باريس – د. حسن الزيدي – الناس نيوز ::
صدر مؤخرا كتاب شعر للإعلامي السوري الفرنسي نبيل شوفان بعنوان (الديوان الأخير)، وهو كتاب من القطع الصغير صدر عن دار ( كناية للكتب) التي يرأس تحريرها الشاعر والكاتب المسرحي العراقي المقيم في المملكة المتحدة حكمت الحاج .
وبحسب بيان القصيدة العربية الجديدة لما بعد النثر والتفعيلة الذي يدعو إلى قصيدة عربية جديدة ويقول في سطوره (… لطالما كان الشعر جزءا مهما من حياتنا نحن البشر، نسعى من خلاله الى كشف تعقيدات التجربة الإنسانية للغوص في أعماق مشاعرنا وتعريتها عبر قصائدنا، لأن الكلمات (لن تموت) ولا تريد ان تموت على الرغم مما يراد لها في أجزاء واسعة من عالمنا العربي خاصة حيث تُخشى الحرية، ومن خلال ايماننا بالقصيدة العربية الجديدة لما بعد النثر والتفعيلة وسحر الشعر ستجد الكلمات حياتها الجديدة، علما ان غلاف الكتاب صنعته ريشة الفنان شمس الدين شوفان.
في القصائد ال 25 معانيا عديدة لغوية وتاريخية وجغرافيا وفلسفية وحبا واحلاما واحزانا وآلاما وانكسارات ذاتية وعامة، فالشاعر ابن سوريا الجغرافية والتاريخ، وابن حمص ذات التاريخ الخاص المميز والمتميز ضمن سوريا الام هائما كغيره من بنات وأبناء وطنه في المجهول بعدما تعرضت بلاده والعراق لخطط تأمريه شاركت بها أنظمة عديدة تحت ذريعة عصابات داعش التي سبقتها وتلحقها عصابات أخرى طالما بقيت الأنظمة العربية والاسلامية وخاصة في سوريا والعراق تتبع سبل الاستبداد والإجرام.
لحسن الحظ نجا الشاعر من بين من نجوا من الحرب والبحر ورحلة اللجوء هربا من الظلام بحثا عن حرية الفكر وحرية العمل، في فرنسا التي تعتبر من بين الدول المعاصرة الأكثر ثقافة وحرية ليس لمن يلهو ويتسكع، بل لمن يجد ويجتهد لأنه كلما كانت المدينة متقدمة تقنيا وثقافيا كلما احتاجت لناس بسرعتها يأخذون منها ويعطونها فيحدث التعايش وعدم الرفض.
وصل نبيل إلى باريس عاصمة النور كما يسميها في القصيدة الثامنة من ديوانه، ولم يجد الأرض مفروشة، بل مليئة بالمعوقات والعراقيل الصعبة والحواجز الإدارية والمنافسة، فتجول بأزقتها وشوارعها بهدوء، واستنشق هواءها، وتعلم إلى حد كبير لغتها، عمل واجتهد في أعمال بسيطة ومعقدة، تعثر ونهض، وبقي يحمل في جعبته الفكرة العربية الشامية حتى بدأ العمل كمذيع في (إذاعة مونت كارلو الدولية القسم العربي)، يتلقى كل يوم مئات الأخبار المحلية والأوربية والعالمية، ويلتقي بصحفيين واعلاميين فرنسيين وعرب يحاورهم ويستمع لتحليلاتهم وآرائهم المختلفة دون أن يتبنى حتى آرائه الخاصة.
في هذا المناخ والجو الثقافي وجد أنه من الأفضل عدم الاتجاه نحو السياسة بمعناها الضيق السلبي، فاختار نثر الشعر ليعبر فيه عما يعيشه من صراعات إنسانية وثقافية واجتماعية ومشاعر وعواطف وحب وأحلام وطموحات وجمال في هذا الكون الرحب، حتى خرج بديوانه الأول الذي سأختار من قصائده الخمسة والعشرين مقاطعا اعتقدت أنها تعبر عن الذات الشعرية لدى الكاتب:
قصيدة أولى لليل المستوحاة من عمله الليلي..
