بغداد – الرياض – طهران – الناس نيوز :
من جون دافيسون – رويترز – قال الرئيس العراقي برهم صالح يوم الأربعاء إن العراق استضاف أكثر من جولة محادثات بين السعودية وإيران.
ولم يدل صالح بمزيد من التفاصيل. وأدلى بهذه التصريحات خلال مقابلة أجرتها معه مؤسسة الأبحاث (بيروت إنستيتيوت) وبثت مباشرة على الإنترنت.
ويأمل دبلوماسيون في أن يكون فتح قنوات مباشرة بين إيران والسعودية بادرة على تهدئة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط بعد سنوات من الأعمال العدائية التي جعلت المنطقة قريبة من صراع واسع النطاق.
واستضافت بغداد محادثات بين مسؤولين من الدولتين في التاسع من أبريل نيسان وهي جولة المحادثات الوحيدة التي تم ذكرها سابقا.
وردا على سؤال بشأن عدد جولات المحادثات بين السعودية وإيران التي استضافها العراق، قال صالح “أكثر من مرة”.
وقال “المحادثات السعودية والإيرانية مستمرة ومهمة، ومن المهم أن يلعب العراق دورا مع الجهات الإقليمية” لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل بشأن المحادثات.
وتشارك واشنطن وطهران في محادثات غير مباشرة في فيينا تهدف إلى إحياء اتفاق دولي تم التوصل إليه في 2015 يقيد طموحات إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات عنها.
وانسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق في 2018 وفرض عقوبات قاسية على إيران وحلفائها الإقليميين. وتصاعد التوتر مع شن ميليشيات مدعومة من إيران هجمات على القوات الأمريكية في العراق ووقوع سلسلة هجمات على منشآت وناقلات نفط في الخليج حيث تعتبر واشنطن الدول العربية هناك مثل السعودية من حلفائها المقربين.
وبعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة جوية أمريكية ببغداد في يناير كانون الثاني 2020 أصبحت المنطقة أقرب إلى الحرب. وردت إيران بضربات صاروخية محدودة على قاعدة أمريكية في العراق، في هجوم مباشر هو الأول من نوعه، لكنها لم تقم بخطوات أخرى.
ويأمل العراقيون في حدوث توافق إقليمي عام يتيح لبلدهم إعادة البناء بدلا من استغلاله كساحة لتصفية الحسابات بين الولايات المتحدة ودول الخليج وإيران.
ويحاول العراق كبح جماح الميليشيات القوية المدعومة من إيران والقضاء على بقايا تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يسيطر في 2014 على نحو ثلث العراق وتمت هزيمته عسكريا في 2017 بتعاون الجيش العراقي مع قوات أمريكية ومقاتلين أكراد وقوات شبه نظامية متحالفة مع إيران.
وقال صالح إنه لا يمكن الفوز في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب بالطرق العسكرية فقط، مشيرا إلى أن العراق استطاع تحرير أراضيه بمساعدة الأصدقاء لكن الإرهاب لا يزال مستمرا.
وأضاف أنه يتمنى رؤية حل للخلاف الإيراني-الأمريكي الذي أجج العنف في العراق.
وقال إن الشرق الأوسط دخل في دائرة من الصراع وعدم الاستقرار على مدى العقود القليلة الماضية وحان الوقت لتجاوزها.