الدراما السورية الرمضانية ترتدي كمامات كورونا

اسطنبول – أروى غسان ـ الناس نيوز 

ضمن خطة إسعافية للحاق بالموسم الدرامي الرمضاني الذي لم يتبق له سوى أيام معدودة، وافقت السلطات في سورية على استكمال تصوير المسلسلات بعد إيقافها الشهر الماضي في إطار الإجراءات المتخذة لمنع تفشي فيروس كورونا.

ووفقا للشروط المطلوبة لاستكمال التصوير، ستكون لوكيشنات التصوير في سوريا هذا العام أشبه بمراكز صحية وطبية منها إلى مواقع تصوير، حيث اشترطت الحكومة على العاملين بالقطاع الفني الالتزام التام بالإجراءات الصحية الواجب اتباعها لمواجهة انتشار الفيروس المستجد.

شروط التصوير

وتشمل الاجراءات الصحية المفروضة على شركات الانتاج، تعقيم موقع التصوير بشكل كامل ومستمر، والفحص الطبي لكافة أعضاء الفريق الفني والتأكد من سلامتهم قبل دخولهم التصوير، حيث سيتواجد كادر طبي مرخص من وزارة الصحة للإشراف المباشر على عمليات الفحص والتعقيم وإجراءات السلامة.

خطة إسعافية

وحول تبعات استئناف التصوير، قالت الناقدة الفنية آمنة ملحم للناس نيوز “رغم أن قرار الحكومة باستئناف تصوير الأعمال الدرامية جاء متأخراً قليلاً مع اقتراب شهر رمضان الذي يعد الموسم الدرامي الأهم لتسويق المسلسلات عموماً، إلا أنه كان منقذاً للبعض من تلك المسلسلات التي لا تحتاج فعليا سوى لبضعة أيام لانهاء عمليات التصوير لتكون جاهزة للعرض الرمضاني، وبالفعل تزامناً مع القرار بدأت إعلانات تلك الأعمال تظهر على الشاشات الفضائية”.

وتتابع ملحم “ولكن عموما يعد القرار إيجابياً فمعه سيأخذ عدد من الأعمال مساحته للتواجد على الفضائيات، لدخول خط المنافسة أمام الأعمال العربية، وكذلك لما يوفره استكمال التصوير من استكمال لأجور فريق العمل من فنانين وفنيين.” 

ضريبة باهظة

تكاليف مالية لم تكن في الحسبان ستتكلفها شركات الإنتاج بسبب كورورنا، حيث تتضمن شروط التصوير أيضاً حجر جميع أعضاء كادر العمل لمدة ١٤ يوم بعد انتهاء التصوير بالفندق على حساب الشركة المنتجة وتخفيض عدد الفرق الفنية إلى الحد الأدنى.

وكانت لجنة صناعة السينما والتلفزيون قدمت منذ أيام طلبا إلى وزارة الإعلام، للسماح باستكمال تصوير الأعمال الفنية نتيجة إيقافها في ظل الاجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار كورونا، مشيرة الى ضرورة استكمالها في ظل اقتراب موعد الموسم الرمضاني وارتباط شركات الإنتاج بعقود مع المحطات الفضائية.

على جناح السرعة

عامل السرعة سيكون مهما جدا هذا العام، حيث أمهلت الحكومة شركات الإنتاج ١٠مدة  فقط لاستكمال تصوير أعمالها، مع العلم أن التصوير في المناطق الحيوية والمراكز الأمنية والشوارع العامة سيكون ممنوعاً ، وسيسمح بالتصوير فقط في المدن الإنتاجية الخاصة.

وحول مدى التزام الفنانين بالعزل الصحي ومساهمتهم في التوعية تقول الصحفية ملحم “أبدى الفنانون السوريون منذ بداية الحجر الصحي درجة عالية من الوعي باتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية الصحية، وشاركوا بعدد من حملات التوعية بشكل تطوعي، وكذلك أعلنوا التزامهم بكافة السبل الوقائية مع استكمال تصوير الأعمال الدرامية، وبالتزام جاد من الشركات المنتجة”. 

ومن بين الأعمال التي يتم استكمال تصويرها اليوم مسلسل “سوق الحرير” للمخرج مؤمن الملا، عن نص حنان حسين المهرجي، وتدور أحداثه في دمشق خلال حقبة الخمسينيات، ويتناول قصة رجل متزوج من أربع نساء ضمن حبكة مشوقة، وهو من بطولة بسام كوسا وسلوم حداد وكاريس بشار ..

ويستأنف ايضا مسلسل “شارع شيكاغو”، عن نص وإخراج محمد عبد العزيز، تصوير ما تبقى من مشاهده، وتدور أحداثه بين فترتين زمنيتين، ستينيات القرن الماضي والزمن الراهن، ويروي حكاية فتاة دمشقية، تهرب برفقة بطل شعبي، والعمل من بطولة سلاف فواخرجي وفايز قزق وأمل عرفة.

ومن ضمن الأعمال التي استأنفت التصوير، “مقابلة مع السيد آدم” عن نص وإخراج فادي سليم، وتدور أحداثه حول قضية الإتجار في الأعضاء البشرية وما يترتب عليها من انتهاكات قانونية وإنسانية ضمن إطار بوليسي ، والمسلسل من بطولة غسان مسعود ورنا شميس وتولين البكري.

كذلك يتابع “بورتريه” من تأليف تليد الخطيب وإخراج باسم سلكا، تصوير ما تبقى له من مشاهد، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي، حول قصة حب بين “ريما” و”حازم”، تبدأ فصولها من لقاء عابر في ظروف غير اعتيادية، لكن هذه القصة ستثقلها أحقاد ماضي عائلي المشترك بينهما، ةالعمل من بطولة هافال حمدي ونوار يوسف، وجفرا يونس.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي انقسم الجمهور بين من اعتبروا استئناف التصوير مخاطرة صحية يقوم بها المنتجون والممثلون، وبين من رأى أنه يبقى للدراما مكانتها على الخارطة الرمضانية كونها مصدر للترفيه عن الجمهور في شهر رمضان المبارك ، في ضل انتشار الكورونا.