“أَشْعل شموعاً كي يؤاتيك التضرع للسماء.. هي نفسها تهوى التضرع كل يوم للنجوم”
قصيدة ثانية لليل
“الخامسة (فجرا) في باريس وخيط الضوء يهم ليقطع عني نهد الليل ويفطم شغفي شعرا بكم — يبحث عن حبيبة”
قصيدة ثالثة لليل
“كن توأم عشر حضارات- وجودك وعي تولد كل صباح لا تتذكر الا الورد ولا تتنكر”
قصيدة للصباح
“وصباح خير الأصدقاء عندما عز الصديق وصباح خير من نجا”.
قصيدة الغرفة 207 ميشيل بيزوت
“رتبت ركنا مقمرا ولأجلك ورطت عين الشمس بالزيارة مرتين”
قصيدة عداء الضوء
“هل هذا انا ام انت ام ثقب اسود في المرأة ؟– او شعلة تقاوم النسائم البهية برقصة عداءة ضوء”
قصيدة قراءة في كف الخطيئة
“تقول العرافة (وهي) تدس تعويذتها بيدي — لا تتخل عن حقك بالحزن كوردة —– بالحرية توأم الحب والحياة”
قصيدة ليلة في عاصمة النور
“ما إن تفكّر (تقرر) الشمس في الغياب عن باريس تشعل الانوار وينفخ في الصور يانيام يا نيام – ياجائعين لقبلة: الجرذان تستعد لغزو العاصمة”
قصيدة بنات باخوس
“يحاصرن القناني – يقرأن تعويذات على نية الترنح لصالح الثمل بالخلق”
قصيدة ماء مؤنث عارم
“ويصدف ان تكون مبحرا لماء انثى عارم في مخمل قرصان نسغ لا يطع منع الامل”
قصيدة ما بعد قصيدة النثر
“لا باس ان أكون قصيرة او طويلة قالت القصيدة – أي رسالة من عاشقة قصيدة خالدة-أي تنهيدة قصيدة — اثنتان احداهما اسم امي قصيدة”
قصيدة في انتظار الربيع
“النحل ينتظر الربيع — وفتحات صدور الراغبات لتعاتق الشمس ازرار الشهوة” .
قصيدة السلحفاة
“اعتزلت سباق الارانب — وقررت ان تكون جزيرة تكتفي بحمل مجرة على ظهرها”
قصيدة وشم نار
“طيب لسانك بالصلاة على النبيذ واتل على وشم العنب في زندها للحب آيات انتظار”
قصيدة على مشارف الخلق
“نطفة جدي كانت زئبق — يا سيدتي كنت سأنجب منك سديما لو كنا بمشارف خلقه”
قصيدة كلور فيليا 1
“يا بساتين الشمال من تعيد لي زنبقي واحتمال ان أكون زهرة في عالم تحكمه البساتين؟”
قصيدة كلوروفيليا 2
“سيكون الشتاء دافئا يا باريس”
قصيدة لمن يهمه الخمر
“لا فرق بين نبيذ ونبيذ الا احترامك له — نظرتك للعنب”
قصيدة نصائح العام الماضي وأمنيات
“وكيف نتذكر كيف الحب؟ فيا عام لا تقتل طفلا –لا تسرق فرح الجدات – كن غنيا بالطحين كن موسيقيا — كن بستانا”
قصيدة الإذاعة
“رفيقة البيان رقم واحد — وسجين ينتظر العفو -صحفي حطب الاخبار من قصص وكالة- وبحر ابتلع شعبا و(استشهاد) كاتب ناقش الوجود- مجزرة في مقبرة- تفلت منك المحبرة — ويأتي الفجر و(تتلى أشياء مختلفة)”
قصيدة طافية
“حيث كل شي يطفو في عالمهم ترفا وطلاقة بلا نهاية”
قصيدة تيار نجمي
“لله سر الليل كلما جاؤوا بعتمة محمولة بالنور والمساء يهزني من عطر لطف صبية جازت ثلاثين الخطايا والذنوب”
قصيدة إلى ضحايا زلزال مراكش
“أطفال أطلس نائمون كل سيرفع يوما سماء المدينة – يستيقظون شتلات زعفران قانية وسنابل قمح في الدواوير البهية”
قصيدة بحار ما بعد التاريخ
“واسأل العنقاء كيف ساقني الشتاء دونما طريق؟”
قصيدة إلى فتاة سمراء
“يا شهر او زاد الجمال ان أغمضي هدبا على هدب – فزراعة للبن قد بدأت – والنمش يحج بمجملنا ويطوف الكون كوحمة رقص للحرية — هل كلنا من طين؟”
