ماريا غريواتي – الناس نيوز :
صدر العدد 14، الخاص بشهر أكتوبر/تشرين الأول 2021، من مجلة “أوراق” التي تصدرها رابطة الكتاب السوريين، تحت عنوان “الخطاب السوري بعد الثورة”، وقد تضمّن الملف ست مشاركات مهمة، تفارقت في زوايا التناول وأسلوب المعالجة، لكنها سعت كلها لإغناء الموضوع والاضاءة عليه باجتهادات متباينة.
كتب رئيس تحرير “أوراق”، أنور بدر، في افتتاحية العدد تحت عنوان “مديح الاختلاف أم سيادة الصوت الواحد/ الخطاب السوري بعد الثورة”، حول آثار عقود الاستبداد الأخيرة على تشويه الخطاب السوري حتى في عقد الثورة الأخير، باعتباره خطاب الصوت الواحد الذي يلغي الاختلاف ويصادر الحريات والمجال العام السياسي والثقافي.
وأضاف، “لن نناقش هذه النتائج حالياً من منظور المآلات العسكرية والسياسية الراهنة، أذ أضحت رهناً بقوى ومستويات ودوائر غير سورية البتة، إلا أننا معنيون بأسئلة الخطاب السوري في تلك الفترة، باعتباره خطابنا نحن ولغتنا نحن”.
موضحاً في النهاية أنّ “الخطاب السوري ليس كما يتخيل البعض مجرد مرآة عاكسة للواقع بكل علله وأمراضه التي زرعها فيه نظام الفساد والاستبداد عبر عقود مضت، بل هو حامل ومساهم في عملية التغيير الاجتماعي المنشودة، هو خطاب نهضوي وتنويري وحداثي، فكيفَ لمنْ لا يمتلك رؤيةً ومشروعاً تنويرياً ووطنياً، أن يبني رؤيةً ومشروعاً وطنياً لشعب أراد التغيير والانتماء إلى العصر؟”.
كما تضمّن العدد ملفات الإبداع في الشعر والقصة، وملف غني للنقد الأدبي، إضافة لدراستين في ملف المسرح، ودراسة فكرية/ سياسية حول “اللا مركزية الإدارية الجغرافية لسوريا المستقبل”، كما تضمن ملف الترجمة سؤالاً: “مم صُنع التاريخ؟ من الثورة الفرنسية إلى الربيع العربي”، وتضمن العدد أيضا حواراً مع الفنان التشكيلي السوري رياض الشعار حول تجربته ومشاغله في الرسم، وقد زينت لوحاته غلاف وكل مواد العدد، مع ملف أخير للإصدارات.
يُذكر أن الانطلاقة الجديدة لمجلة أوراق بعد توقف قرابة عامين، جاءت مع إصدار العدد رقم 10 لشهر أكتوبر/تشرين أول 2020، وها هي رابطة الكتاب السوريين تُصدر بذات التاريخ عددها الجديد من مجلة أوراق رقم 14، لتحقق رغم ظروف العمل الصعبة شبه ثبات في دورية الإصدار الفصلية.