بيروت – الناس نيوز :
لفت الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميّل في حديث عبر النهار عن كتابه “الرئاسة المقاومة” إلى أن استقلال لبنان كان على المحكّ، وقال: “أحببت أن اكتب هذا الكتاب للتاريخ لكي يكون عبرة لمن يعتبر”.
وأشار في حديث عن مرحلة الرئاسة إلى أنه كانت هناك مؤامرة على الكيان اللبناني لشرذمته، موضحاً أن بعض اللبنانيين شاركوا عملياً وميدانياً بهذه المؤامرة عن لبنان، لذلك أحببت أن أدوّن هذه المحطات والمعاناة التي مررت بها في تلك المرحلة.
وقال الجميّل: “كنت مضطراً لأن أحمي اللبنانيين غصباً عنهم لأنهم كانوا يعتقدون أن ما قاموا به هو الأمر الصحيح”، وأضاف: “أصريت ألا نضع أي شيء في الكتاب أو أي معلومة دون أن تكون موثقة بأدلة حسية كي لا يعتقد البعض أن الكتاب هو مجرّد انفعالات شخصية”.
وذكّر أنه أنشأ بيت المستقبل عام ١٩٧٥ ومن خصائصه الأرشيف الممكنن ، لافتا إلى أن كل أرشيفنا محفوظ بشكل فني وبأحدث الوسائل.
وتابع: “كوّنت أرشيفاً مهماً خلال الرئاسة أبرزه يومياتي، وكل يوم كنت أدون ملاحظاتي وانطباعاتي خلال النهار”.
وقال الرئيس الأسبق : “مرحلة الرئاسة بالنسبة لي كانت مقاومة في وجه بعض العناصر اللبنانية التي لم تكن تعلم ماذا تفعل حينها”، مضيفاً: “مرحلة الرئاسة كانت مقاومة للمؤامرات الخارجية والأحداث الداخلية التي كانت تهز استقرار لبنان وسيادته واستقلاله”. حسب تعبيره .
وتابع: “المحطة التي مررت بها خلال الرئاسة كانت صعبة وأكثر ما آلمني هو مؤامرة الداخل علينا أو بالأحرى جنوح بعض القوى اللبنانية التي كانت مدمرة للبلد”، وأردف: “أكثر ما آلمني في ذلك الوقت تفضيل بعض القوى المسيحية لمصالحها الناتجة عن هوس بالسلطة آنذاك”.
وكشف أن هناك جهات كانت ترسل إليه رسائل وتقول له إن السياسة التي كان يتبعها هي السياسة الحكيمة التي تخدم مصلحة لبنان.
وأسف الرئيس الجميّل لأن بعض العناصر من قلب البيت فوّتت عليه فرصة إنقاذ لبنان لمصالح أنانية وهوس بالسلطة، فتم تعطيل الطريق أمام هذه الخطة وتم تسهيل الطريق أمام جهات خارجية لكي تنقذ مصالحها في لبنان، مشيرا إلى أن هذه السياسة أخّرتنا في لبنان وفتحت مجالاً أمام كثير من قوى التشكيك بتقدم لبنان. أضاف: “كنا في الحكم بجو ضبابي أسود وكانت الأمور غامضة والمصالح الداخلية متضاربة”.
وتابع: “أنا أكره الدم والعنف، أكره التصرفات الانفعالية وفي الكثير من الأيام كنت مضطراً إلى أن أقلب الطاولة على الأخصام الذين يواجهوننا بطريقة عنفية، وكان لدي إمكانية في أن أستشف المستقبل وهذا الأمر خدمني في التعاطي مع الداخل والخارج”.
وقال في حديث عن تلك الفترة: ” لقد وجدت نفسي في معركة المتن بعد أن توفي خالي موريس، وقد بنينا معركة من حواضر البيت”، معتبراً أن أهم معركة خاضها هي معركة شكا، وأردف: “الأهم هو الانتصار السياسي في هذه المنطقة”. وأشار الى أنه جمع كل العائلات في شكا وخلال ٣٦ ساعة تمكنا من خلال الوحدة من تحرير المنطقة.
وأكد الرئيس الجميّل أن الحزب القومي السوري مسؤول عن مقتل الشهيد الرئيس بشير بإيعاز من نظام الأسد في سوريا . وقال: “كنت أرغب في إنتاج حكومة وحدة وطنية تضم الجميع، وكانت الحكومة التي عملنا عليه مشهوداً لها بأنها تمثل طموحات الشعب اللبناني المنزه” وفق كلامه .
ويعتبر الحزب السوري القومي الاجتماعي في قاموسه السياسي والعقائدي ان الرئيس الراحل بشير الجميل تجاوز”الخطوط الحمراء في علاقته باسرائيل”.
بينما يرى حزب الكتائب الذي كان يتزعمه آنذاك الجميل إنه كان يريد ان يجنب لبنان المزيد من الحروب وأنه ادار ظهره لاسرائيل عندما تعارضت مصالح لبنان مع مطالبها ، وهو كان يعمل مع المجتمع الدولي لتقليم أظافر نظام الأسد الأب الذي كان يغذي الحرب الأهلية اللبنانية ويستثمر فيها لمصالح نظامه .
ويذهب بعض المراقبين الدوليين والمحليين إلى أن اغتيال بشير كان نتيجة توافق اسرائيلي – أسدي ، لأنه كان يسعى لإيقاف الحرب الأهلية من خلال استخواذه على محبة وموافقة أطياف واسعة من الشعب اللبناني الذي مشى خلف تطلعاته وقيادته التي لم تدوم طويلا بفعل الاغتيال الذي تعرض له هو ومشروعه .