجنبية لتورطهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، في فساد كبير، يصبح هؤلاء الأفراد غير مؤهلين لدخول الولايات المتحدة.”
وحذر بومبيو القادة اللبنانيين أن عليهم “أن يدركوا أنه كان عليهم منذ أمد طويل أن يتخلّوا عن مصالحهم الذاتية الضيقة جانباً وأن يعملوا بدلاً من ذلك من أجل شعب لبنان.”
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين: “لقد ساعد الفساد الممنهج في النظام السياسي اللبناني، والذي يعتبر باسيل أحد الأمثلة عليه، على تآكل أسس قيام حكومة فعالة تخدم الشعب اللبناني, ويوضح هذا التصنيف اليوم كذلك أن الولايات المتحدة تدعم الشعب اللبناني في دعواته المستمرة للإصلاح والمساءلة”.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية إن لبنان عانى طويلا جدا من الفساد وسوء الإدارة الاقتصادية التي “مارسها سماسرة السلطة الذين يعلمون على دفع مصالحهم الخاصة على حساب الشعب اللبناني، الذي يفترض أنهم يمثلونه.”
ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2019، انطلقت الاحتجاجات التي شارك فيها طيف واسع من المواطنين اللبنانيين، داعية إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي في لبنان، ولكن الحكومات اللبنانية المتعاقبة فشلت في وقف تفاقم التضخم أو خفض الديون المتصاعدة للبلاد أو تحسين البنية التحتية المتهالكة أو ضمان وصول الكهرباء والخدمات الأخرى إلى المنازل اللبنانية, ولا تزال الظروف الاجتماعية والاقتصادية للبنانيين العاديين آخذة في التدهور في حين أن القادة السياسيين معزولون عن الأزمة ويفشلون في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
وأضاف بيان الخارجية: “لا يزال لبنان يعاني من أزمة نفايات غير مسبوقة ناجمة عن سوء الإدارة والفساد، وتؤدّي هذه الأزمة باستمرار إلى صبّ النفايات السامة في البحر المتوسط، مما يؤدي إلى تلويث المياه وتعريض صحة المواطنين للخطر في نهاية المطاف. وتعاني البلاد أيضًا من أزمة طاقة تترك الناس يعانون من فترات انقطاع الكهرباء تستمرّ لساعات أو حتى لأيام، ويدّعي المسؤولون الحكوميون باستمرار أنهم يعملون على حلّ المشكلة، ولكنهم ينفقون مليارات الدولارات، دون أن يفضي ذلك إلى حدوث أي تحسّن في أوضاع المواطنين اللبنانيين. وقد أسهم مثل هذا الخلل السياسي بشكل مأساوي في الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس، والذي اعتبره الكثيرون مثالاً آخر على الإهمال والفساد اللذين يلحقان الأذى بالمواطنين اللبنانيين بينما يثري النخبة السياسية.”
جبران باسيل في واجهة الفساد في لبنان
وقال بيان الخارجية إن باسيل اشتهر بالفساد في كل منصب حكومي شغله, وضرب البيان أمثلة على ذلك: ففي عام 2017، عزز باسيل قاعدته السياسية بتعيين أصدقاء في مناصب وشراء أشكال أخرى من النفوذ داخل الأوساط السياسية اللبنانية. وعندما كان وزير الطاقة، في عام 2014، أعطى باسيل الموافقة على عدة مشاريع من شأنها ضخّ أموال الحكومة اللبنانية إلى أفراد مقرّبين منه من خلال مجموعة من الشركات الواجهة.
تداعيات العقوبات
نتيجة لإجراءات الخزانة الأمريكية، تعتبر جميع ممتلكات الفرد المذكور أعلاه أو أي مصالح له في أي ممتلكات، وأي كيانات يملكها، بشكل مباشر أو غير مباشر، بنسبة 50 بالمئة فما فوق، بشكل فردي، أو مع أشخاص محظورين آخرين، موجودة في الولايات المتحدة أو في حيازة شخص مقيم في الولايات المتحدّة أو تحت تصرفه، محظورةً ويجب التصريح عنها لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية.